الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كبير خبراء المياه في الأمم المتحدة لـ«الرئيس»: إثيوبيا لن توافق على تحكيم البنك الدولي في أزمة سد النهضة

الرئيس نيوز

رصيد مصر من «الجوفية» يكفي لاستصلاح المليون ونصف فدان
فوزي دياب: مشروع تحلية مياه البحر يلزمه استثمارات تصل إلى 300 مليار جنيه
الجانب الإثيوبي وضع نفسه وجميع الأطراف في مأزق

قال كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة، الأستاذ بمعهد بحوث الصحراء، أحمد فوزي دياب، إن مخزون مصر من المياه الجوفية يكفي لإحداث تنمية مستقبلية في بعض المناطق الصحراوية، مؤكدًا أن استغلال مشروع تحلية مياه البحر والمياه الجوفية يلزمه استثمارات تتراوح ما بين 200 إلى 300 مليار جنيه تقريبا.
وأكد دياب في حواره أن المياه الجوفية تكفي لاستصلاح المليون ونصف فدان وتزيد، ولكن الكلفة الاقتصادية لاستخراج وتحليه المياه الجوفية في ازدياد.
وإلى نص الحوار:
– كيف يمكن لمصر مواجهة حالة الفقر المائي؟
مصر تعاني من فقر مائي مقداره 30 مليار متر مكعب وفي حاجة إلى 30 مليار متر مكعب أخرى خلال 10 سنوات مقبلة، الأمر الذي يعني أننا نحتاج إلى 60 مليار متر مكعب، وهذا يثير تساؤلات كيف نغطي هذا العجز، أولا معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي، ثانيا اللجوء إلى معالجة المياه الجوفية الساحلية وتحلية مياه البحر، وهذا في حالة ثبوت حصة مصر من مياه نهر النيل وعدم الخصم منها.
– هل المياه الجوفية تكفي لتحقيق التنمية المستقبلية؟
بالتأكيد فمصر لديها مخزون من المياه الجوفية يكفي لإحداث تنمية حالية ومستقبلية في بعض المناطق الصحراوية، ولكن استغلال المياه الجوفية يلزمه وجود طاقة لإجراء عملية التحلية والمعالجة وهذا الأمر يحتاج إلى استثمارات تتراوح ما بين 200 إلى 300 مليار جنيه تقريبا، وهو أمر يفوق القدرات الحكومية لذا يجب دخول القطاع الخاص في الأمر.
وفقاً لاقتصاديات المشروعات فكتلفة المياه من نهر النيل لا تتجاوز جنيه وفي حين أن تكلفة استخراج المياه الجوفية تتجاوز جنيهات، فتكلفة استخراج المياه الجوفية مرتفعة مع ارتفاع أسعار الطاقة وبالتالي يرتفع تكلفة استخراج المياه الجوفية.
– كيف يمكن الاستفادة من مياه الفيضانات والسيول؟
الدولة بدأت بالفعل في أعمال بمجموعة من البحيرات والسدود الصناعية ضمن أعمال الحماية من أخطار السيول بمحافظة البحر الأحمر، هدفها الاستفادة من هذه الأمطار في شحن الخزانات الجوفية وتوفير المياه للمجتمعات الرعوية والقرى المحيطة بها وحماية المجتمعات السكنية والمنشآت من أخطار السيول، فهذه المياه صالحة للشرب والزراعة الموسمية، ولعدد من الأغراض الأخرى المختلفة، ولكنها لا تكفي لإقامة تنمية مستدامة في هذه المناطق لتخزين هذه المياه في الخزانات الجوفية الضعيفة.
ولكن تنفيذ هذه البحيرات في الوقت الحالي ليس لها علاقة بسد النهضة، ولكنها أفضل الوسائل لتوفير المياه لهذه المجتمعات وتحجيم الأثر السلي للسيول على المنشآت والطرق.
– ماذا عن مشروع المليون ونصف فدان؟
معظم من ينتقدون المشروع لا يعلمون بالقدر الكافي الاحتياطات المائية لهذه المناطق، فالمياه الجوفية تكفي لاستصلاح المليون ونصف فدان ويزيد، ولكن الكلفة الاقتصادية لاستخراج وتحليه المياه الجوفية في ازدياد
المشروع يجب أن يتم توزيعه كالآتي، ربع للشركات العامة والتخطيط العام ثم توزيع هذه الأراضي كما هو متعارف عليه في العالم على الفئات الاجتماعية المتنوعة شباب الخريجين والموظفين وضباط الجيش والشرطة والثلث الآخر لصغار المستثمرين من 100 فدان حتى 500 فدان والثلث الأخير من 500 فدان إلى 5 آلاف أفدنة بحق الانتفاع، وهذه التجمعات الزراعية يجب أولاً أن تكفي لتغطية المناطق المحيطة بها وثانيا زراعات أخرى تكفي احتياجات الدولة الاستراتيجية من الحبوب والسكر والزيت، والثلث الأخير ومزروعات تعد للتصدير للحصول على العملة الصعبة اللازمة لشراء مستلزمات الزراعة من آلات ومبيدات وتقاوي، وهذا يجب أن يكون وفقاً لرؤية استراتيجية خاصة للدولة وهذا هو المتعارف عليه دوليا.
– كيف ترى تعثر مفاوضات سد النهضة وفكرة إدخال البنك الدولي كشريك محايد؟
هناك فرق بين أخذ رأي البنك الدولي استشاريا وفي هذه الحالة سيكون رأي البنك غير ملزم للطرفين المصري والإثيوبي، أما حالة اتفاق الطرفين للبنك الدولي كجهة فنية محايدة لحسم هذا الموضوع وأخذ رأيه فنياً، ففي هذه الحالة سيكون الرأي ملزماً للطرفين وأعتقد أن الجانب الإثيوبي لن يوافق على ذلك، وموافقة الجانب الإثيوبي في اعتبار رأي البنك الدولي استشاري مسايرة للمماطلة الإثيوبية لتنفيذ السد ليكون كامر واقع.
– من بيده حل أزمة سد النهضة؟
الجانب الإثيوبي وضع نفسه وجميع الأطراف في مأزق بإدخال نفسه في صراعات إقليمية ودولية، فضلاً عن سعيه لاستغلال سد النهضة كحل لمشكلات سياسية واجتماعية واقتصادية داخلية. ومصر لديها حلول فنية بالأساس إلى جانب الحلول السياسية لحلحلة أزمة سد النهضة.
– هل هناك زراعات معينة ذات عائد وقليلة الاستخدام للمياه؟
بالطبع فمصر لديها دراسات متنوعة على استنباط سلالات نباتية جديدة من الحبوب والبذور تتحمل الجفاف والملوحة وتأثيرات التغيرات المناخية ومقاومة للأمراض، والعالم كله في سبيله إلى التوسع في هذا الموضوع، ومصر يجب عليها أن تبدأ في هذا الأمر كما يجب عليها تغيير نظم الري التقليدية.