الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ترامب يجهز لإعلان "صفقة القرن".. كيف ستتصرف السلطة الفلسطينية؟

الرئيس نيوز

حالة من الترقب تسود الأوساط العربية والعالمية انتظارًا لما سيكشف عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن  تفاصل الخطة التي يزعم أنها تتعلق بـ"السلام في الشرق الأوسط"، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، والتي تشير البنود التي تم إزاحة الستار عنها أنها ستفرغ القضية الفلسطينة من مضومنها لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وقال ترامب خلال حديثه للصحفيين خلال زيارته لولاية فلوريدا، إنه سيعلن خطة السلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن" بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنافسه زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس، الثلاثاء في البيت الأبيض.

وبينما زعم ترامب أنه تحدث إلى الفلسطينيين في (إشارة إلى سلطة فتح) بشأن الخطة، نفت رام الله أن تكون قد تواصلت مع واشنطن بشأن تلك الخطة، وأكدت أنها ترفضها بشكل مبدأي ولا يمكن ان يترتب عليها أي تداعيات قانونية. 

تابع ترامب: "لديهم (يقصد الفلسطينيين) الكثير من الحوافز للقيام بذلك. أنا متأكد من أنهم ربما يتفاعلون بشكل سلبي في البداية، لكنه في الواقع إيجابي للغاية بالنسبة لهم". وقال إنه "فوجئ" بأن السياسيين الإسرائيليين، بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، سيتركان حملاتهما الانتخابية الجارية من أجل الذهاب إلى البيت الأبيض لمناقشة خطة السلام". مضيفا: "كلاهما (نتنياهو وغانتس) يرغب في القيام بالصفقة".

نتنياهو يرحب
ونقل المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، عن نتنياهو قوله: "أُلبي بسرور دعوة الرئيس ترامب لزيارة واشنطن ولمناقشة أفكاره حول دفع السلام قدمًا". ورأى نتنياهو أنه "ينبعي ألا نفوت هذه الفرصة التاريخية. مع هذا الدعم الأمريكي".

وخلال نوفمبر 2016، تحدث ترامب لأول مرة عن اعتزامه طرح مبادرة للسلام وحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وذلك حينما أجرى مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية بوقت قصير. وحينها قال ترامب "إنها الصفقة الأهم"، معربًا عن أمله في إنجازها.

