الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حسن يوسف يكشف مفاجأة عن «إمام الدعاة».. صناعها وأبطالها يتحدثون عن غياب الدراما التاريخية الدينية (2-2)

الرئيس نيوز

بعدما استعرضنا في الحلقة الأولى من ملف "غياب الدراما التاريخية الدينية"، آراء النقاد والكتاب، إذ وضعوا روشتة لعودة مصر للمنافسة عربيًا، كما كانت في السابق، نناقش في الحلقة الثانية والأخيرة، آراء صناع تلك النوعية من الدراما.

 ومن الكواليس.. يستكمل "الرئيس نيوز" ذلك الملف الهام، بالحديث مع أبرز الفنانين الذين قدموا هذه النوعية من الأعمال، إذ أكدوا أن مؤشرات غياب مصرعن المنافسة كانت واضحة منذ سنوات، ويبقى السؤال مطروحًا: ما الذي ينقص الإنتاج المصري للعودة إلى سباق الدراما التاريخية الدينية؟.. ولماذا تخلت عن ريادتها؟

عصام كامل: نحتاج للاهتمام بالجودة.. والمؤسسات الدينية تتدخل بشكل كبير

تحدث المنتج عاطف كامل، عن غياب الدراما التاريخية الدينية، قائلا : "لا يوجد مانع من تقديم المسلسل الديني للجمهور وعودته مره أخرى بعد غياب، لكن يتطلب ذلك الاهتمام بجودة الورق والسيناريو المكتوب للمسلسل، بالإضافة للحصول على فترة طويلة وكافية من التجهيزات لتقديم عمل محترم يليق بالتطور الدرامي في الشكل والمضمون"، موضحًا: "الظروف الحالية للإنتاج الدرامي ليست جيدة للأسف لتقديم نوعية المسلسلات الدينية، لاسيما أن عجلة الانتاج بالسوق أصبحت سريعة والوقت الذي يتطلبه المسلسل الديني يجب أن يكون طويلا حتى يتم تحضير العمل بصورة مميزة، ويظهر بشكل جيد على الشاشة، خاصة مع التطور الذي حدث للدراما السنوات الماضية، على مستوى الصورة والإخراج والكتابة والتكنيك".
وأضاف كامل: "المؤسسات الدينية المصرية تتدخل بشكل كبير في هذه النوعية من الأعمال، وتفرض قيودا كثيرة على صناعها، وهو ما يجعل المنتجين يتجنبوا الدخول في هذا الجدل ويتجهوا للدراما الاجتماعية لتوفير وقت ومجهود وتكلفة إنتاجية وأيضا الابتعاد عن الجدل والخلاف مع أي مؤسسة دينية من الممكن أن تعترض على العمل".


إبراهيم أبوذكري: هناك مؤامرة على المسلسل الديني والتاريخي 

في السياق نفسه، يرى المنتج د.إبراهيم أبو ذكري، رئيس اتحاد المنتجين العرب أن هناك مؤامرة على المسلسل الديني والتاريخي منذ فترة طويلة، مشيرًا لأنه: "يتم وضع حجج من جانب المنتجين تحديدا بأنه ليس مربحا ماديًا وذلك كلام ليس سليما بالمرة".

أشار أبو ذكري إلى أنه حينما عرض مسلسل يوسف الصديق، منذ سنوات وتم تقديمه بتكنيك وآداء عال؛ حقق أرباحا تجاوزت 70 مليون دولار تقريبا، ما يؤكد أهمية المسلسل الديني للجمهور، لتوعيته بأهمية التسامح الديني، وقضايا دينية أخرى، موضحًا: "لا تستطيع ورشة كتابة تقديم مسلسل ديني أو تاريخي، والإنفاق على المسلسلات لا يحمل أي قيمة إكسوارات وديكورات مكلفة للغاية وذلك مايتطلبه المسلسل الديني والتاريخي".

مخرج إمام الدعاة: مدينة الإنتاج ترفض التمويل!

المخرج مصطفى الشال، أحد أشهر مخرجي الدراما الدينية، حيث أخرج مسلسلات: (المرسي أبو العباس)، (الليث بن سعد)، (ابن ماجة)، (صدق الله العظيم)، (إمام الدعاة)، (أنوار الحكمة) و(الإمام النسائي)، قال: "لا بد أن نراعي أن المسلسل التاريخي الديني رسالة إعلامية وثقافة وعلم ومعرفة وقيمة كبيرة".

 وكشف الشال عن رفض مدينة الإنتاج الإعلامي، تمويل المسلسل الديني لأنها تخسر منه، وأن هناك توجها عاما بعدم شراء المسلسل الديني أيضا، على الرغم من أن المشاهد الذي يقبل على هذا اللون من الدراما موجود، مضيفًا: "المؤلفين للأعمال الدينية قد تقلصت أعدادهم، لأنه يأخذ وقتاً كبيراً في الكتابة، ويمثل تكلفة بالنسبة له، لأنه يستعين بكثير من المراجع والكتب والوثائق الخاصة، ويحتاج لمجهود من أجل الربط بين الدراما الاجتماعية والدين، وطالب بمعاملة المسلسل الديني كهدف لرقي المجتمع، وأن يلقى دعم الدولة مثل الصحة والتعليم، لأن دور التليفزيون خطير وكبير، ويجب استغلاله في توصيل الرسالة، بدلاً من الاعتماد على النجوم والإعلانات المكلفة".

