السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

منير أديب: أردوغان سيضحي بالإخوان لتصفير المشاكل مع القاهرة (حوار)

الرئيس نيوز


- الهيكل التنظيمي للإخوان يتحلل والقضاء على فكرتها بحاجة لجهد أكبر  

- الضبابية تخيم على التنظيم والقيادات معدومة الرؤية والرهان على إسقاط الدولة 

- إبراهيم منير محافظ ومتشدد ولا توقعات بتغيير السياسة العنيفة لتنظيم الإخوان الإرهابي

- حزب "النور" لوث وتلوث بدخوله الحياة السياسية


رجح الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن يقدم الرئيس التركي رجب أردوغان العناصر الإخوانية التي يأويها في بلاده إلى مصر؛ من أجل تصفير المشاكل مع مصر، وأكد خلال حواره مع "الرئيس نيوز" أن تنظيم الإخوان من ناحية الهيكل التنظيمي يكاد يتحلل وينتهي، لكن فكر الإخوان المتطرف لايزال موجودًا والقضاء، عليه يحتاج لمزيد من الجهد. 

ووصف "أديب"، القائم الجديد بأعمال مرشد الإخوان، إبراهيم منير، بـ"المحافظ والمتشدد"، وأكد على أنه لا يتوقع أي تغيير يطرأ على السياسة العنيفة للتنظيم، وقال إن الجماعة تعاني الضبابية في الوقت الحالي، ولا أحد من قياداتها يمتلك أي رؤية لحل الأزمة.. وإلى نص الحوار:

القبض على محمود عزت ضربة نوعية لتنظيم الإخوان بلا شك.. كيف ترى تداعيات ذلك على الجماعة؟ 

القبض على محمود عزت، أصاب الهيكل التنظيمي للجماعة بخلل.. لأنه كان يمتلك مفاتيح التنظيم الإرهابي، ومُلم بأحشائه؛ فقبل أن يكون قائمًا بأعمال المرشد، تولى منصب أمين عام الجماعة، وبالتالي كان يتواصل مع المكاتب الإدارية للتنظيم داخل القطر المصري، وكان في وقت من الأوقات همزة الوصل بين مكتب الإرشاد من جهة والمكاتب الإدارية للإخوان.. كما شارك في صناعة كثير من الأحداث، وفي تشكيل الوعي السياسي لشباب الإخوان.
بالتالي فإن القبض على  شخصية بهذا الحجم سيصيب الجماعة بالشلل، ويعد بداية النهاية لانهيار التنظيم.

بالتوقف على ما انتهيت به وهي جملة "بداية النهاية".. ماذا تقصد بذلك؟
 نعم الإخوان يعانون حاليًا من فكرة التحلل التنظيمي، ولا بد أن نفرق بين التحلل التنظيمي، وتحلل الفكرة، فالفكرة للأسف لا تزال موجودة، وإن كانت تتعرض حاليًا لضعف شديد، لكن لن نستطيع أن نقول أنها انتهت للأبد، ولابد من مضاعفة الجهود لإنهائها. 

 لكن الإخوان دائمًا ما يقولون أن تنظيمهم مؤسسي وبإمكانه تجاوز تلك الواقعة 
ادعاءات ليس أكثر، فالتنظيم حتى اللحظة غير قادر على تجاوز ما حدث، خاصة أن فكرة مواجهة الإخوان باتت مواجهة شعبية ومجتمعية، ولم تعد مواجهة أمنية أو عسكرية فقط، وللعلم فإن مشاركة المجتمع في تلك المواجهة كفيلة بالقضاء على التنظيم من الناحية الهيكلية، وأعتقد أنه مع زيادة الجهود الرامية لمكافحة الفكرة ستنتهي خلال وقت قريب.

تلك الادعاءات التي يروجها التنظيم تعول بشكل كبير على البناء الداخلي للتنظيم.. ولا تتحدث عن المواجهة المجتمعية التي يتعرض لها

التنظيم حاليًا بشكل عام في حالة تململ، فقطاعات الشباب متمردة على قياداتهم.. ويرون في تلك القيادات أنهم المسؤولين عما وصل إليه التنظيم من تدهور وتحلل.. وبالتالي هناك لفظ ورفض لقيادات الإخوان وأعتقد أن هذا التمرد قد يكون مؤشر على انتهاء التنظيم، خاصة أن بدايته ترجع إلى العام 2012، حينما كانوا في السلطة، ثم تزايدت العام 2013 حتى وصلت إلى ذروتها العام 2014 بصدور بيانات تكشف هذا التمرد. 


وسط تلك الحالة من التفكك والتمرد الداخلي التي يمر بها الإخوان.. ما التحركات التي تتوقع أن يقوموا بها خلال الفترة المقبلة؟ 

التنظيم الإرهابي يعاني من ضبابية قاتلة، تجعلهم عاجزين عن الوصول لأي رؤية للخروج من وضعهم الحالي، وبالتالي هم لا يزالون يراهنون على فكرة إسقاط الدولة؛ ليعاودوا طرح أنفسهم مرة أخرى، لذلك من المتوقع أن يستمروا في العمل على تزييف الواقع وقلب الحقائق.
   
