الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

النائب محمد عبدالغني: البرلمان المقبل لن يعبر عن الشعب.. ولا مكان لـ"25-30" على القوائم الانتخابية (حوار)

الرئيس نيوز

نقف خلف القيادة السياسية في أزمتي سد النهضة وليبيا
الحديث عن وجود معارضة بقوائم الانتخابات غير منطقي
تمرير قوانين الانتخابات خلق مشهد سياسي سيئ
وتوسيع الدوائر يزيد فرص نفوذ المال
تكتل 25-30 سيخوض الانتخابات على المقاعد الفردية
نحتاج الكثير من الإصلاحات لتحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو
البرلمان القادم أشبه بالتعيين.. واختيار أعضائه يتم في الغرف المغلقة 

مثلت تجربة تكتل 25-30 بمجلس النواب، صوت المعارضة والرأي الآخر تحت قبة البرلمان، واجتهد أعضائها في تقديم  الرؤي والأفكار التي تخدم القضايا الوطنية، ومع قرب نهاية الفصل التشريعي تزايدت التساؤلات عن موقفهم من الاستحقاقات الدستورية المنتظرة على مستوى مجلسي الشيوخ والنواب، خاصة في ظل مساعي وتحركات حزب مستقبل وطن لتشكيل قائمة ائتلافية لخوض الانتخابات على أن يمثل فيها المعارضة وأحزابها وبدأ بالفعل في لقاء عدد من الأحزاب منها العدل والتجمع  والمصري الديمقراطي.

 

"الرئيس نيوز" حاور محمد عبد الغني، عضو مجلس النواب عن تكتل 25-30، فى إطار احتفالات الشعب المصري بالذكرى السابعة لثورة 30 يونيو التى أنقذت الدولة من غياهب لم يكن يعلم أحد مداها وتداعياتها السلبية على الجميع، وتطرق الحديث نحو تحركات المشهد السياسي المصري وتمرير قوانين الانتخابات بالبرلمان؛ حيث يرى عبد الغني المشهد مأساوي ولا يشجع على الوصول إلى برلمان قوي معبر عن أطياف المجتمع بكل حرية وديمقراطية.

وإلى نص الحوار..

فى البداية.. كيف يرى النائب محمد عبد الغني، الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو؟

30 يونيو لحظة فارقة لجموع المصريين الذين خرجوا بالملايين من أجل استعادة مصر الحقيقة ممن عملوا على اختطافها، والسعي نحو استكمال أهداف ثورة 25 يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، من خلال دولة ديمقراطية معاصرة، والشعب المصري ملحمة ستظل خالدة وملهمة للحفاظ على هويته ورفض طمسها أو النيل منها من قبل تنظيم الإخوان.

بعد هذه الملحمة تابع الجميع الجهود التي بذلت بمختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والإنشائية، وهي بالمناسبة جهود مقدرة وكبيرة وتمثل إنجازات كبيرة، لكن تبقي الأحلام التي نادي بها الجماهير سواء في ثورة 25 يناير أو 30 يونيو، من عيش وحرية وعدالة اجتماعية لم تتحقق بالشكل المطلوب، ولا زلنا أمام تحديات أكبر من أجل أن تنعكس هذه الجهود على أوضاع الناس وذلك بجهود أكبر مع مساحات أكبر من الحرية والتعبير عن الرأي الآخر والنهوض بأوضاع الصحة والتعليم.

30 يونيو أنقذتنا جميعا والجهود والإنجازات التي صاحبتها طوال السبع سنوات الماضية لا تزال تحتاج الكثير من أجل أن يحس بها المواطن ويتغير جرائها.

 

بعد الانتهاء من قوانين الانتخابات ومساعي تشكيل قائمة ائتلافية من حزب مستقبل وطن.. كيف ترى ما يحدث؟

أوضاع المشهد السياسي المصري مأساوية ولا تتناسب مع التحديات التى تمر بها الدولة ولا بأهداف ثورة 30 يونيو ولا 25 يناير، خاصة بعد إقرار قوانين انتخابات لن تحقق نتائج إيجابية فى الوصول لمجلس معبر عن أطياف المجتمع، وسيكون به جزء كبير أشبه بالتعيين بعد إقرار نظام الخمسين خمسين فى قانون مجلس النواب، حيث أربع دوائر بمعدل 284 مقعدا، يتم اختيارهم فيما يقال بالغرف المغلقة من خلال قائمة تترشح وتفوز بهذه المقاعد وأيضا دوائر فردية ستكون كبيرة للغاية وتعيد مشهد انتخابات 2011 حيث تنظيم الإخوان، ولا يستطيع أحد خوضها إلا من خلال جهات منظمة، ومن ثم وضع سلبي على مستوى الدوائر الخاصة بالقائمة واختيار الأشخاص من الغرف المغلقة، ووضع سلبي أيضا بالنسبة للدوائر الفردية المنتظر أن تكون واسعة ومكلفة للغاية فى الإنفاق الانتخابي، ولا أعتقد أننا نصل بذلك لمجلس متنوع ومتعدد وفق أعراف النظم السياسية.

