الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد الحشد الناجح للتيار المدني.. "إخوان تونس" تدعوا أنصارها للنزول إلى الشارع

الرئيس نيوز

بعد يوم من تظاهرة حاشدة لحزب "الدستوري الحر" التونسي، في مدينة سوسة، والتي قادتها رئيسة الحزب، عبير موسى، طالبت حركة "النهضة التونسية" الإخوانية، أنصارها بالمشاركة بكثافة في المظاهرة التي ستنظمها السبت المقبل 27 فبراير، ما يعني أن البلاد دخلت مرحلة من الحشد والحشد المضاد.
تشهد تونس أزمة دستورية، تتلخص في إصرار الأغلبية البرلمانية التي يقودها حركة "النهضة الإخوانية"، تمرير التعديل الوزاري على حكومة هشام المشيشي من البرلمان من دون موافقة الرئيس قيس سعيد، في تجاوز صريح لصلاحيات الرئيس ومهامه الدستورية. 
لكن الرئيس وهو أستاذ قانون دستوري، أكد أن الخطوة غير دستورية، وأن الدستور لم يعط البرلمان تلك الصلاحية، ومنذ تم تمرير التعديل الوزاري، والوزراء الجدد معطلون إذ أنهم لم يؤدوا القسم الدستوري أمام الرئيس، ولم تصدر اللائحة الجديدة بأسمائهم، وبالتالي هم لم يمارسوا مهامهم حتى اللحظة على الرغم من أن البرلمان منحهم الثقة منذ نحو أسبوعين. 

تظاهرة الدستوري الحر
وفي مدينة سوسة التونسية احتشد الآلاف من أنصار الحزب الدستوري (نحو 12 ألف متظاهر)، للتنديد بانتهاكات النهضة الدستورية، ومن محاولتها دهس القانون وتجاوزه، ورددوا شعارت من قبيل "من سوسة من سوسة ثورتنا ثورة مدروسة".
ويبدو أن تظاهرة "الدستوري الحر" أزعجت قيادات الإخوان، فقرروا الدعوة إلى تظاهرة أيضًا السبت المقبل، وعبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، دعت الحركة أنصارها للمشاركة بكثافة في مظاهرة ستنظمها يوم السبت المقبل بحجة "حماية الدستور والديمقراطية وللتعجيل بالإصلاحات التنموية والاجتماعية".
أكدت الحركة في بيانها أنها عقدت اجتماعا لمكتب الهيكلة والتنظيم للحركة شمل الكتاب العامين المحليين لمحليات تونس الكبرى وحضره رئيس الحركة راشد الغنوشي.

استعراض عضلات 
المحلل السياسي اتونسي، الكاتب الصحفي والباحث، نزار الجليدي، قال لـ"الرئيس نيوز": "من غرائب عالم السياسة أن يدعو الحزب الحاكم الذي يقود البلاد، ويقود كل أجهزة الدولة إلى التظاهر!"، وتابع: "الدستور التونسي أنتم يا حركة النهضة من كتبتموه على الورق، وأنتم من تحكمون به تحت قبة البرلمان، ووزرائكم في الحكومة، فلماذا تدعون الآن للتظاهر؟".
اعتبر الجليدي أن دعوة النهضة للتظاهر محاولة لاستعراض العضلات، وفرض سياسة الأمر الواقع، مشيرًا إلى أن النهضة تجهز لسيناريو داخلي وهو إسقاط المشيشي بعد أن استعملته، لافتًا إلى أن الأعداد الضخمة التي نزلت لأحزاب اليسار الأسبوع المنصرم وكذلك أنصار حزب "الدستوري الحر" بلا شك أنها أربكت الإخوان، ودفعتهم لمحاولة التأكيد أنهم لا يزالون قادرين على الحشد ميدانيًا؟ 
وعن موقف الرئيس قيس سعيد مما يدور على الأرض حاليًا، قال الباحث التونسي، أن الرئيس يكتفي بمراقبة الأوضاع، وأنه يرى أنه حامي الدستور والمفسر له، وأن كل تحركاته بمرجعية دستورية صحيحة.