الخميس 18 ديسمبر 2025 الموافق 27 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

عمرها 175 عامًا.. عودة ساعة قلعة صلاح الدين الأيوبي الأثرية للعمل بأيادي شاب أقصري

الرئيس نيوز


تستعد مصر للإعلان عن عودة أقدم ساعاتها للعمل والتي أهداها الملك الفرنسي لويس فيليب إلى محمد علي باشا في عام 1846. وأعلنت وزارة السياحة والآثار، مؤخرًا، الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة والتطوير في قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، بما في ذلك إعادة تشغيل برج الساعة بالقلعة، وهي أول ساعة دقاقة في مصر، بعد عقود من عدم التشغيل. 

وتمكن الحرفيون المصريون من إصلاح الساعة بعد سنوات من عدم تشغيلها. وبدأت تجارب آلية الملء التلقائي للساعة من أجل ضمان استمرار عملها دون انقطاع.

 وتم الانتهاء من ترميم برج الساعة، وتم تحسين الألوان لإعادتها لبريقها الأصلي، كما تم الانتهاء من صيانة وإعادة تركيب الألواح الزجاجية الملونة وحواف الأعمدة الحديدية الدائرية الموجودة في الجزء العلوي من برج الساعة.

وتلقت مصر الساعة في عام 1846 كهدية من ملك فرنسا، لويس فيليب، إلى محمد علي باشا، حاكم مصر آنذاك. وضعت داخل برج حديدي مزخرف بالنقوش واللوحات الزجاجية الملونة، وسط الرواق الشمالي الغربي لمسجد محمد علي الأثري. وكان من المفترض أن توضع الساعة داخل قصر محمد علي باشا بمنطقة شبرا، لكنها كانت مخزنة في القصر حتى تم نقلها إلى المسجد في عهد الخديوي عباس الأول عام 1856.


كانت الساعة ردًا على هدية محمد علي باشا لفرنسا، وهي عبارة عن مسلة الأقصر التي تعود إلى عصر رمسيس الثاني، والتي وُضعت في ساحة الكونكورد في باريس. ونجحت أعمال صيانة وترميم برج الساعة رغم الصعوبات، وسيتم الإعلان عن تشغيل الساعة رسميًا في القاهرة. الأسابيع القادمة بعد وضع اللمسات الأخيرة على أعمال الصيانة.

في نوفمبر 2020، أعلنت السفارة الفرنسية بالقاهرة عن إرسال فرانسوا سيمون فوستير، الخبير في صناعة الساعات، إلى القاهرة، بناءً على طلب مصر، لبحث إمكانية استعادة الساعة وإعداد تقرير عنها. وفي 1 ديسمبر 2020، نشر سايمون فوستير، الذي كان قد بدأ مهمته في مصر لتوه، لقطات على فيسبوك للقاهرة من أعلى برج الساعة. وتم التعاقد مع الخبير الفرنسي لأن الساعة فرنسية الصنع، ولدى الخبراء الفرنسيين معرفة كبيرة بكيفية العناية بها.

وأرسل فوستير تقريراً إلى وزارة السياحة والآثار المصرية بشأن حالة الساعة وضرورة إصلاحها. لكن مهمة إصلاح الساعة أسندت في النهاية إلى خبير مصري من الأقصر بناء على طلبه. وأبلغ الخبير الوزارة بالمشاكل التي أعاقت تشغيل الساعة، وقررت الوزارة منحه فرصة لإصلاحها. وبعد عدة أشهر من العمل عاد بريق الساعة الأصلي ويمكن تشغيل أجراسها مرة أخرى. كما وضع فريق الصيانة خطة للتعبئة التلقائية للساعة بدون مساعدة بشرية.

كانت الساعة قد خرجت من الخدمة بسبب عدم وجود صيانة دورية لفترات طويلة في الأوقات السابقة، بصرف النظر عن الحاجة إلى شحنها باستمرار ولفها مرتين في اليوم. ولم تكن هذه المحاولة الأولى لإصلاح عقارب الساعة. في عام 1943، أمر الملك فاروق بإصلاحها، لكنها توقفت عن العمل بعد ثلاثة أيام. في عام 1984، تم إصلاحها مرة أخرى، لكنها تعطلت بعد عدة أيام وتوقفت عن العمل.

قال وزير السياحة والآثار خالد العناني، خلال جولة تفقدية لأعمال الترميم والصيانة في قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد محمد علي منتصف سبتمبر الجاري، إن الحكومة المصرية تسعى لاستكمال الأعمال. وتطوير الخدمات في المنطقة للنهوض بقطاعي السياحة والآثار. وتسعى الحكومة إلى تعزيز دور مصر الريادي كوجهة سياحية رئيسية حديثة ومستدامة، من خلال مواردها وعناصرها السياحية والطبيعية والبشرية والأثرية الغنية والمتنوعة، والحفاظ على التراث الثقافي المصري الفريد للأجيال القادمة.