الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سفير فلسطين السابق بالقاهرة: روسيا والصين وفرنسا مرشحة لقيادة عملية السلام المقبلة

الرئيس نيوز

الموقف الرسمي العربي تجاه قرار ترامب يتوافق مع الوضع السياسي بالمنطقة
وجود مصر بثقلها السياسي ضمنت مصالحة فتح وحماس
حماس تعاني في الداخل.. وغزة أصبحت منطقة «غير آدمية»

كتبت: جميلة  على
قال بركات الفرا، سفير فلسطين السابق بالقاهرة، إن الموقف الرسمي العربي تجاه قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس يتوافق مع الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة
وأكد في حوار لـ«موقع الرئيس»، أن العالم الآن يستشعر خطورة الوضع في فلسطين وممكن أن يكون هناك توجه لعملية سلام جديدة لا تشارك فيها الولايات المتحدة ، وهذا يمكن استغلاله بمزيد من الاعتراف بدولة فلسطين.
وإلى  نص الحوار.
لا شك أن الجهود التي بذلها العرب، وأقصد قرارات مجلس الجامعة العربية لا تمثل الحد الأدنى الضروري لمواجهة الأزمة وهي غير كافية، وكان من المفترض أن يكون هناك خطة عمل لمواجهة القرار وهذا ما لم يحدث، ولكن على أي حال القرار الذي اتخذ في الجامعة يتناسب مع الوضع الذي يعيشه العرب وكان من غير المنتظر أن يصدر قرارات أكثر من ذلك وهذا وضع عربي الجميع يشهده من تمزيق للأوطان العربية وتخريبها على يد المتطرفين ومن يمولهم.
المادة 17 من الفقرة 2 من النظام القانوني الذي يتبناه مجلس الأمن يقول: إنه من الممكن عدم حضور الدولة طرف النزاع، وطالما استخدام صيغة “الممكن” يكون قانونيا حضورها كما يكون قانونيا عدم حضورها، وما حدث هو حضور الولايات المتحدة واستخدمت حق الفيتو وهذا جائز.
بالطبع هو وقوف بجوار الحق ولكن هناك دافع أكبر وهو استشعار الدول الكبرى ودول العالم بخطورة موقف الولايات المتحدة الأمريكية وتحديها للقانون الدولي والأعراف الدولية وتحديها لقررات مجلس الأمن وهو أكبر قوة قانونية دولية لهذا الاستشعار بالقلق والخوف كان المحرك الأساسي لموقف دول العالم المساند لفلسطين، العالم أصبح متوجس خيفة من قيام أكبر دولة في العالم بالاستخفاف بالقانون الدولي ومجلس الأمن.
وعود ترامب التي قطعها على نفسه لإسرائيل أثناء حملته الانتخابية هي عامل مهم، ولكن هناك عوامل أخرى ذات أهمية أكبر وهي معاناة ترامب من أزمة داخلية كبيرة، لذا هو في احتياج لدعم اللوبي الصهيوني له بما يملكه من أداة إعلامية واقتصادية، كما أن اللوبي الصهيوني له مراكز قوة في دوائر صنع القرار الأمريكي.
وهناك أيضا “الصهيونية المسيحية ” والتي يدين بها حوالي 50 مليون مسيحي على مستوى العالم، والتي تقول إن العودة الثانية للسيد المسيح عليه السلام لن تقوم إلا بعد قيام دولة إسرائيل الكبرى، وكان يرأس هؤلاء قس يدعى ” فلور” وله حوالى 250 محطة إعلامية مابين محطات تلفزيونية ومحطات إذاعية  ولديه دعم مالي كبير وهذا يفسر دعم أمريكا اللامحدود لإسرائيل منذ جورج بوش الأب وما قبله حتى ترامب وما بعد ترامب.
العالم الآن يستشعر خطورة الوضع في فلسطين وممكن أن يكون هناك توجه لعملية سلام جديدة لا تشارك فيها الولايات المتحدة ، وهذا يمكن استغلاله بمزيد من الاعتراف بدولة فلسطين بموجب قرار الأمم المتحدة 6719 وبموجبه تم الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى العرب التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين العربية كدولة وعضو دائم في الأمم المتحدة.
ولابد من استغلال الزخم السياسي الحالي والعزلة التي تعاني منها الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب قرار نقل السفارة لتحقيق هذا الهدف وهو الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
لا بد أن يكون لدينا أدواتنا الإعلامية الموجه للخارج لكسب مزيد من التأييد والتعاطف ولابد أن يكون العمل في كل ذلك بالتوازي وهذا يتطلب من الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي أن يتحرك بسرعة في الفترة الزمنية القريبة وأن يكون هناك خطة ومتابعة جيدة لتنفيذ ذلك على أرض الواقع.
روسيا والصين وفرنسا دول كبرى ومرشحة لذلك من أجل تحقيق عملية السلام وتبنى حل الدولتين وعودة المفاوضات بين الجانبين على أسس قانونية وصحيحة وهى حل الدولتين وعودة اللاجئيين والاعتراف بأن القدس الشرقية هي عاصمة أبدية لدولة فلسطين.
بالطبع المقاومة الفلسطينية والانتفاضة الفلسطينية الحالية هي المقاومة الكبرى على أرض الواقع لمشروع ترامب ولابد من مساندتها بالتحركات الشعبية  العربية، لأن استمرارها وقوتها السلمية هي المحرك الأساسي لوقف قرار ترامب الظالم، لذا لابد من دعمها على المستوى الشعبي العربي، فهي نقطة ضغط كبرى على مشروع ترامب.
كما أنه لابد من خطة عمل قوية، وأن يقوم المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بدعوة جميع الأطراف السياسية والدينية في الداخل الفلسطيني للاجتماع ووضع خطة عمل لمواجهة قرارات ترامب وتنظيم الانتفاضة وتوسيعها حتى تحقق غرضها المطلوب.
ليس هناك مجال حاليا غير المصالحة، وأي طرف يعطل المصالحة هو خائن لله ولدينه ولوطنه، ولكن علينا جميعا أن نراعي التراكمات والمشاكل التي نشأت خلال العشرة سنوات السابقة، ومن الصعب حل تلك المشاكل بين عشية وضحاها ولكن لابد من تجاوز تلك المعضلات.
ووجود مصر بثقلها السياسي ومكانتها كشريك وضامن للمصالحة له رد فعل كبير في تذليل تلك الصعوبات.
ولا شك أن قطاع غزة أصبح يعاني من مشاكل كبيرة وتقرير الأمم المتحدة بشأن القطاع يقول إنه في حالة استمرار الوضع داخل القطاع لما هو عليه الآن حتى عام 2020 يجعله غير مطابق للمواصفات الآدمية.
وحماس عانت وفقدت الكثير ووضعها الداخلي والخارجي أصبح متأزم ووضع القطاع أصبح مأساوي.
والمصالحة هي حل قوي لمواجهة قرار ترامب وتحقيق الهدف وهو قيام دولة فلسطين العربية المترابطة وعاصمتها القدس الشرقية.