الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تقدر بـ 83 مليار دولار.. طالبان سيطرت على أسلحة وطائرات ومعدات ثقيلة قدمتها واشنطن للحكومة الأفغانية

الرئيس نيوز

 


دون  أن تطلق رصاصة واحد سيطرة حركة طالبان على قوات الأمن الأفغانية، التي تم بناؤها وتدريبها على مدار عقدين من الزمان، بتكلفة بلغت 83 مليار دولار، كمااستولت أيضا على الأسلحة والمعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للحكومة الأفغانية.

ووفقا لمجلة "تايم"، لم تستولي طالبان على القوة السياسية الأفغانية فقط، بل استولت على البنادق والذخيرة والمروحيات، وعلى مجموعة من المعدات العسكرية الحديثة، عندما اجتاحوا مراكز القوات الأفغانية التي فشلت في الدفاع عن مراكز المقاطعات.

وتبع ذلك مكاسب أكبر، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، عندما سيطرت طالبان على عواصم المقاطعات والقواعد العسكرية بسرعة مذهلة، وتصدرها الاستيلاء على أكبر جائزة، العاصمة كابل.

وأكد مسؤول دفاعي أميركي، أمس الاثنين، أن تراكم طالبان المفاجئ للمعدات الأفغانية التي قدمتها الولايات المتحدة "ضخم جدا"، حسب مجلة "تايم".

ويعد هذا التراجع نتيجة محرجة لسوء تقدير جدوى القوات الحكومية الأفغانية، من قبل الجيش الأميركي، وكذلك وكالات الاستخبارات الأميركية، التي اختارت في بعض الحالات تسليم مركباتها وأسلحتها بدلا من القتال.

وبينما يدرس المحللون العسكريون فشل الولايات المتحدة في إنتاج جيش وشرطة أفغانيين مستدامين وأسباب انهيارهما، تبدو الأبعاد الأساسية واضحة ولا تختلف عما حدث في العراق.

فالقوات كانت جوفاء، ومجهزة بأسلحة متفوقة ولكنها تفتقر إلى حد كبير للمكون الأساسي وهو "الدافع القتالي".

وقال جون كيربي كبير المتحدثين باسم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: "المال لا يستطيع شراء الإرادة. لا يمكنك شراء القيادة".

وقال دوج لوت، وهو ملازم متقاعد بالجيش ساعد في توجيه استراتيجية الحرب الأفغانية خلال إدارتي جورج بوش وباراك أوباما، إن ما حصل عليه الأفغان من موارد ملموسة، يفتقرون إليه في الموارد غير الملموسة، وهي الأكثر أهمية.

وقال لوت: "خلال الحرب، العوامل الأخلاقية تهيمن على العوامل المادية.. المعنويات، والانضباط، والقيادة، وتماسك الوحدة، أكثر حسما من عدد القوات والمعدات. بصفتنا غرباء في أفغانستان، يمكننا توفير العتاد، لكن الأفغان فقط هم القادرون على توفير العوامل الأخلاقية غير الملموسة ".

 

على النقيض من ذلك، أثبت متمردو طالبان بأعداد أقل، وأسلحة أقل تطورا ولا قوة جوية، أنهم قوة متفوقة.

ومن بين ما يقرب من 145 مليار دولار أنفقتها الحكومة الأميركية على محاولة إعادة بناء أفغانستان، تم تخصيص حوالي 83 مليار دولار لتطوير ودعم قوات الجيش والشرطة، وفقا لمكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، وهو جهاز رقابي أنشأه الكونغرس وتتبع الحرب.

وبالإضافة لمبلغ 145 مليار دولار، أنفقت أميركا 837 مليار دولار في خوض الحرب في أفغانستان، التي بدأت بغزو في أكتوبر 2001.

ويعتبر مبلغ 83 مليار دولار المستثمر في القوات الأفغانية على مدى 20 عاما، هو ما يقرب من ضعف ميزانية العام الماضي لكامل مشاة البحرية الأميركية، وهو أكثر بقليل مما خصصته واشنطن العام الماضي لمساعدة قسائم الطعام لنحو 40 مليون أمريكي خلال أزمة كورونا.

وفي نهاية الأمر، استثمار عشرات المليارات، سيصب في صالح حركة طالبان، التي ستستفيد من كل الأسلحة والطائرات والمراكز والتجهيزات، لترسم فصلا جديدا "مرعبا" في المنطقة.