الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

عبدالحليم قنديل: لا إعلام ولا صحافة دون حريات واستقلالية.. والسيسي يعاني من "آلة البيروقراطية" (حوار)

الرئيس نيوز

-        -             الإرهاب وسد النهضة والأزمة الليبية قضايا لا تحتمل وجهات النظر
-        الصحف تشبه النشرات الرسمية.. والبعض يفكر كـ"أهل الكهف" رغم التطور الهائل في وسائل الاتصال
-        نعاني من احتقان سياسي واجتماعي.. ويجب العفو عن السجناء غير المتورطين في العنف والإرهاب
-        جماعات الفساد موجودة في صلب الدولة.. وتقسيم مصر فكرة مستحيلة
-        سياسة الاقتراض من صندوق النقد سببت آلاما عميقة للشعب والدولة
-        التقدم مرهون بالتصنيع الشامل وتنمية صادراتنا.. ومواجهة الإخوان والإرهاب أسهل تفاصيل المشهد
-        نعيش في دولة قوية جدا أمنيا وعسكريا.. والإرهاب لن يهزمنا
-        العدالة الاجتماعية القضية الجوهرية للدولة.. ويجب كنس الفساد وتأكيد الاستقلال الوطني وإطلاق الحريات
-        السيسي مخلص ووطني وبعيد عن الفساد
-        إنجازات الرئيس أمر مرئي بالعين.. والاخفاقات في ملفات كثيرة

 

تزعم معارضة مبارك ومرسي على صفحات الجرائد في عهديهما، كتب مئات المقالات النارية تدعو للثورة، أكد أن وجود مائة ألف مصري كفيل بإسقاط نظام مبارك، فكان الشعب كريما ونزل بالملايين.

هو كاتب صحفي ومحلل سياسي من طراز رفيع، صاحب رؤية ثاقبة وآراء صريحة واضحة، لم تخل دوما من الجرأة والاشتباك المباشر مع الأزمات، الكاتب الكبير رئيس تحرير جريدة "صوت الأمة"، تحدث في حوار خاص لـ"الرئيس نيوز" بعد مرور 6 سنوات على حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

قنديل  تحدث عن الإنجازات والاخفاقات وتحديات المستقبل، فإلى نص الحوار..

هل لك أن تحدثنا عن رؤيتك الخاصة بعد مرور 6 سنوات على حكم الرئيس السيسي؟

بالطبع، فلا يمكن أن ننكر وجود إنجازات وهذا أمر مرئي بالعين المجردة، لكن هناك أيضا اخفاقات في ملفات كثيرة، وهنا ستجد أن التحديات أمام الرئيس كبيرة جدا وأهمها في ظني الشخصي شيئان، الأول السياسة الاقتصادية والاجتماعية بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وترتب عليها آلام عميقة للمواطنين والمجتمع المصري الداخلي، كما تسببت أيضا بالسلب على الدولة نفسها في تضخم مديونياتها إلى ما يقرب من 120 مليار دولار، وهنا يجب أن يتجه الرئيس لخلق سياسة اقتصادية أخرى تعتمد على التصنيع الشامل، فبدون التصنيع لا يوجد برهان واحد على التقدم، هل التقدم يقاس بدولة صناعية أم لا؟ يجب أن ندرس كيفية تنمية صادراتنا الخارجية واحلال الواردات، وهذا هو المحك، أو بمعنى أدق هذا ما يهم المواطن لأنه سينعكس عليه بشكل مباشر.

ماذا عما قدمته الدولة للمواطنين مؤخرا؟

بالطبع هناك إنفاق هائل في السنوات الأخيرة، قدره الرئيس السيسي في حديثه أكثر من مرة بأنه يقرب من 4 تريليونات جنيه وبأسعار الصرف يبوازي 250 مليون دولار، هذا مبلغ كبير جدا وأمر محمود، وفي إحدى مقالاتي التي وجهتها للرئيس كتبت مقالا بعنوان "صبح على مصر بمصنع"، وكان هذا معاصرا لكلام الرئيس عن فكرة "صبح على مصر بجنيه"، وطالبت أن يكون التصنيع والعدالة الاجتماعية هما القضية الجوهرية للدولة، والأهم حاليا هو كنس الفساد وتأكيد الاستقلال الوطني وإطلاق الحريات العامة.

