الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

فاطمة السيد أحمد: لن نغلق أي إصدار مسائي.. وغضب العاملين مشروع والكرة في ملعبهم

الرئيس نيوز

لن نغلق أي إصدار.. وصحف المساء محتواها "غير جيد"

"عواجيز الفرح" يعارضون القرار.. وتحركهم أهداف "شخصية"

غضب العاملين "مشروع".. والكرة في ملعبهم لإثبات أنفسهم أمام الدولة

بعض الصحفيين يجهلون التكنولوجيا.. والبقاء للأصلح

الصحافة لا تواجه أزمة حريات.. وأنا أكتب كل ما أريد

قبل نحو شهر، قررت الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، تحويل 3 إصدارات مطبوعة إلى إلكترونية، وهي: "الأهرام المسائي والأخبار المسائي والمساء"، قوبل القرار بحالة صدمة في الوسط الصحفي، وأثار مخاوف الجميع على مستقبل الصحافة الورقية.

"الرئيس نيوز" التقت الكاتبة فاطمة السيد أحمد، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، للحديث عن قرار وقف طباعة الإصدارات المسائية وتحويلها لمواقع إلكترونية، وبدأت حديثها بالتأكيد على ضرورة أن تسير الصحافة الورقية بالتوازي مع الصحافة الإكترونية وبصورة تكاملية وتنافسية، وأن يخلق كل منهما طريقا إلى الجمهور المستهدف.

تحويل وليس إغلاق

وأوضحت أن الهيئة لم تغلق الصحف المسائية، قائلة: "أرفض كلمة إغلاق صحف المساء، والأدق أن نقول تحويلها"، مشيرة إلى أنها حاولت كثيرا خلال الفترة الماضية الإبقاء على عدد من الصحف، ولكن الدولة ارتأت أن الأجدى لها وللمهنة أن تنفذ مشروعها".

وعن قرار تحويل الصحف المسائية إلى إلكترونية، قالت: "الدولة بدأت في دراسات مستفيضة في هذا الشأن منذ عام 2019، ودارت نقاشات مع المتخصصين والخبراء، وطُرحت اقتراحات بخصوص بعض الجرائد الورقية، ولكن الدولة كان لها قرارها في المرحلة الحالية".

وتعتبر فاطمة السيد أن وجود صحافة ورقية بجانب الإلكترونية أمر ضرورة لإرضاء جميع فئات المجتمع المصري، خاصة أن شرائح الجمهور تختلف ويجب أن تجد كل شريحة ما يرضيها.

وعن قواعد وأسس تحويل الصحف المسائية إلى إصدارات إلكترونية، قالت فاطمة السيد: "بالطبع كان هناك أسس وقواعد، وأبرزها مراعاة الإبقاء على المؤسسات التي ولدت من رحم أحداث ومناسبات قومية، فمثلا دار التحرير لم تكن من الجرائد المؤممة، ولكنها أنشأت بعد ثورة 23 يوليو وكان أول اصداراتها الجمهورية".

أضافت: "أبقينا أول اصدار أطلقته ثورة 23 يوليو لأنها الجريدة التي حملت رسالة هذه المرحلة، وأيضا أبقينا مجلة أكتوبر لأنها أول مطبوعة أصدرها الرئيس السادات بعد حرب 1973، وكانت تعبر عن نتائج الحرب وتحمل رسالة السلام التي بدأها الرئيس بعد النصر. 

أزمة محتوى

كانت فاطمة السيد من أكثر المدافعين عن الصحافة المطبوعة، وعن قبولها قرار تحويل صحف المساء لإلكترونية، قالت: "كنت ولازلت وسأستمر في الدفاع عن الصحافة المطبوعة، ولكن هذا لا يعني الدفاع عن أسخاص أو صحف بعينها، فأنا أدافع عن المهنة بشكل عام وأؤكد أنه يجب ألا تلغى تماما".

أضافت: "كل ما أؤكده أننا يجب أن نسعى لتطوير المحتوى لأن هناك أزمة حقيقية في المحتوى، ولكن الأزمة ليست كما يصورها البعض بأن الصحافة المطبوعة ماتت وانتهت، ولكن هناك محتوى جيد وآخر غير جيد، وكل المعترضين على تحويل الصحف يحاولون الترويج بأن القرار هو إغلاق ومحاربة للمهنة".

