الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

مدحت شنن يكتب: نظارة العقل

الرئيس نيوز



مع تطور الحياة وتعقيدات الواقع خيم على الكثير إحساس بالظلمة والجدب والعقم المطلق, فعاشوا حياة تعانق الموت, كلما حاولوا حل التعقيد فشلوا حتى يأسوا وتراجعوا.

ذلك لأن فكرهم مازال تقليداً والأمر يحتاج ابتكاراً وتفكيراً خارج الصندوق.

إن من يريد التميز لابد وأن يطور ما لديه من منظور أو بارادايم, والبرادايم اصطلاحاً يعني الانطباع, أو رؤيتنا للأشياء وحكمنا عليها. لأنه الثقافة التي ترسخت في عقولنا وصارت تتحكم في تصرفاتنا في المواقف المختلفة, بمعنى أنه نظارة العقل التي نرى من خلالها الحياة, وتشمل مكتسباتنا وخبراتنا ومعتقداتنا السابقة التي ترسم حدود مستقبلنا.

وكثير منا تسيطر عليه معتقدات خاطئة وأفكار سطحية تفيض جهلاً, اكتسبها من ماض يفتقد مقومات الإدراك, لما شابه من نواقص أصابت التربية أو التعليم, فنظروا للواقع بسلبية كتمثال رابض ومكبل بأغلال الماضي يمضغ استسلاماً لا يريد له الزوال, فطحن عقولهم الجمود والعدم, كنقطة عائمة في زرقة بلا حدود لا يربطهم بعالم الإنجاز أي رابط.

يصرخون في البرية ويحملون على ظهورهم أوزار الماضي دون أن يرتجوا الخير أو يتطلعوا إلى المستقبل ليبرأ حاضرهم من الشبهة.

إن طوق النجاة من هذا المصير الأسود يحتاج تطوير رؤيتنا للأشياء واستبدال سلبيتنا بمنظور إيجابي لتصير الأحلام حقيقة, وهذا ليس بالعسير طالما وهبنا الله القدرة على التحكم بعقولنا.

الأمر يحتاج مزيداً من المعارف لتحصيل المعلومات واكتساب الخبرات بتنويعها وتحديثها, بالتعرف على أشخاص جدد يفكرون بشكل مختلف, مع تنويع الأسفار وتغيير الأماكن للتعرف على طبائع البشر وإن اختلفوا عنا للاستفادة من تجاربهم في تطوير حاضرنا.

نحتاج فك قيد خيالنا والسماح له بالتحليق في سماء الأمل, فأحلامنا تحتاج يد ترفعها إلى مرتبة الواقع, اسمها اليقين في الله والثقة في النفس. استمعوا إلى آراء الجميع لتسدوا نواقصكم, اخطبوا ود المستقبل بطموح راسخ وإنجاز ينتظر وراء الغيب, صمموا على الإنجاز وجاهدوا من أجل تحقيقه, فما جدوى نجاح بلا مكابدة, وانجاز بلا ابتلاء إلا أن تكون مراهقة تتوشح تفاهة بلا معنى.

سنعتصر من ضرع الماضي ما يقومنا على طريق المستقبل, وبمقدورنا أن نمضي في خيالنا فنخلق من العدم ما نشاء, حتى لا يتغفلنا الماضي, ويتآمر المستقبل على بلاهتنا.