الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

حسن ثابت هويدي يكتب: "يحكى أن" مساحة الضيف وسطوة المذيع

الرئيس نيوز

شاهدت الأسبوع الماضي حلقة من حلقات برنامج "يحكى أن" على شاشة الفضائية المصرية المسماه بالمطورة، ضيفة الحلقة الكاتبة الصحفية القديرة دينا شرف الدين، ومقدمة البرنامج إيمان مختار.

 ألف باء الإعلام أن تكون أسئلة مقدم البرنامج بسيطة مختصرة مباشرة وأن يترك للضيف مساحة زمنية كافية للرد ولا يقاطع الضيف إلا في حالتين، إما أن يكون قد انحرف عن موضوع الحلقة ودخل في موضوع آخر وهنا يتدخل مقدم البرنامج بلباقة ليعيد الضيف إلى صلب الموضوع أو أن يكون الضيف ضعيف الأداء وليس لديه المقدرة الكافية للرد وفي هذه الحالة يتدخل مقدم البرنامج لمساندة الضيف ويقع اللوم هنا على من اختار الضيف سواء معد أو مقدم البرنامج، إذ لابد من انتقاء ضيوف مناسبين أو مختصين في موضوع الحلقة، وهاتان الحالتان لا تنطبقا على ضيفة الحلقة التي تملك أدواتها الصحفية والمهنية تماماً بل وكتبت عن نفس الموضوع وهو سفر البنات للخارج سواء للدراسة أو العمل وموقف الآباء من ذلك، فضلاً عن أنها متحدثة لبقة وأفكارها مرتبة وتدخل في الموضوع مباشرة.


مدة الحلقة كانت 46 دقيقة تقريباً (يمكن مشاهدتها على اليوتيوب)، المذيعة وحدها أخذت 6 دقائق في بداية البرنامج، ثم تلى ذلك لقاء عبر سكايب مع احدى البنات التي تدرس في الخارج ووالدتها كان حوالي 5 دقائق تحدثت المذيعة 3 دقائق والبنت ووالدتها ديقتان تقريباً ثم فاصل لإذاعة تقرير، بعده بدأ اللقاء مع ضيفة البرنامج والذي استغرق حوالي 25 دقيقة أخذت مقدمة البرنامج حوالي 13 دقيقة وفاصل حوالي دقيقة ونصف وضيفة البرنامج حوالي 11 دقيقة.

مقدمة البرنامج كانت تستعرض معلوماتها بكثرة الغي والضيفة كانت شديدة الأدب لاتقاطعها بل تترك لها المجال لتتحدث براحتها، بل ماحدث هو العكس.

أنا هنا لا انتقد مقدمة البرنامج بقدر ما ألقي الضوء على حالة عامة سائدة بين بعض مقدمي البرامج وهم كثر مما يحيد بالإعلام عن المهنية، فضيف البرنامج موجود للشرح والتفسير ,ومقدم البرنامج لطرح الأسئلة وليس العكس.

ملتقى الهناجر الثقافي

أحرص دائماً على حضور ملتقى الهناجر الثقافي الذي يعقد شهرياً بمسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية لسببين، الأول نوعية المواضيع التي دائماً ما تواكب ما يستجد من أحداث على الساحة المصرية، والثاني هو انتقاء مديرة الملتقى الدكتورة ناهد عبد الحميد لضيوفها بعناية شديدة والذين دائماً ما يكونوا متخصصين أو علماء في الموضوع الشهري المطروح وأيضا تنوع جمهور الحاضرين من الفئات المختلفة.

الملتقى عبارة عن جرعة ثقافية مكثفة في شتى المجالات وان كانت مديرة الملتقى تركز على بناء الوعي وعلى تعريف جمهور الحاضرين بقيمة ومكانة مصر على مر العصور.

ملتقى هذا الشهر استصافت فيه عالم المصريات الشهير الدكتور وسيم السيسي الذي يبهرك بحديثه عن مصر القديمة وعظمتها بطريقة جذابة وشيقة والدكتور أسامة الأهزي مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية بسماحة وجهه وثقافته الواسعة.

الدكتور وسيم السيسي في جزء من حديثه تطرق إلى مسجد السلطان حسن وعظمة بناءه وأنه من أهم الأماكن السياحية التى يتوافد عليها السياح بمختلف ثقافاتهم، فروعة عمارته تجذب العديد من الشخصيات العامة حول العالم، وكان أبرز تلك الزيارات، زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وزوجته الذي تجول داخل المسجد وشاهد عظمة بناءه وجدرانه وزخارفه الإسلامية خلال العصر المملوكي.

المستشرق الفرنسى جاستون فييت وصف المسجد بقوله:" قد يكون هذا الجامع هو الوحيد بين جوامع القاهرة الذي جمع بين قوة البناء وعظمته ورقة الزخرفة وجمالها، ولا ريب أن هذا البناء العالمي الشهرة والعظيم القيمة رمز لمجد الإسلام وقوته وعظمته مقررة معترف بها".

والتقط العالم الأزهري الدكتور أسامة الأزهري أطراف الحديث وقال أن هناك كتاب يصف جوامع مصر ألفه جاستون فييت ولم يترجم إلى العربية.

الملتقى كان عن الشخصية المصرية والتي قال الدكتور أسامة أنها على مدار التاريخ تتميز بالعزيمة والإصرار والقوة والمثابرة.

وقال الدكتور أسامة أن شخصية مصر ظهرت أيضاً في الأزهر الذي ساهم في تنوير معظم شعوب قارتي آسيا وأفريقيا وتعليمهم صحيح الدين. كما تحدث عن الزعيم الجزائري هواري بوميدين وحبه لمصر وأنه درس بالأزهر وحفظ القرآن الكريم كاملاً .

الحديث عن الملتقى يطول وقد نتحدث عنه في مقالات قادمة إن شاء الله.