قاطعته.. لكن الدولة تواجه الفساد بكل حزم وقوة مؤخرا؟

في تقديري الشخصي أن الأولويات الداخلية تتلخص في تطهير جهاز الدولة من الإرهابيين المتطرفين وأعضاء جماعة الإخوان، وبالتوازي تطهيره أيضا من الفساد والفاسدين، وفي شهر مايو الماضي عندما تحدث الرئيس في افتتاح المرحلة الثالثة من مشروع بشائر الخير قال وأكد ما أقوله حاليا، وهو أن الفساد أخطر من الإرهاب، ولا شيء يعاون الإرهاب سوى الفساد، لذلك نحتاج حملة شاملة لكنس البلد من الفساد، لأن جماعات الفساد موجودة في صلب الدولة، وفي تقديري أن الفساد أخطر من الإرهاب لأنه لا يوجد جماعة إرهابية مهما كانت قوتها قادرة على هزيمة الدولة المصرية، سواء كانت الدولة في ظل ضعفها أو قوتها، ونحن حاليا نعيش في دولة قوية جدا أمنيا وعسكريا ولا يمكن أن يهزمها الإرهاب، أما الفساد فينخر كالسوس في مفاصل الدولة، ولا يمكن أن أنكر الدور القوي والبارز لجهاز الرقابة الإدارية، لكن حجم الفساد أكبر من جهود وإمكانيات الرقابة، وأرى أن أسهل ما في المشهد هم الإخوان والجماعات الارهابية، لأن مصر دولة قوية، وفكرة تفتيت مصر وتقسيمها مستحيلة، وما نتطلع له هو إزالة السدود والعقبات التي تعيق جريان نهر التقدم.

ما المطلوب من الرئيس والدولة في المرحلة المقبلة؟

في الحقيقة البلد به احتقان سياسي واجتماعي لا يستطيع أحد إنكاره، هناك الكثير من الإجراءات الاجتماعية الجيدة جدا قامت بها الدولة مؤخرا وتحديدا مع أزمة تفشي فيروس كورونا، وأيضا في ملف المعاشات والعمالة غير المنتظمة وغيرها وهي أمور محسوسة وانحيازات اجتماعية مميزة جدا، ولكن نحتاج لمزيد حتى تتوسع مساحة الرضا على الوضع القائم، كما نحتاج أيضا لقانون عفو لكل المتهمين السياسيين الذين لم يتورطوا في قضايا عنف وإرهاب بشكل مباشر، ونحتاج لخطوط حمراء جديدة أو كما أقول فتح سقف الحريات العامة حتى نتقدم، في الحقيقة جميعنا يعرف حجم التحديات التي تواجه البلد سواء خارجيا أو داخليا، ولكن هذا لا يمنع التوسع فى إطلاق الحريات.

ماذا عن دور الإعلام في هذا الإطار؟

لا يمكن أن نتحدث عن دور الإعلام إلا إذا تم تحريره وضمان استقلاليته، وحينها ستجد الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات التليفزيونية موضوعات تستحق المناقشة بجدية ومحتوى تحريري يقدموه للقارئ، أما ما يحدث فهي مجرد مجموعة صحف تخرج بعناوين واحدة وكأنها نشرات أخبار رسمية.

العجيب أن ما لم ينشر في الصحف ولا يقال في التليفزيون ستجده بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ومع التطور الهائل في وسائل الاتصال أرى أن الطريقة فى التفكير لدى البعض كـ"أهل الكهف"، ودعنا نعترف أننا في عالم جديد ومختلف لا يصلح به المصادرة ولا المنع، وعلينا أن نشيع الحقيقة بدلا من إشاعة التدليس، حتى نتمكن من مناقشة الأمور بصراحة ووضوح وطرح الحلول، يجب أن نسمح للإعلام بمناقشة كل الأمور وطرح الموضوعات الشائكة.

 

هل لك أن تتحدث عن تقييمك لأداء الرئيس؟

لن أتحدث عن تقييم ولكن سأقول رأي شخصي، جزء من المشكلة في مصر أن هذا الرجل وطني ومخلص ويعمل ليلا نهارا من أجل ما يعتقد أنه في صالح البلد، وهنا لا أجامل الرئيس ولا أنافقه، لكن أتحدث عن واقع أعرفه جيدا، وبرغم أنني عارضت الرئيس الراحلين محمد حسني مبارك ومحمد مرسي ولم أسجن أو أمنع من السفر في عهديهما إلا أن هذا حدث معي في عهد الرئيس السيسي، ولكن القضية بالنسبة لي ليست أمرا شخصيا على الإطلاق، فأنا أثق في وطنيته وإخلاصه وتجرده وبعده التام عن الفساد، وهذا الأصل فى الوظيفة العامة، أما ما حملنا أوزاره فكرة صناعة الفساد فى عهد مبارك، ومشكلة الوضع الحالى أن الرجل يحكم بآلة مدنية بيروقراطية فاسدة بإمتياز، وهذا ما يعاني منه الرئيس حتى الآن، وبتأملي لكلامه وأحاديثه ولغة الجسد أجد أن هناك إعاقة كبيرة لجهده وعمله من داخل الآلة التي يدير بها.