الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

إلهام شاهين في حوار خاص: لا أفكر في الاعتزال.. وتبرعي بأعضائي "صدقة جارية"

الرئيس نيوز

لا أهتم بانتقادات السوشيال ميديا.. وأتقبل النقد الفني الموضوعي

خسرت أموالا كثيرة بسبب الإنتاج السينمائي والجوائز لم تعوضني

أنتجت للسينما وليس لإلهام شاهين وهدفي أن تُكتب في أرشيفي

المنصات الإلكترونية أضافت للدراما والإعلانات تفصل المشاهد عن الأحداث

الدراما لا يجب أن ترتبط بعدد ثابت من الحلقات

تناول العشوائيات والبلطجة في الأعمال الفنية أمر طبيعي



نجمة مصرية من طراز خاص، لها بصمتها السينمائية والدرامية، صاحبة تاريخ كبير ملئ بالنجاحات الفنية، كما أنها صاحبة شخصية غير عادية لا تشبه غيرها من نجمات الوسط الفني، هي الفنانة الكبيرة إلهام شاهين، التي فتحت قلبها لـ"الرئيس نيوز" في حوار خاص، تحدثت خلاله عن مبادرتها الأخيرة للتبرع بأعضائها بعد الوفاة، وهي المبادرة التي لاقت جدلا كبيرا، كما تحدثت عن تجربتها في الإنتاج السينمائي، وأسباب خوضها التجربة، وتطرق الحوار إلى الحديث عن الدراما المصرية، والمهرجانات الفنية، وتفاصيل أخرى كثيرة، وإلى نص الحوار ..

بداية.. ما الذي حمسك لإعلان مشاركتك في حملة التبرع بالأعضاء؟

حقيقة لا أعرف من اعترضوا على الحملة ما هي أسباب اعتراضهم، ومن المنطقي أن نأخذ بآراء المتخصصين والفقهاء وليس رأي أشخاص عاديين غير مؤهلين للفتوى في مثل هذه الأمور، وبصفة شخصية أخذت برأي الشيخ خالد الجندي، والذي التقيته في ندوة كتاب أمير رمزي "أعداء مصر الخمسة"، وقال أن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة حلال وأنه كان يطالب بذلك الأمر منذ 10 سنوات، وهو شخصيا أكد أنه سيتبرع بأعضائه، كما أن الدكتور والفقيه سعد الدين الهلالي هو أحد أعضاء الحملة، وهو فقيه في الأمور الدينية، إضافة إلى الدكتور أحمد سالوم أحد فقهاء جامعة الأزهر، والذي أكد أن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يعتبر صدقة جاريه، لأننا بذلك نساعد شخص مريض ويتألم على استكمال حياته بصورة طبيعية ويستمتع بصحة جيدة، وفي مثل هذه الأمور يجب أن نستمع فقط لأراء رجال الدين المستنيرين ونبتعد تماما عن الهري والأراء الغير مستندة للدين.

وكيف استقبلني الآراء الرافضة للفكرة عبر السوشيال ميديا؟

حقيقة أنا طول عمري شخصية مواجهة وأمتلك من الجرأة ما يجعلني أتجاهل عواء هؤلاء، فدائما أسير بمبدأ "الكلاب تعوي والقافلة تسير"، وهذا مبدأي في الحياة، وأرى السوشيال ميديا كيان بلا حيثية، وتجعل كل تافه يتحدث وكل حاقد أو فاضي يقول ما يريد من خلف الجهاز، ولا أهتم إطلاقا بمتابعة السوشيال ميديا ولا ما يدور عليها، ولكن أحيانا أهلي وأصدقائي يبلغوني أنني أتعرض لهجوم حاد وتطاول من بعض رواد السوشيال ميديا، ولكن لا أهتم إطلاقا بهذه الأمور ولا أرد عليها، فأنا تعودت ألا أشغل نفسي بأمور تافهة، والسوشيال ميديا جهة ليس لها حيثية وأشخاص مجهولي الهوية، ودائما الشخص الناجح يتعرض للأحقاد واذا لم أكن ناجحة ومؤثرة فلن يتحدث عني أحد.

