الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د. طارق فهمي يكتب: الرئيس السيسي والإحياء الثاني للدور المصري في أفريقيا

الرئيس نيوز

سيظل اسم "السيسي" من بين رؤساء مصر وحكامها في السنوات الأخيرة مرتبطا بأنه صاحب الإحياء الثاني لمصر في إفريقيا، وأن هذا الامر تم منذ وصول الرئيس لحكم مصر حيث وضع القارة الإفريقية وقضاياها ومشكلاتها نصب عينيه كما عمل على تقديم النموذج المصري لأفريقيا، وهو نموذج يرتكن إلى تاريخ كبير بني على ثوابت حقيقية ودور أصيل لمصر في القارة بالاعتماد على وسائل متعددة، ولم يقتصر فقط على وسائل وأنماط الدبلوماسية الناعمة فقط بل ذهب إلى الدبلوماسية الذكية، ولعبت الكنيسة المصرية والأزهر دورا كبيرا في هذا الأمر، كما قامت الأجهزة السيادية بدور كبير في دعم قضايا القارة في لحظة مهمة من لحظات الاستقرار السياسي والاقتصادي طوال عام رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، خاصة وأنه والجميع يتذكر أنه عندما غابت مصر مبارك عن القارة بعد حادث أديس أبابا دخلت القولا والدول الإقليمية والقوى العالمية للقارة تبحث عن موضع قدم في ظل  غياب مصر التي كانت وما تزال تملك تاريخا كبيرا وميراثا ثمينا من وجودها.

وعندما ترأس الرئيس السيسي الاتحاد الإفريقي كان توجيه المباشر بضرورة بناء استراتيجية كبيرة متكاملة لمصر في إفريقيا، واستحداث آليات تأثير وتقديم خلاصات الخبرات المصرية والعمل مع دول القارة على تنشيط سبل التعاون المشترك، مع إعادة تقديم القارة الإفريقية للعالم باعتبارها قارة جاذبة ومهمة للاقتصاد العالمي، وهو ما تم من خلال المنتديات واللقاءات الاقتصادية المتخصصة ( الروسية / الصينية / الألمانية / اليابانية ومع مجموعة العشرين) التي شارك فيها الرئيس السيسي وركزت على مجالات التعاون المشترك اقتصاديا واستثماريا، وهو ما برز بوضوح في المنتديات الصينية الألمانية الروسية الصينية الإفريقية، وهو الأمر الذي كرس بقوة الحضور المصري الإفريقي في العالم، وهو ما سيمتد بطبيعة الحال إلى ربوع قطاعات الاقتصاد الدولي في الفترة المقبلة وعقب تسليم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لجنوب افريقيا خاصة وأن هناك تواصلا لمصر في القارة، سيستمر وسيعبر عن استمرار العمل لمصر في قطاعات التنمية والاستثمار والاقتصاد وغيرها من المجالات إضافة أيضا إلى العمل في مشروعات إعادة الإعمار في مناطق النزاعات، وكذلك في مؤسسات التمويل الدولية التي لها دور كبير في تقديم الخبرات والتمويل اللازم للقارة التي ما تزال بكرا في كثير من المشروعات الحالية وخاصة في مجال الابتكار وريادة الأعمال والتجارب التنموية وغيرها من المشروعات الجديدة والتي تعتني بمشروعات غير تقليدية ساهمت مصر في تقديمها للعالم ومن المدخل الإفريقي.

ومن ثم فإن الدور المصري في إفريقيا سيتواصل خاصة في مجال الأمن والسلم الدوليين، وسيتم إعادة التأكيد عليه وتنميته خاصة وأن مصر واجهت كثيرا من التحديات للعمل والتواجد مجددا في القارة في ظل صعود دور قوي متنافسة عملت على استثمار تواجدها لحسابات سياسية واقتصادية حقيقية، وهو ما نبهت مصر لتداعياته على القارة خاصة وأن حجم الوجود العسكري الكبير في دول القارة مثار تحد حقيقي يرتبط بالاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في القارة، ومن ثم فإن مصر الكبيرة بتاريخها المشرف في القارة هي من شاركت في قوات حفظ السلام والاستقرار في القارة وعملت علي دعمه وإقراره، والدعوة لنبذ الصراعات والحروب  وطرح مبادرة إسكات المدافع، وإعادة بناء القارة وخاصة في الدول التي شهدت حروبا ونزاعات مفتوحة وقدمت رؤية كبيرة للعمل وإقرار شخصية القارة في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه القارة الواعدة التي باتت قبلة لفرص الاستثمار الحقيقي، وهو ما تدركه كل الدول التي تخطط  للعمل والانتشار في القارة الكبيرة.

يبقى التأكيد أن الدبلوماسية الرئاسية وشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت مدخلا مهما في الوصول بالعلاقات المصرية الإفريقية لمرحلة جديدة على مستوى الاهتمامات المشتركة وتحقيق المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة والتي أصبحت عنوانا للحركة الدولية في الوقت الراهن والمنتظر، ونتمنى أن تستكمل دولة جنوب إفريقيا مسارات النجاح والانجاز للاتحاد الإفريقي وبما يخدم مؤسسات الاتحاد الافريقي وشعوبه التي تتطلع لمزيد من الاستقرار والتنمية والاستثمار.. كل الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، والشكر أيضا  ممتد وموصول لمؤسسات الدولة وأجهزتها السيادية الكبيرة التي تؤكد قدرة مصر على تحقيق الكثير والكثير للقارة الأفريقية .