مستقبل وطن يتحدث عن تمثيل للمعارضة في قائمته.. أليس ذلك فرصة لتمثيل الرأي الآخر؟

الأصل فى كل شيء التعدد والتنوع، وتمرير قوانين الانتخابات وفق ما تم سيكون من الصعب تحقيق هذا التعدد والتنوع فى المجالس النيابية القادمة، مع أنه سيتيح الفرصة لتواجد المال السياسي خاصة على مستوى الدوائر الفردية الواسعة، ولا بد أن نعي أن تحقيق ائتلاف انتخابي لا بد أن يكون قائم على مشروع سياسي يطرح على الناخب من أجل التصويت عليه، وهو أمر غير موجود فى القائمة المنتظرة، ولا لدى حزب الأكثرية من الأساس وهو حزب مستقبل وطن.

ما يحدث من مساعي وتحركات ما هي إلا اختراعات جديدة فى النظم السياسية فى الوقت الذي انتهي الاختراع فى السياسة، والحديث عن وجود معارضة فى القائمة غير منطقي إطلاقا، وعلينا أن ننظر للنظم السياسية السليمة، وأي حديث من قريب أو من بعيد بشأن وجود معارضة فى قائمة مستقبل وطن المنتظرة لا يليق وغير منطقي.

تحدثت عن سوء قوانين الانتخابات ورفض مساعي تكوين قائمة ائتلافية.. ماذا عن موقف تكتل 25-30 من الاستحقاقات القادمة؟

بشكل واضح لا مكان لأعضاء تكتل 25-30 فى قائمة حزب مستقبل وطن أو أي من القوائم الأخرى خاصة أن الائتلاف يكون مرتبط بمشروع سياسي وهو أمر غير متوفر، وبشكل مبدئي لدي الأعضاء حتى الآن قرارانا أن نخوض المعركة مرة أخرى من أجل أن نواصل دورونا فى تقديم الرأي الآخر وتمثيل المعارضة فى البرلمان المقبل من خلال المقاعد الفردية فى دوائرنا رغم تحدياتها وصعوبتها المنتظرة،  لدينا إصرار على خوض التجربة فيما عدا النائب جمال الشريف من أعضاء التكتل رأي عدم خوضها مرة أخرى والذي يمثل دائرة المعادي بمحافظة القاهرة.

جميعنا من أغلبية ومعارضة اجتهدوا فى دوائرهم لخدمة المواطنين وتحقيق تطلعاتهم وحل إشكالياتهم بقدر الإمكانيات المتاحة، لكن الإشكالية فى الآراء والتوجهات التى كانت يعبر عنها أعضاء التكتل وكان يصاحبها دعم وتأييد فى بعض القضايا إلا أنه عند التصويت تكون الأغلبية صاحبة رأي آخر، وهنا أعضاء التكتل اجتهدوا قدر الإمكان وعبروا عن رؤيتهم ووضعوا الأغلبية أمام رأي آخر حتى تكون الصورة واضحة، ومن ثم الاجتهاد والتعبير عن الرأي الآخر يكون دائما حاضر من أعضاء التكتل فى كل القضايا التى تمت مناقشتها وليست معارضة من أجل المعارضة بقدر ما هي رأي آخر يعبر عن قطاعات ليست بالقليلة من الشعب.

 

كيف ترى تحديات الأمن القومي للدولة خلال هذه المرحلة على مستوى الملف الليبي وسد النهضة؟ 

مصر بحكم أمور كثيرة ومواقعها الجغرافي دائما مستهدفة والأمن القومي لها معرض لأخطار شديدة، والجميع فى الأزمات صف واحد خلف القيادة السياسية وليس فيها معارضة وأغلبية، خاصة أن التحديات خطيرة وتداعياتها سلبية على الجميع، والجهود الدبلوماسية المبذولة فى ملف سد النهضة جيدة، وتنم عن إدراك حاسم وشامل للملف بكافة تطوراته ومستوياته والتى كانت محطته الأخيرة بمجلس الأمن، وملف المياه لا يمكن التفريط فيه إطلاقا والجميع يساند ويقف خلف القيادة السياسية.

وأيضا تحديات الملف الليبي حيث الحدود الكبيرة بين مصر وليبيا التى تمثل أمن قومي للمصريين، والجميع أيضا خلف القيادة السياسية فى هذا الملف للحافظ علي الأمن القومي ورفض أي تدخلات خارجية فى المنطقة.

هل ترى أن أعضاء التكتل أدوا دورهم رغم كل التحديات والصعاب التى واجهتهم؟

راعينا ضميرنا وأدينا دورنا واجتهدنا فى ذلك.. وسنخوض المعركة مرة أخرى ونتمني أن يمنح المواطنين أصواتهم لمن يعبروا عن رؤيتهم وتصوراتهم ويسعون نحو تحقيق أحلامهم وأهدافهم، ونتمني أن تكون الانتخابات القادمة فرصة لاختيار الأفضل والمعبر عن الشعب المصري من أجل الوصل لبرلمان متعدد ومتنوع، ورغم صعوبة الانتخابات والمنتظر أن يتم خوضها بشكل فردي إلا أننا لدينا إرادة فى أن نواصل  جهودنا وعطائنا.