السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

المخرج محمد دياب: فيلم "أميرة" كان تحدي كبير وتجربة صعبة.. حوار

الرئيس نيوز

لا أعرف مصير عرض الفيلم جماهيريا في مصر.. وتقديم فيلم ناجح فنيا أهم من تقديم فيلم يحقق إيرادات

المشاركة في سلسلة "مارفال" العالمية تجربة تضيف لمسيرتي .. و"اشتباك" أكثر نجاحا بالنسبة لي من "678" برغم تحقيق الأخير ايرادات أكبر


حصل مؤخرا فيلم "أميرة" للسيناريست والمخرج المصري محمد دياب، على ثلاث جوائز في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والذي اقيم منتصف الشهر الماضي، ولاقى الفيلم استحسان الجمهور الذي شاهد عرضه الأول خلال المهرجان، وهو ما ظهر جليا فور انتهاء عرض الفيلم، بعد أن قام الجمهور الحاضر بالتصفيق الحاد لفريق العمل الذي كان يحضر العرض، وايستمر الاحتفاء والتصفيق لما يقرب من خمس دقائق متواصلة، شعر خلالها فريق العمل بمشاعر غريبة يروي تفاصيلها السيناريست والمخرج محمد دياب خلال حواره مع "الرئيس نيوز" في الأسطر القادمة، حيث تحدث دياب خلال الحوار حول الفيلم وتفاصيل أخرى كثيرة عن مشروعاته المستقبلية، وأبرزها اختياره لإخراج أحد مسلسلات السلسلة العالمية الشهيرة "مارفل".

قصة فيلم "أميرة" .. رحلة فتاة فلسطينية تبحث عن والدها الحقيقي

وتدور أحداث فيلم "أميرة" حول قضايا تخص الشعب الفلسطيني، وتظهر شابة تدعى "أميرة" تجسدها صبا مبارك، وتسرد قصتها بأنها ولدت عبر عملية تلقيح مجهري بعد تهريب النطف من والدها السجين في إحدى المعتقلات الإسرائيلية، لكن حياتها تنقلب بشكل مفاجئ، بعد أن يخبرها والدها أثناء زيارتها له بأنه عقيم ولا ينجب، وأنها ليست ابنته وكل ما أخبرتها به والدتها كذب، لتبدأ أميرة في رحلة البحث عن والدها البيولوجي الحقيقي بكل صمت وخوف من نظرة المجتمع لها، وخوفها من أن تصبح منبوذة هي ووالدتها كونهما لا يملكان معيلاً أو عائلة كبيرة تقوم بحمايتهما.

لهذا تستنفد أميرة كل الطرق وتطرق كل الأبواب، حتى تصل إلى أي دليل أو خيط يجيب عن أسئلتها الكثيرة، وخوفها من المجتمع وقلقها من أن يتركها حبيبها، وخلال رحلة البحث عن الحقيقة تكتشف الكثير من الحكايات والمفاجآت.

وإلى نص الحوار..      

                                                  

بداية .. لماذا تحمست لتقديم عمل عن الواقع الفلسطيني وأنت غير ملم بما يجري داخل المجتمع نفسه من الداخل ؟

حقيقة كان هذا تحدي كبير وصعب، لأنني أنقل واقع وأحداث ومواقف وتجربة لم أمر بها بشكل شخصي ولم اعايش تفاصيلها، ولا يمكن أن تغفل أنني مصري عربي أعرف الكثير عن القضية الفلسطينية ومتابع جيد لها منذ الطفولة كأي عربي، وعندما أردت أن أنقل مشاعر المواطن الفلسطيني كان علي أن أتبع ما اتبعته في تجربتي السابقة في فيلم "678" وأن ألتقي وأتحدث مع أصحاب القضية نفسها وأعرف تفاصيل حياتهم، وبالفعل تحدثت مع كثيرين حتى لا أغفل أي جانب من جوانب الموضوع، إضافة إلى ذلك ومن حسن حظي أن أن مثلي الآعلى هاني أبو أسعد المخرج العالمي, والمنتجه أميرة دياب الفلسطينيين، ساعدوني على فهم التجربة الفلسطينية وساعدوا كل من شاركو في الكتابة على فهم المجتمع الفلسطيني، وأيضا ما ساعدني أن أتمكن من تقديم تجربة فلسطينية خالصة, أن طاقم عمل الفيلم كان فلسطيني بالكامل عدا مدير التصوير والمونتير, وهذا ما ساعدني على تقديم فيلم يمثل فلسطين.