وكيف ترى التقارير التي تتحدث عن قيادة "يوسف ندا" لجناح المعارضة داخل التنظيم؟
لا أتصور ذلك؛ لأن يوسف ندا من القيادات التي تربت على الفكر المحافظ، أي أنه يتمسك بمبدأ السمع والطاعة، والانصياع للقرارات التنظيمية، وفي الوقت نفسه له أفكار وروئ إصلاحية أو انفتاحية، ومن المؤكد أنه سيعمل على طرح بعض منها خلال الفترة المقبلة.

خلال الفترة المقبلة.. ما هي سياسة التنظيم المتوقعة بعد تولي إبراهيم منير المسؤولية.. وكيف تقيم شخصية هذا الرجل؟
إبراهيم منير، صورة كربونية من محمود عزت ومحمد البحيري ومحمود الإبياري، وبالتالي هو صقر من صقور الجماعة، المنتمين إلى التيار المحافظ والمتشدد، لذلك لا أتوقع أي تغيير في المشهد أو السياسة التنظيم الإرهابي، بل سيظل على ما هو عليه.

هناك محاولات تركية للتقارب مع مصر.. هل من الممكن أن يكون ذلك التقارب بمثابة قبلة حياة للتنظيم الإرهابي للعودة بأي شكل؟
على العكس تمامًا، فإن أي تقارب بين مصر وتركيا في الوقت الحالي سيكون أثره السيء على الإخوان.. فتركيا من المؤكد أنها تريد من وراء أي تقارب مع مصر عودة الإخوان للحياة السياسية والتغاضي عما حدث منهم، ولا أعتقد أن النظام المصري سيقبل ذلك.

و حتى وإن حدث هذا التقارب فأعتقد أن مصر ستتمسك بتسليم تركيا للعناصر الإرهابية المطلوبة، وأظن أن ذلك وارد في سياسة أردوغان.. لأنه يريد تحقيق مصالحه الشخصية بغض النظر عما سيحدث للإخوان، وخلال وقت سابق سلمت أنقرة الشاب محمد عبد الحفيظ، المتورط في قضية اغتيال النائب العام لمصر.

تعني أن عناصر التنظيم الإرهابي هم ضمن أوراق التفاوض التركي 
نعم.. وربما تقوم تركيا بتقديم الإخوان كبادرة للتأكيد على حسن النية للحكومة المصرية من أجل صفر مشاكل مع القاهرة، ومن أجل الحفاظ على تواجدها في ملفات بعينها، بينها ليبيا وشرق المتوسط، كما أن المقاربات التي أقامتها مصر مع قبرص واليونان تقلق أردوغان. 

وبالتالي فإن الإخوان من المؤكد أنهم سيخسرون من هذا التقارب، خاصة أن النظام المصري لن يتنازل عن دماء الأبرياء الذين سقطوا نتاج عمليات الجماعة الإرهابية.  

المؤشرات توضح إخفاق تيار الإسلام السياسي في تجاربه بالمنطقة.. من وجهة نظرك ما أسباب ذلك؟
بسبب جنوحه للعنف والاستقواء بالخارج، وعدم إيمانه بفكرة الدولة الوطنية، وحضه على الكراهية ورفض الاخر.. وجميع تجارب تيارات الإسلام السياسي في المنطقة سيئة السمعة، وقريبًا هذا التيار سيصبح جزء من التاريخ، يحكي عنه الناس.

بالنظر إلى المقاومة المجتمعية التي واجهها هذا التيار.. هل يمكن اعتبار أبناء التيار السلفي وممثله (حزب النور) حافظوا على الحد الأدنى من تواجد الإسلام السياسي في المشهد المصري؟ 
أعتقد ذلك، لكن بدخول التيار السلفي معترك السياسة لوث وتلوث، وساهم في تشويه صورة الإسلام، لكن التيار السلفي ليس تيارًا واحدًا إنما هو مدارس شتى وجميعها منقسم على بعضه البعض، منها المدرسي والدعوي وأخطرهم الجهادي. 

مع التراجع الملحوظ للعمليات الإرهابية في سيناء.. كيف ترى الأوضاع حاليًا هناك؟
الأوضاع أكثر استقرارًا، وذلك يعود إلى العمليات العسكرية والأمنية الناجحة، وقدرة أجهزة الأمن في تفكيك هذه الخلايا في الداخل والخارج، وقطع سبل تمويلهم، فضلًا عن الدور الاستخباراتي الذي تقوم به الأجهزة الأمنية، ما مكن من تنفيذ عمليات استباقية وضربات نوعية، أحبطت عمليات إرهابية في سيناء وفي محافظات الدلتا.

بالحديث عن العمليات الإرهابية.. ما تفسيرك لحالة الكمون التي عليها تنظيم الدولة في العراق وسوريا؟  
بفقدان التنظيم للجغرافية التي كان يسيطر عليها انتهت أسطورته، وكان مقتل البغدادي بمثابة شهادة وفاة التنظيم الإرهابي، وقد لعبت الأجهزة الأمنية والتحالفات العسكرية أدوارًا بارزة في تفكيك التنظيم وإنهائه على الأرض، ورغم كل ذلك فإن التنظيم لم يتم القضاء عليه تمامًا، لكنه لم يعد قادرًا على تنفيذ أي عمليات تحمل الزخم الذي كانت عليه.