هل تتقبلين النقد الفني؟ 

بالطبع أتقبل النقد الفني المحترم وأتعلم وأستفيد منه، ولكن لا أرد عليه، وأنا دارسة نقد فني في أكاديمية الفنون لمدة 4 سنوات، وأعرف جيدا معنى النقد الفني وقادرة على التمييز بينه وبين النقد الموجه المغرض.

ما الذي دفعك نحو الإنتاج السينمائي؟

بداية عندما أنتجت لم أنتج لإلهام شاهين ولكن أنتجت للسينما المصرية، وسبب اتجاهي للإنتاج هو أنني أسعى أن يكون في أرشيفي انتاجات مهمة تعيش في تاريخ السينما المصرية، وهذا هو هدفي، تقديم أعمال محترمة تليق بالسينما المصرية، وتوضع في الـc.v الخاص بي بجانب أعمالي كممثلة بأدوار مهمة جدا، وقررت أن يكون بجانب ذلك انتاجات مهمة أيضا.


هل عوضتك الجوائز في المهرجانات عن الخسارة المادية؟ 

الجوائز هي نجاح أدبي والنجاح الأدبي هو الأساس بالنسبة لي قبل التفكير في المكسب المادي، ولكن حقيقة تعرضت لخسارة مادية كبيرة، وكنت أقول لنفسي أنني من الممكن أن أنتج واستعيد الفلوس التي أنتجت بها دون السعي لتحقيق مكسب، وهذا أمر لا يقدر عليه أي منتج، لأن المنتج يستهدف الربح، وتمنيت أن استعيد فلوسي، ولكن للأسف خسرت فلوس كتير لأنني لست متمكنة في الأمور الحيابية ولا في التوزيع، ودماغي ليست تجارية، وليس لدي صبر وطولة بال، وحقيقة اكتشفت أنني قادرة على انتاج عمل جيد ومميز في المحتوى والصورة والفكرة والشكل، ولكن لست شاطرة في التوزيع.

ما رأيك في ظهور المنصات الإلكترونية "البلات فورم"؟

هي تجربة مميزة جدا وأضافت كثيرا للدراما المصرية والعربية، خاصة أننا نشاهد عليها الأعمال بدون إعلانات، واكتشفت قوة هذه المنصات ونجاحها بعد تجربتي في تقديم مسلسل "زي القمر"، الذي عرض على منصة "واتش ات"، فالحلقة مدتها نصف ساعة، وعندما أشاهدها في التليفزيون تعرض في ساعتين، وهذا يصيب المشاهد بالملل ويفصله عن الأحداث، وعندما شاهدت الخمس حلقات كاملة على "واتش ات" استمتعت لأنني شاهدت العمل بأكمله في جلسة واحدة ساعتين ونصف كفيلم سينما، وأعتقد أن هذه المنصات أفادت الدراما كثيرا، خاصة أن الإعلانات على شاشات التليفزيون تفصل المشاهد تماما عن العمل وتقضي على التواصل بينه وبين الأحداث والشخصيات.

