الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قصة مخترع «كولونيا 555»: عبد الناصر كان زبونه.. ومنزله تحول لمقر السفير الإسرائيلي

الرئيس نيوز

- بدأ نشاطه من حي الحُسين.. وكان يزرع بنفسه الليمون المستخدم في العطر
- فاروق كان يمنح حديقة منزله جائزة سنوية.. وناصر كان يحتفظ بزجاجة كولونيا في حقيبته الخاصة


مع انتشار التعليمات الصحية للحد من تفشي فيروس "كورونا"، عادت إلى الأذهان من جديد، كوسيلة للمنظفات.
نتحدث عن عطر "كولونيا 555"، والذي كان ذائع الصيت في القرن الماضي، واحتل جزءًا من ثقافة المصريين لسنوات طويلة.
وينصح البعض باستخدام "كولونيا 555" كمنظف شخصي لاحتوائه على الكحول الإيثيلي الذي يعمل بشكل فعال على تطهير اليدين.
في السطور التالية نتعرف على قصة العطر الأشهر في حياة المصريين ومخترعه، وكيف بدأ كعطر إلى أن أصبح له دور بعد عقود طويلة.
في كتاب "صنايعية مصر"، يقول الكاتب الصحفي عمر طاهر أن أن حمزة الشبراويشي، الذي ولد في قرية شبراويش بالدقهلية، كانت لديه موهبته الفريدة فى صنع أسنسات العطور، فجاء واستقر فى منطقة الحسين بالقاهرة وافتتح محلا صغيرا لبيع العطور التى يصنعها بيديه.
يستكمل الكاتب: "عرف النجاح سريعا فافتتح فرعا فى الموسكي ثم وسط البلد، ثم قرر أن يتحول معمله الصغير إلى مصنع، فاشترى قطعة أرض صغيرة فى دار السلام و كلما توافر لديه بعض المال كان يشتري قطعة مجاورة لتوسعة المصنع، وكان يزرع بنفسه الليمون الذى يستخدمه فى تصنيع الكولونيا".
عندما جاءت قرارات التأميم في بداية الستينيات، كان الرئيس جمال عبد الناصر يستثني شركة حمزة الشبراويشي منها، إذ كان زبونا شخصية يشتري منتجات الشركة وعلى رأسها "كولونيا 555".
وينقل عمر طاهر عن أحد القيادات الأمنية أنه عندما كان ضابطا صغيرا كان مسئولا عن تأمين مؤتمرا الاتحاد الاشتراكي، وصل أحد موظفي الرئاسي يحمل للرئيس عبد الناصر حقيبته الخاصة، وعندما أصر الضابط على تفتيشها، وجد بها فوطة وفرشة شعر وخرطوشة سجائر و"زجاجة كولونيا 555".
ويلفت المؤلف إلى أن حمزة الشبراويشي كان يملك منزلا في المعادي مساحته حوالي فدان، وله حديقة جميلة كانت تفوز كل عام بجائزة خصصها الملك فاروق لأفضل حديقة منزل.
كما يكشف أن "الشبراويشي" كان يقيم في عيد الأم كل عام نافورة في أرض المعارض بالجزيرة تضخ الكولونيا طوال اليوم.
ويتابع: "مع نهاية عام 1965 أصيب حمزة الشبراويشي بجلطة، وسافر إلى سويسرا لتلقي العلاج ، لم يكن يعرف أن ناصر كان يستبعده طوال الوقت من قرارات التأميم ، لو كان يعلم ما خاف أن يرجع".
بعد شفائه، عاد "الشبراويشي" ولكن إلى لبنان، وفي بيروت افتتح مصنعا صغيرا لتصنيع العطور كبداية جديدة بعيدة عن الجو العام فى مصر، لكن وشى به عن الحكومة وزعم أنه هرب إلى لبنان، فقرر عبد الناصر مصادرة ممتلكاته، وتوفي "حمزة" في نهاية الستينيات، وفن في مصر وشيعت جنازته من ميدان التحرير.
ويلفت عمر طاهر إلى معلومة مثيرة، وهي أن منزل حمزة الشبراويشي في المعادي، الذي فُرضت عليه الحراسة، تحول بعد سنوات طويلة، إلى منزل لسفير دولة الاحتلال الإسرائيلي، عام 1980، بعد بدء التبادل الدبلوماسي وفقا لمعاهدة السلام.