واعتبرت أن "هؤلاء لديهم أغراض خاصة وشخصية، وعندما كنت أدافع عن الصحافة المطبوعة كانوا يهيلون التراب عليها ويتهمونها بالفشل وعدم وجود قيمة أو تأثير لها، وأعتبر هؤلاء عواجيز الفرح، ينتقدون أي شئ دون دراية أو دراسة للمؤشرات".

غضب مشروع

وعن غضب العاملين بتلك المؤسسات، قالت عضو الهئية الوطنية للصحافة: "من حقهم يغضبوا لأن هذه المؤسسات كانت بيتا لهم لسنوات طويلة ويشعرون بالانتماء لها، ولكن في النهاية نحن أمام أمر واقع ويجب ألا نعيش على الماضي، وما حدث كما قلت هو إتاحة فرصة جديدة لهم بما يتناسب مع معطيات العصر التكنولوجي والتطور".

أضافت: "إذا حكموا عقولهم سيقبلوا بالأمر ويتجاوزون الماضي وينظرون لتجربة مستقبلية جديدة بين أيديهم، ودورهم هو إثبات وجودهم وتحقيق النجاح"، موضحة أنها تتفهم حالة القلق من خوض تجربة جديدة، ولكن عليهم أن يثبتوا كفاءتهم ويقنعوا الدولة بجدوى وجودهم وتأثيرهم في المجتع وأهميتهم كقوى ناعمة.

تدريب وتقييم

وأشارت فاطمة السيد إلى أن "الهيئة ستقوم بتدريب وتأهيل العاملين، وبدأنا بالفعل في مؤسسة الأخبار المسائي، وقريبا سننتقل للإصدارات الأخرى. وهناك 3 فئات ترفض القرار، والتجربة نفسها ستكشف من لديه القدرة على الاستمرارية والنجاح ومن يفتقر إلى ذلك".

وأضافت: "لازلنا في بداية التجربة وسيكون هناك تقييم يستمر من 3 إلى 5 سنوات، فإذا أثبتوا جدواهم سيتم دمجهم في البوابات وإذا فشلوا فلا جدوى لوجودهم من الأساس، ومهم جدا أن نواجه أنفسنا كصحفيين، وأنا تابعت بنفسي ووجدت بعض الصحفيين غير قادرين على التعامل مع التكنولوجيا حتى الآن وهذا أمر لا يليق".

وأوضحت أن الهيئة الوطنية للصحافة أنشأت وحدة رصد للتقييم والمتابعة منذ 10 شهور، وخلال الفترة المقبلة سيتم إضافة عنصر التميز لهذه الوحدة، وقالت: "كنا نرصد الحالة العامة للبوابات، ولكن قريبا سيكون الرصد للأعمال المميزة داخل جميع المؤسسات القومية ولجميع بواباتها ومواقعها".

الدافع ليس ماديًا

وقالت فاطمة السيد: "الدولة أثناء التحول الإلكتروني كانت تبحث عن العائد الفكري وليس المادي، وهناك منصة موجودة للهيئة الوطنية ستقوم بعمل تسويق وإدارة للأعمال المميزة في جميع  المواقع التابعة للمؤسسات القومية".

وأكدت أن "القرار الأخير اتخذ بناء على دراسات حقيقية ودرايه كاملة بتفاصيل التحول من الورقي إلى الإلكتروني، خاصة في ظل استهداف تحقيق عائد فكري من خلال القوى الناعمة التي تعد هذه المؤسسات جزء منها".

وعن تحويل جريدة المساء رغم ما يقال عن كونها أكثر توزيعا من "الجمهورية"، قالت: "لا أحد يستطيع تأكيد هذا الكلام، ولا يوجد دليل على أنهم حققوا أرباح، فهذا الكلام الذي يروجه البعض غير دقيق، لأنهم يتحدثون عن عدد مطبوع معين كان به اشتراكات وفي مناسبة معينة، وعدد واحد ليس مقياس، وكما قلت أننا أبقينا على الجريدة الأم وهي الجمهورية التي تعد أول جريدة صدرت بعد ثورة 23 يوليو وولدت من رحم الثورة وتحمل رسالتها".

الحرية.. ذكاء وحكمة

وعن رأيها في حرية الصحافة وما يقال عن تعرضها لأزمة، قالت فاطمة السيد: "هذا الكلام غير دقيق، فأنا عضو هيئة وطنية للصحافة وضمن منظومة الدولة ولكني أكتب كل ما أريد وبحرية مطلقة، والحرية ليست بالشتيمة، ولكن حرية الرأي تنبع من ذكاء الكاتب، والكتابة ذكاء وحكمة".