تفاصيل الصفقة
وعلى الرغم من أن الخطة (صفقة القرن) لم تكشف واشنطن عن تفاصيلها رسميًا حتى هذه اللحظة، إلا أن مواقع إخبارية نشرت تسريبات تخص بعض بنودها، قبل أيام من لقاء ترامب بنتنياهو وغانتس.
كان مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي شارك في منتدى "الهلوكوست" في القدس، أعلن في وقت سابق، أن ترمب يستعد للإعلان عن خطة السلام في الشرق الأوسط. مضيفًا: "ترمب سيطلع نتانياهو وغانتس في واشنطن على الخطة"، ويتوقع أن يتم الكشف عنها في مارس المقبل قبل الانتخابات الإسرائيلية.
وذكر تقرير للتلفزيون الإسرائيلي نقلا عن مصادر لم يسمها بعض تفاصيل "صفقة القرن"، وكانت كالأتي:
- سيادة إسرائيل في جميع مستوطنات الضفة الغربية التي يزيد عددها على 100 (يعيش فيها نحو 400.000 يهودي)، كلها باستثناء 15 منطقة إقليمية متجاورة.
- السيادة الإسرائيلية في جميع أنحاء القدس، بما في ذلك المدينة القديمة، مع "التمثيل الفلسطيني الرمزي" فقط في القدس.
- قبول إسرائيل الصفقة، سيترتب عليه منحها دعما أمريكيا للبدء في ضم المستوطنات من جانب واحد؛ إذا رفضت فلسطين الصفقة.
- منح دولة للفلسطينيين بما فيها غزة، على أن تكون منزوعة السلاح.
- يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية عاصمتها القدس.
- لا دور فلسطينيا في تحديد أي قيود على الحدود.
- السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة في وادي الأردن.
- السيادة الإسرائيلية على 30 % من أراضي الضفة الغربية.
- قبول جميع المطالب الأمنية الإسرائيلية.
- بعض التبادلات المحدودة للأراضي التي يتم فيها تبادل السيادة الإسرائيلية الموسعة في الضفة الغربية للحصول على تعويض في صحراء النقب.
- استيعاب طفيف محتمل للاجئين الفلسطينيين في إسرائيل، وهذا لا يشمل تعويض للاجئين.
الموقف الفلسطيني
كان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، قال خلال حوار مع موقع "اندبندنت"، إن الرفض الفلسطيني لها وعدم التعامل معها أو القبول بها كفيلٌ بإفشالها. مشيرًا إلى أن نقطة ارتكاز الموقف الفلسطيني الرسمي تتمحور في "رفض الخطة"، وبناء تحالفات إقليمية ودولية لإفشالها، مضيفاً "الخطة تمس الحقوق الوطنية الفلسطينية".
أما عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، طالب بتنفيذ قرارات المجلسين المركزي الوطني الفلسطيني الخاصة بإعادة النظر بأشكال العلاقات مع إسرائيل كافة، مشدداً على أنه "لا يُمكن القبول بمواصلة الالتزام باتفاقيات تتنكّر لها إسرائيل".
بدوره قال، الباحث الفلسطيني، هماد أبو عواد، لـ"الرئيس نيوز": "للأسف السلطة الفلسطينية تتعامل بتردد إزاء التطورات المتلاحقة بخصوص ما تسمى صفقة القرن"، وتابع: "لا أحد يعرف موقف السلطة إذا ما تم إعلانها فعليًا"، مؤكًدا ان الأولى دعوة "فتح" للفصائل الفلسطينية والاجتماع على رأي وموقف واحد للتعامل مع الصفقة.
طالب عواد أن يكون الرد مناسب على تلك الصفقة التي تنهي القضية الفلسطينية من أساسها، ولفت إلى أن السلطة بيدها العديد من الأوراق التي تستطيع بها إرباك الاطراف الأخرى. وقال: "كفانا وقوف في مربع المتلقي يجب أن نخرج من وضعية رد الفعل".
أشار إلى ان السلطة بيدها أن تتخذ بالتشاور مع الفصائل الفلسطينة قرارًا بحل نفسها؛ وإعلان أن جميع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني أصبحت والعدم سواء، كما يمكنها اتخاذ قرار بعدم التنسيق الأمني مع إسرائيل، والخروج من الاتفاقيات السابقة، بينها أوسلو.

الأردن ترحب على استحياء
كان موقع "اندبندنت" نقل عن مصادر أردنية رسمية، أن عمّان باتت على اطلاع كامل بتفاصيل صفقة القرن التي يتحضر الرئيس ترامب لإعلانها. وأبدى الأردن مرونة حيال الصفقة خلافاً لمواقفه السابقة.
أوردت المصادر ذاتها، أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والحلقة الضيقة من المسؤولين "باتوا على علمٍ" بتفاصيل خطة السلام الأميركية منذ أسابيع فقط، ما يفسّر حديث الملك إلى قناة "فرانس 24" أخيراً لدى سؤاله عن الصفقة، بأن الأردن "سينظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، وكيفية البناء على الخطة، والجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
في المقابل، أوضحت المصادر ذاتها أن هذا الموقف الجديد حيال الصفقة، لا يعني بالضرورة الموافقة على كل ما تتضمنه، لكنه بمثابة ردّ على تعهدات من الولايات المتحدة وترامب للأردن، بعدم تعريض مصالح البلد السيادية للخطر، وعدم المسّ بـ"الوصاية الهاشمية في القدس"، ما يعني أن التفاصيل الجديدة تتضمن بنوداً مختلفة عمّا أعلن عنه في وقت سابق من العام الماضي.
بدورها، وبعيدًا عن المسميات، تتمسك القاهرة، بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وتؤكد أن جميع القوانين والمواثيق الدولية تضمن للفلسطينين حقوقهم التاريخية، وأنه لا يمكن اتباع سياسة الأمر الواقع. 
واعتبر مراقبون أن القرارات الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية، وحاليًا الاعداد للاعتراف بسيادة تل أبيب على الضفة، جميعها جزء من خطة "صفقة القرن".