بعد تجربتك في "زي القمر".. ما رأيك في عودة وانتشار الدراما القصيرة والحكايات؟

هي فكرة رائعة ومميزة وأتمنى تكرارها مرات عديدة، لأنها تعطي الفرصة للكاتب في اطلاق العنان لخياله، دون أن يضطر لوضع خيوط فرعية لا داعي لوجودها مت الأساس ولا داعي لها في الحدث الرئيسى لمجرد ملئ عدد حلقات، كما أن الدراما القصيرة تتميز بالإيقاع السريع ووجبة مكثفة لا تصيب المشاهد بالملل، خاصة أن بعض المسلسلات الطويلة تكون جيدة في فكرتها ولكن ينصرف عنها المشاهد بسبب المط والتطويل، وتصيب الجمهور بالملل، وحقيقة طول عمري أنادي بتطبيق هذا الأمر في الدراما، وأتمنى ألا يكون المسلسل مرتبط بعدد حلقات معين، فالكاتب يكتب حتى النهاية سواء كان المسلسل 5 حلقات أو أكثر، وقدمت من قبل "نصف ربيع الأخر" 17 حلقة، وأيضا قدمت "امرأة في ورطة" و"نعم مازلت أنسة" وكانوا 15 حلقة، ولا يجب أن يفرض عدد حلقات معين على المسلسل، وهذا لا يعني أنني ضد المسلسلات التى تعرض في 30 حلقة، ولكن يجب أن يكون المسلسل والأحداث متوافقة مع عدد الحلقات كما تخرج ودون الزام بعدد معين للحلقات، أما في شهر رمضان فالأغلبية تميل للدراما 30 حلقة وهذا أمر طبيعي طالما العمل يستوعب ذلك.


البعض يرى أن الدراما المصرية تراجعت بعد يناير ٢٠١١.. ما تعقيبك وما حقيقة رفضك العمل في هذه المرحلة؟

لم أرفض العمل اطلاقا، ولكن لم أكن أجد ما يستفزني لتقديمه، خاصة أنني قدمت أعمالا كثيرة وشخصيات مختلفة ومتنوعة، ولذلك أجد دائما صعوبة في الاختيار، وهذا أمر يحدث لأي فنان قدم أدوارا كثيرة ومختلفة ومتنوعة، أما مستوى الدراما المصرية فلا أراه تراجع إطلاقا، بالعكس فهناك اختلاف في الاتجاه الأفضل، بسبب التكنولوجيا الحديثة التي سهلت خروج الصورة بشكل أفضل والجرافيك والأكشن، وأصبحنا متفوقين في هذه الأعمال جدا.

وماذا عن الأعمال التي تناولت العشوائيات والبلطجة؟ 

كذوق متفرد لا أحب هذه الأعمال، ولكن لا مانع من تقديمها خاصة أنها جزء وقعي في المجتمع، وهذه الأعمال لها جمهور كبير يتابعها، ولا أرفض تقديمها إطلاقا، وستجد الكثير منها حقق نجاح كبير جدا لا يمكن أن ننكره أو نتجاهله، ولا يجب أن نرفض تقديم أعمالا درامية تلقي الضوء على أخطاء في المجتمع، فعلينا تقديمها وانتقادها بجرأة ونخترق القضايا الشائكة دون خوف أو تردد، فالدراما ليس دورها تقديم حلول ولكن طرح المشكلات ومناقشتها وعلى المجتمع أن يجد حلول حقيقية لهذه المشكلات.

ماذا عن طموحك الشخصي وما العمل الذي تتمنين تقديمه؟

أتمنى تقديم كل ما لم اقدمه من قبل، وطموحي لا يتوقف عند نقطة بعينها، وأبحث دائما عن كل ما هو جديد، حتى أنني في فيلم "حظر تجوال" استمريت سنتين في البحث حتى ظنت أنني لن أجد عمل يقنعني، وعندما وجدته تحمست له، وهناك موضوعات جديدة لم نتطرق لها من قبل مثل زنا المحارم، والمجتمع مليئ بالقضايا والحياة بها الكثير من الأفكار التي من الممكن طرحها، فأنا أحب وأعشق تقديم كل ما هو جديد.


هل فكرتي في الاعتزال؟ وما رأيك في اعتزال بعض الفنانات مؤخرا؟

حقيقة عمري ما فكرت في الإعتزال، ولن أفكر فيه أبدا، ومن يعتزل الفن فهذه حريته الشخصية، وليس من حق أحد التعليق عليها، فلكل إنسان حياته الخاصة، وكما أطالب بحريتي في أرائي وتصرفاتي، فلا يجب أن نتدخل في حياة الأخرين، وعلينا احترام قراراتهم.