الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أحرار داخل معسكر اعتقال".. ذكريات بطرس غالي في أكواخ "كامب ديفيد"

الرئيس نيوز

تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيل الدكتور بطرس بطرس غالي، الذي توفي في 16 فبراير عام 2016، عن عمر ناهز 93 عاما.

ويعتبر بطرس غالي من رموز الدبلوماسية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، احتل مناصب عدة كان أبرزها توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة من 1992 حتى 1996.

 وُلد غالي في 14 نوفمبر 1922، وهو سليل العائلة الشهيرة التي تعود إلى الجد الكبير بطرس غالي، رئيس وزراء مصر في بدايات القرن العشرين، والذي اغتيل عام 1910.

بدأ نجم بطرس غالي يلمع دبلوماسيا وسياسيا في السنوات الأخيرة لحكم الرئيس الراحل أنور السادات، وهي الفترة التي أجرى فيها السادات تحولات جوهرية على السياسة المصرية في المنطقة.

كان "غالي" مؤيدا لأفكار وتطلعات الرئيس الراحل في السلام مع إسرائيل، ولذلك كان مرافقا للسادات في زيارته للأراضي المحتلة عام 1977، وهو نفس العام الذي تولى فيه بطرس غالي وزارة الدولة للشؤون الخارجية.

بعد ذلك بعام واحد، كان بطرس غالي عضوا بارزا في الوفد المصري في المفاوضات الشهيرة بالولايات المتحدة، والتي أفرزت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978.

وفي ذكرى وفاته، نستعيد ما سجله بطرس غالي عن "كامب ديفيد"، وهو منتجع ريفي بولاية ميريلاند الأمريكية، استضاف هذه المفاوضات برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.

يقول "غالي" في البداية إن المكان بدا له غير مألوف لعقد مباحثات سياسية، مضيفا أن "كامب ديفيد" كان عبارة عن "أكواخ فردية مريحة للغاية متناثرة في كل مكان في الغابة".

ويشير إلى أن اختيار المكان كان فكرة "كارتر" الذي أراد أن يعزل الوفدين المصري والإسرائيلي، متابعا: "كان المكان يشبه معسكر اعتقالات، فقد منعت عنه الصحافة، ولم يكن هناك إمكانية إجراء أي اتصالات مع العالم الخارجي".

وعن تفاصيل الحياة داخل المكان، طوال 12 يوما من المفاوضات، يكشف: "كنا أحرارا، نتحرك في مناخ من الاستجمام التام، ما جعل من الممكن أن نتقابل بالصدفة ونحن بملابس النوم أو في أثناء ممارسة رياضة الركض، أو على الدراجة".

وعن علاقة المقيمين في "كامب ديفيد" طوال تلك الفترة يقول: "كنا نتريض معا، ونذهب إلى حمام السباحة معا، وكنا أحيانا نذهب لنشاهد فيلما"، ثم يختم في عبارة ذات دلالة سياسية: "كان مناخا يشبه إلى حد ما الرحلات البحرية. كانت سفينة كامب ديفيد تفرض علينا أن نتعايش".