الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كاتبة أمريكية: متحف العلمين هو خريطة حية في التاريخ العسكري العالمي في صحراء مصر

الرئيس نيوز

سجلت الكاتبة الأمريكية كاثلين كلور تجربتها كزوجة ضابط عسكري غربي يجيد اللغة العربية ويكلف بالعمل في الشرق الأوسط، في أجواء صحراوية قاحلة حيث تعكس الرمال الوهج الأبيض الهائل لأشعة الشمس غير الراغبة في الاختباء خلف السحب.

 وأكدت في مقالها الذي نشرته مجلة  The War Horse مدى اهتمام الضباط الغربيين مثل زوجها بهذه الصحراء ومخاوف عديدة بشأن المياه والنقل الآمن والاتجاهات، ومن أمام متحف العلمين الحربي في مصر، أعادت كلور تأكيد اهتمام الضباط الغربيين  بتلك الصحراء، فهم يعملون باسم الحكومات الغربية محاصرة في منافسة طاحنة بين القوى العظمى. ولكن ماذا يوجد في هذه الصحاري بالنسبة لزوجة ضابط؟ كثيرا ما كانت تتساءل.

وتقول كلور: "عشت أنا وزوجي لمدة عامين في أحياء فاخرة في القاهرة كحاملي جوازات سفر دبلوماسية والأمريكيين الوحيدين في عماراتنا السكنية. لقد عمل من أحد البرجين في السفارة الأمريكية في وسط المدينة، حيث خاض معارك يومية مع إصدارات قديمة من Microsoft Excel محملة على أجهزة كمبيوتر شخصية عتيقة في محاولة لإدارة برنامج المساعدات العسكرية السنوية البالغة قيمته 1.3 مليار دولار لمصر، والتمويل العسكري الأجنبي الذي بدأ في 1979 بعد اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. هذه هي أموال المساعدة التي تعزز علاقة أمريكا العسكرية مع مصر".

وأكدت كلور أن مراقبة السلام بين إسرائيل ومصر مدرجة أيضًا في قائمة المهام الأمريكية في مصر، مع التركيز على سيناء، وكان الأوروبيون، والبريطانيون على وجه الخصوص، مهتمين بالمثل بمصر في القرون الأخيرة، من ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى الخمسينيات من القرن الماضي، احتل البريطانيون مصر بشكل أو بآخر. في الأربعينيات من القرن الماضي، كان الاحتلال عسكريًا إبان قتال لندن للنازيين الألمان بالقرب من البحر الأبيض المتوسط وكان الألمان قد ضعوا السويس نصب أعينهم. واقتنصت كلور فرصة تواجدها في العلمين للمشاركة في الاحتفال بذكرى المحاربين البريطانيين والكومنولث المدفونين في العلمين.

منذ القرن التاسع عشر وحتى الخمسينيات من القرن الماضي، احتل البريطانيون مصر بشكل أو بآخر. في الأربعينيات من القرن الماضي، كان الاحتلال عسكريًا إبان قتال لندن للنازيين الألمان بالقرب من البحر الأبيض المتوسط وكان الألمان قد ضعوا السويس نصب أعينهم. واقتنصت كلور فرصة تواجدها في العلمين للمشاركة في الاحتفال بذكرى المحاربين البريطانيين والكومنولث المدفونين في العلمين.
سعت كلور لزيارة مقبرة الكومنولث بدافع من غريزة باعتراف الجميع شعر بها العديد من الأمريكيين أثناء زيارة ساحات القتال في الحرب العالمية الثانية في الخارج.

وتساءلت كلور كيف وصل هؤلاء المقاتلون المدفونين تحت رمال العلمين إلى هنا، كيف انتهوا في نهاية المطاف إلى تلك القبور المرتبة في صفوف هي الأكثر تنظيماً على الإطلاق.

عادة ما تكون الجثث محورًا لاهتمام المتاحف في مصر، سواء كانت محنطة أو مدفونة أو تماثيل وهذا ينطبق على متحف العلمين، ولكن السؤال الذي يشغل كلور هو لماذا قررت مجموعة من الشباب الأسترالي السفر والقتال والموت في صحراء مصرية. وهل عرفت والدة هذا المقاتل من برمنجهام بإنجلترا أين دفنت جثته؟ وماذا عن هذا الشاب من بريتوريا؟ هل علمت حبيبته أنه موجود في العلمين؟ هل سافرت يوما لزيارة قبره عندما علمت بوجوده؟ هل علمت بوجود تلك المقبرة؟ وتأملت الكاتبة  مشاركة دبابات شيرمان التي أرسلها الأمريكيون للحرب العالمية الثانية، والعديد من المدافع وما يقرب من 200000 رجل من أستراليا واسكتلندا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا والهند واليونان وفرنسا.

وحول زيارتها لمتحف العلمين، قالت: "حذرني المرشدون واللافتات على حد سواء من التجول في الطرق المحيطة بالمتحف والمقبرة حيث يرقد هؤلاء الرجال فلا تزال بعض الألغام المضادة للدبابات باقية بالموقع.