الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ماذا قالت الصحف الإسرائيلية عن فرار 6 فلسطينيين من سجن شديد الحراسة؟

الرئيس نيوز

رصدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية استقبال خبر الهروب غير المعتاد للسجناء الأمنيين الستة من سجن جلبوع، فجر الاثنين، بمزيج عاصف من الفخر من جانب الفلسطينيين والإحراج على الجانب الإسرائيلي وفرحة غامرة على وسائل التواصل الاجتماعي تستغربها الصحافة الإسرائيلية والعديد من الإشارات لفيلم "الخلاص من شوشانك" الأمريكي.
لكن هذا الهروب الأشبه بما نشاهده في فيلم هوليوودي، الذي كشف إخفاقات عديدة تقع مسؤوليتها على عاتق مصلحة السجون الإسرائيلية، يتضمن أيضًا قدرًا من المخاطر الأمنية، وأشارت صحيفة Times of Israel إلى أن التحليل المبدئي للمخرج الذي استخدمه السجناء للخروج من السجن، عبارة عن فتحة صغيرة تكفي لرجل بالغ ليمر من خلالها محفورة أسفل حوض الحمام الملحق بالزنزانة، يكشف ثغرات في أمن السجون ويثير مخاوف من تقليد سجناء آخرين لهذا المسلك. ويعتقد مسؤولون أمنيون أن الهاربين استغلوا الخلل البنيوي في منظومة السجن شديد الحراسة، ما يؤشر لضرورة إجراء مراجعة لكافة إجراءاته.
تجويف تحت السجن
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن هروب ستة سجناء فلسطينيين من سجن في شمال إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين، في أول جيلبريك من نوعه منذ أكثر من عقدين، حسبما أفادت إدارة السجون أمس الإثنين.
واكتشف هروب الفلسطينيين الستة في حوالي الساعة 1 صباح أمس الاثنين بعد إزالة طبقة من الأرضيات أسفل زنزانة في سجن جلبوع، جنوب غرب بحر الجليل، وفقًا للناطقة باسم مصلحة السجون، كاتي بيري. وسمح لهم ذلك بالوصول إلى تجويف تحت السجن تمكنوا من الفرار خلاله إلى شبكة الصرف.
وقالت مصلحة السجون إن خمسة من الرجال أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بينما كان السادس، زكريا الزبيدي، قائدا سابقًا لكتائب شهداء الأقصى وثيقة الصلة بحركة فتح.
وأضافت Times of Israel أن ما حدث فجر الأمس أسوأ عمليات اختراق السجون في تاريخ إسرائيل، مما أدى إلى مطاردة واسعة النطاق في شمال إسرائيل والضفة الغربية، بحسب الأجهزة الأمنية. وتم استدعاء أعداد كبيرة من قوات الشرطة إلى المنطقة المحيطة بسجن جلبوع الواقع شمال غرب بيت شيعان، بالقرب من بحيرة طبريا، مع الاستعانة بطائرات بدون طيار وطائرات عمودية. كما ساعد الجيش والشاباك في البحث، وأقيمت نقاط تفتيش في المنطقة.

وقال قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائيلية إنه لا توجد بلاغات أمنية كثيرة من سكان المنطقة بعد الحادث، لكنه حث سكان المستوطنات على توخي مزيد من اليقظة والوعي بالمخاطر المحتملة. ولكن الشرطة تلقت بلاغًا واحدًا على الأقل حول رجال كانوا يسيرون على طول الطريق بالقرب من السجن حوالي الساعة 3 صباحًا وقال مقدم البلاغ: "مررت لتوي أمام السجن ورأيت بعض الأشخاص المشبوهين يتجولون" بحسب تسجيل للمكالمة نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال مقدم البلاغ إن الرجال بدا وكأنهم يسيران شرقًا من السجن باتجاه بيت شيعان والحدود الأردنية.
تم إبلاغ رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير الأمن العام عمر بارليف، المسؤول عن كل من مصلحة السجون الإسرائيلية والشرطة الإسرائيلية، وكذلك وزير الدفاع بيني جانتز، جميعًا بالفرار وهم على اتصال دائم بالمسؤولين المعنيين ومكاتبهم. واجتمع جانتز برئيس الشاباك نداف أرغمان، وقائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي الميجور جنرال يهودا فوكس ورئيس عمليات الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال عوديد باسيوك. ونشرت الصحيفة صورًا لمحققون يتفقدون الحفرة التي استخدمها ستة سجناء للفرار من السجن. كما نشت صورًا لوزير الأمن العام، عمر بارليف بينما يراجع الخرائط مع مسؤولي الشرطة خلال مطاردة الفلسطينيين الستة.
الملاعق المعدنية ممنوعة  من الزنازين
لم تتوصل اسللطات بعد إلى كيفية حفر الأرضية الخرسانية والمعدنية، بينما لا يُسمح حتى بالملاعق المعدنية بدخول الزنازين، على الرغم من أن إدارة السجون تعاملت منذ فترة طويلة مع عمليات تهريب واسعة النطاق وفي بعض الأحيان كانت محاولات تهريب الأدوات الحادة متقنة للغاية.
قال مسؤولو السجن إن الرجال لم يشقوا نفقًا في طريقهم للخروج من السجن، لكنهم شقوا طريقهم حتى وصلوا إلى فجوة موجودة بالفعل واستخدموها للهرب ثم خرج الرجال من نفق آخر إلى طريق على الجانب الجنوبي من السجن.
تعتقد مصلحة السجون الإسرائيلية أن الرجال حصلوا على مساعدة خارجية، وتواصلوا مع مساعدين لهم في الخارج من خلال هاتف محمول قاموا بتهريبه إلى زنزانتهم.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها قررت اتخاذ الاستعدادات لإرسال السجناء الأمنيين الآخرين في سجن جلبوع إلى منشآت أخرى في إسرائيل كإجراء احترازي. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الستة سيحاولون الفرار إلى الأردن أو جنين.