حسن يوسف: فوجئت بإجراءات غريبة بعد عرض "إمام الدعاة" 

وعلق الفنان حسن يوسف، أحد أبرز الفنانين الذين قدموا أعمالا تاريخية دينية، قائلًا: "منذ تقديمي لمسلسل (إمام الدعاة) وأنا اعرف أن الدراما التاريخية الدينية ستعاني في السنوات التالية، لأنني فوجئت بإجراءات غريبة منها عرض هذه الأعمال بعد منتصف الليل، وقبيل الفجر، وعدم اهتمام التلفزيون بها".


 وأكد يوسف أن "قصة حياة الشيخ الشعراوي كانت مقدمة في إطار اجتماعي وليس ديني، فهي تأريخ لسيرة ومسيرة، الشعراوي، ولكن جرت معاملته كمسلسل ديني وتأخر عرضه، وأيضا مسلسلي "الإمام النسائي" عرض في توقيت غير مناسب"، مضيفًا: "الدراما الدينية التاريخية يجب أن تعود وتكسو الشاشات المصرية وتنافس بها في الشرق الأوسط بأكمله لأننا قادرين على تقديمها بشكل جيد معاصر".

مارجو حداد : الظروف الإنتاجية الحالية ليست جيدة لتقديم أعمال دينية
من جانبها، تحدثت النجمة الأردنية مارجو حداد، صاحبة تاريخ طويل من التجارب الدرامية المصنفة تاريخية ودينية، لـ"الرئيس نيوز" حول الدراما الدينية، قائلة: "الظروف الحالية للإنتاج الدرامي ليست جيدة للأسف لتقديم نوعية المسلسلات الدينية، لاسيما أن عجلة الإنتاج بالسوق أصبحت سريعة والوقت الذي يتطلبه المسلسل الديني، ويجب أن يكون طويلا.. حتى يتم تحضير العمل بصورة مميزة ويظهر بشكل جيد على الشاشة، خاصة مع التطور الذي حدث للدراما السنوات الماضية على مستوى الصورة والإخراج والكتابة وتكنيك المسلسلات أيضا" .

وعن معايير نجاح هذه النوعية من الأعمال، أوضحت: "من الضروري أن يجد المشاهد نفسه، يعيش أجواء تلك الحقبة الزمنية بكل أبعادها؛ من إتقان اللغة الفصحى المقربة من الجمهور البعيدة عن التكلف، إلى الإكسسوار والملابس وتقنية الصوت".

وأضافت: "نجح صنّاع الدراما التاريخية في سوريا أو الأردن في الخروج من القالب النمطي لها ومن التصوير في الاستديوهات المغلقة إلى التصوير الخارجي في الطبيعة والتصوير الخارجي، وتم كسر استخدام الكاميرا الواحدة، واستطاع المخرجون أخذ لقطات بعدة كاميرات للمشهد الواحد، وتركوا مساحة أوسع للصورة كي تتكلم وبطريقة مشوقة عن المشهد والأحداث، في حين أن هناك أعمالًا في الوطن العربي، تم تصويرها بالاستديوهات الصمّاء، وتأتي بقالب معلَّب".

وعن سر تفوق الدراما التاريخية السورية أضافت مارجو: "أعتقد أنه من الإجحاف بمكانٍ، اختصار نجاحات الدراما الدينية التاريخية فقط في سوريا، فالدراما الأردنية أيضا نجحت بكل تأكيد في كثير من العمال ونالت جوائز عربية في هذا النوع من الدراما.. وسر نجاح الأعمال التاريخية في بلاد الشام هو تصوير في مواقع تاريخية وبيئة طبيعية بسحر المنظر كاملاً ومدلولاته؛ نص سهل ممتنع؛ لغة سهلة غير مبالَغ في فصاحتها قريبة من القلب.. وعليه امتلك صانعو الدراما التاريخية جميع أدواتهم"، مضيفة: "باختصار مكثف، الدراما التاريخية أو التاريخية الدينية لبت هموم المواطن العربي المثقَل بتفاصيل الحياة اليومية، فوجد بالعودة للتاريخ وانتصاراته تلمَّس هذا التعطش إلى الانتصار والمجد في قصص التاريخ وحكايات المجد التليد، في طبق درامي جمع بين الرزانة والفخامة وسحر البيان وكوميديا الموقف، دون تكلُّف أو تصنُّع مبالَغ فيهما".

وأتمت مارجو: "كان دافعاً قوياً جداً وراء شريحة واسعة من المتابعين للدراما التاريخية والدينية للانخراط أكثر في صناعتها أو متابعتها.. وتأثير قيمة المسلسلات الدينية والتاريخية باعتبارها ناقلة للثقافات والحضارات عبر أزمنة مختلفة.. لا سيما في ظل تراجع الأجيال الجديدة عن القراءة واهتمامهم بالوسائط العصرية كالفضائيات والإنترنت".