لحظات ما بعد عرض الفيلم في مهرجان فينيسيا كانت مبهجة .. فما الانطباع الذي وجدته على الحضور . وكيف كان شعورك حينها ؟

فوجئت برد الفعل، وبالطبع الكثيرين شاهدوا تصفيق الجمهور الذي استمر مدة طويلة فور انتهاء عرض الفيلم، وحقيقة لم أكن أتوقع الحصول على جوائز ولكن بعدما شاهدت رد الفعل على الفيلم فور عرضه بدأت أثق أننا كفريق عمل سنحصد جوائز بالمهرجان، وتجربة المشاركة في مهرجان فينيسيا كانت مفيدة جدا بعد تجربتي الأولى في مهرجان كان بفيلم "اشتباك"، واتمنى أن أكون في السنوات القادمة بمهرجان برلين ومهرجانات عالمية أخرى بأفلام جديدة، لأن المشاركة في مهرجانات دولية مختلفة يكسبك ثقل ويزيد معرفتك بالثقافات الأخرى ويفتح أفاق جديدة في المعرفة بطباع الجمهور وأذواقهم حول العالم، والسينما في حد ذاتها لغة عالمية، أما عن مشاعري فستراها في الفيديو الذي نشر أثناء احتفاء الجمهور، فمشاعري كانت مختلفة ومترددة جدا، لم اكن اتوقع رد  الفعل ولا مدى تأثر الجمهور بالعمل والأحداث والشخصيات إلى هذا الحد.


وما عوائق صناعة أفلام تتناسب مع المهرجانات العالمية ؟

حقيقة هناك عوائق كثيرة أبرزها البحث عن الفكرة، فعندما تسعى لتقديم فيلم مهرجانات يجب عليك أولا أن تجد فكرة تتناسب مع ذلك وتحمل محتوى به قضية انسانية من الدرجة الأولى، ودائما أحرص على الجودة "الكواليتي"، ومنذ بدااياتي وأنا اسعى لتقديم أعمال تشارك في مهرجانات عالمية، ولحسن حظي أن أفلامي يتم قبولها في أكبر مهرجانات العالم، فهناك من يصنع أفلام ولا يستهدف مشاركتها في مهرجانات ولكن أنا من البداية اصنع أعمالا اسعى من خلالها للمشاركة في مهرجانات، ومن الممكن أن تجد أفلام أعدت للعرض الجماهيري وفجأة تدخل مهرجانات، ولم يكن صناعها من البداية ينوى ذلك، ولكنه يذهبوا بالصدفة.

متى يعرض فيلم "أميرة" في مصر ؟

حقيقة ليس لدي معلومة حول ذلك، وهذا يعتمد على الموزعين في مصر, وهذا يحدث لجميع الأفلام العالمية, فالموزع في كل دولة يشترى الفيلم ويطرحه في دولته، وحتى الأن لا يوجد حديث عن عرض الفيلم جماهيريا في مصر، ودوري فقط هو صناعة فيلم جيد والمنتج والموزعين عليهم مسئولية عرضه وتسويقه ونوزيعه، وهذه تفاصيل لا تخصني كمؤلف ومخرج، وهذا ما حدث مثلا في فيلم "678"، والذي طرح في مصر بعدد نسخ كبير، وأتمنى عرض الفيلم للجمهور المصري ولكن هذا ليس أمر بيدي على الإطلاق.

هل تتوقع أن يحقق فيلم "أميرة" عائد ايرادات كبير في السوق الأوروبي كما حدث في فيلم "678" ؟

كما قلت من قبل الأمر بالنسبة لي ليس له علاقة بالإيرادات، والتقييم الشخصي لأعمالي لا يؤخذ بالإيرادات، فهذه أمور تخص الانتاج والتوزيع، أما ما أحكم بناء عليه هو تأثير الفيلم وجودته، وفيلم "678" حقق ايرادات عاليه لأنه يتناسب مع الذوق الغربي الأوروبي، وعندما أقارنه بفيلم مثل "اشتباك" برغم أنه أقل ايرادت من "678" ولكنى أراه أكثر جوده وتأثير ونجاح، فالنجاح بالنسبة لي ليس نجاح مادي، النجاح الفني أهم وأبقى من النجاح المادي.



ماذا عن أخر تطورات مسلسلك ضمن السلسلة العالمية "مارفال" ؟

سأنتهي من تصوير الفيلم خلال شهر من الأن، وبدأنا اللتصوير منذ شهر يناير الماضي في المجر، وسيستمر المونتاج مدة تصل إلى 6 أشهر في لوس أنجلوس، وبعدها يتم عرض العمل، وحقيقة أنا سعيد جدا بهذه التجربة التي اصفها بالعالمية، ودمجت في هذا العمل أفكارا لأعمال كوميدية وأكشن ودرامية كنت كتبتها منفردة، وعندما جاءت فرصة هذا العمل الضخم دمجتهم جميعا، ومن المفاجأت أن العمل به تصوير في مصر وستظهر في صورة مختلفة تماما عن أي صورة ظهرت بها في السينما العالمية من قبل.

بعد مرور ما يقرب من 14 عاما على مسيرتك .. أين ترى تجربتك الأن ؟

أرى أنني مازلت في بداية طريقي، ورحلة الـ14 عاما كانت مليئة بالنجاح والمتعة والإرهاق والعمل الجاد، ولكن مازلت أرى أن أمامي الكثير لتعلمه في المستقبل، واتمنى تقديم تجارب جديدة أفضل من السابقة، فتجاربي المختلفة في الأفلام جعلتني أتقبل الأخر وأشعر بمشاعر الأفراد وتغير التجربة الإنسانية, فكل فيلم له رسالة فنية وإنسانية مختلفة وكانت تلك من أكبر الفوائد التي أكتسبتها على مر الوقت، واتمنى أن تكون كل خطوة جديدة في اتجاه التطور والارتقاء بالسينما.