السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محمد علي خير: الدولة لم تفرض على إعلامي تأييد قراراتها.. وهذا طلبي من السيسي (حوار)

الرئيس نيوز

 ـ لم أتعرض لمضايقات وتلقيت مكالمة واحدة من مسؤول لتصحيح معلومة

ـ "الإعلان" في مصر أصبح يعتمد على الشطارة والعلاقات وليس نسب المشاهدة

ـ الإعلامي المحترف فقط هو القادر على الاختلاف في المحتوى

ـ الإعلام مهنة تراكم ولا يصح تصدير البعض للجمهور فجأة دون خبرة

ترك الكاتب الصحفي والإعلامي محمد علي خير بصمة حقيقية في عقل المشاهد، لما يقدمه من محتوى إعلامي مختلف في برنامجه "المصري أفندي"، على شاشة قناة "القاهرة والناس، هو ينتمي إلى دفعة (1986 كلية الإعلام).

خير أكد خلال حواره مع "الرئيس نيوز" أن كل إعلامي يضع لنفسه حيزاً واضحاً وسقفاً من الحريات، مضيفا أن الإعلاميين أنفسهم هم من يضعون السقف الذي يعملون من خلاله، وإلى نص الحوار:

لما انتقدت ما يجري فى الإعلام المصري مؤخرا؟

ـ في الحقيقة لا يمكن أن نقر بسيطرة طرف ما على هذا الكم الكبير من المنصات الإعلامية، وبالتالى لن يكون هناك توزيع عادل في سوق الإعلان، وستستحوذ هي على الكم الأكبر من العوائد الإعلانية، وهذا يؤثر على القنوات المنافسة بشكل كبير، وهذا سيتسبب في خروج قنوات خاصة مهمة من السوق لعدم قدرتها على الاستمرار في ظل هذا الوضع، وانتقادي كان لهذا السبب.

كيف تنضبط بوصلة الإعلام المصري؟

ـ أعتقد أن البداية كانت بتعيين وزير للإعلام واختيار الزميل أسامة هيكل، ولكن لا بد من منحه صلاحيات جيدة حتى يستطيع أن يعيد وهج الإعلام المصري لسابق عهده، والقاعدة الأساسية والمعروفة هي أن يكون هناك حرية منضبطة ومسؤولة، والأهم أن يجد المواطن المصري نفسه بشكل كبير في الإعلام، بمشاكله وهمومه ومطالبه، مع الابتعاد عن الصوت الواحد وتناول كل الآراء بحرية.

كيف تحصل على سقف حريات مفتوح في برنامجك؟

ـ أتعامل في برنامجي كمواطن مصري من قلب الناس وأعمل من أجلهم فقط، واضع بعض القواعد التي تحكمني منها الحفاظ على الدولة المصرية ومؤسساتها، وعندما أنتقد أي وضع أو قرار فإن هذا لا يعني أنني أنتقد أشخاصاً أو مؤسسات، ولكني أنتقد قراراً وأقول رأيي بحرية وشفافية، وبالتالي تمكنا في "المصري أفندي" من أن نخلق مساحة كبيرة جداً وجيدة من الحرية والتعبير عن آرائنا ورؤية المواطن العادي.

هل تعرضت لمضايقات أو تدخلاً فيما تقدمه؟

ـ في الحقيقة لا أعتقد، بل أكاد أجزم أن الدولة بجميع مؤسساتها لم تفرض على إعلامي أن يؤيد جميع قراراتها طول الوقت، ولا على طول الخط، ولم تفرض الدولة حيزاً معيناً أو سقفاً معيناً على الإعلاميين، وبصفة شخصية أرى أن الإعلامي يفعل ذلك بنفسه، طبقاً لتوجهه ومصلحته الخاصة، لأن كل إعلامي لديه القدرة على اكتساب سقف الحريات الذي يعمل خلاله، طالما يحافظ على مقتضيات الأمن القومي المصري، والأمانة تقتضي أن أقول إن طول حلقاتي التي أفتح بها ملفات شائكة، لم يتواصل معي سوى مسؤل واحد فقط لتصحيح معلومة خاطئة ذكرتها على الهواء، ولم يتدخل بتوجيهي أو يمتعض أو يبدي غضبه مطلقاً، ولكن أراد  فقط أن يصحح المعلومة، والدليل على ذلك أنني مستمر حتى الآن على الشاشة بنفس سقف الحريات دون تراجع.

كيف تمكنت القاهرة والناس من الاستمرار والمنافسة؟

ـ يجيب عن هذا السؤال إدارة القناة، ولكن أؤكد لك أن احترافية طارق نور وفريقه وتميزهم بالقدرة على تقديم نوعية معينة من الإعلام بقدر ضئيل من الإعلانات يجعلهم يستمروا في التواجد القوى بتكلفة قليلة جداً من الإنفاق.

هل يستوعب الجمهور كل هذا الكم من برامج "التوك شو"؟

ـ دعنا نبتعد عن تسميتها ببرامج "توك شو" فهي برامج تقدم خدمة إخبارية وتحليلية، وطالما كانت موجودة فبالطبع السوق يستوعب وجودها، وإلا فلنغلق جميع البرامج ولا نقدمها من الأساس، ولكن على كل زميل يقدم هذه النوعية من البرامج أن يسعى للاختلاف وتقديم محتوى لا يتشابه مع غيره، فالإعلامي المحترف فقط هو الذي يتمكن من الاختلاف في منتجه الإعلامي والتغلب على التشابه في المحتوى المقدم، وأعتقد أن برنامجي "المصري أفندي" يتميز بهذا الأمر، وهو سبب نجاحنا حتى الآن.

هل كان الإعلام المصري مقنعاً للمواطنين خلال الفترة الماضية ؟

ـ لا يجب أن أتحدث عن غيري، خاصة أنني جزء من المنظومة وموجود على الشاشة،

من المسؤول عن توزيع الإعلانات في مصر وعلى أي أساس؟

ـ لا يوجد جهة في مصر حالياً تستطيع أن تحقق في نسب المشاهدة بشكل صحيح وواقعي، لتوزيع الإعلانات طبقاً لهذه النسب، ولكن المعلن يستشعر أن هذا البرنامج له جمهور وشريحة معينة تتابعه  فيقرر الإعلان في البرنامج، ولا أخفيك سراً أن الإعلان في مصر أصبح يعتمد على الشطارة والعلاقات وليس نسب المشاهدة أو المحتوى.

كإعلامي وصحفي.. هل تجد صعوبة في الحصول على المعلومات؟

ـ من المؤكد أننا نجد صعوبة بالغة في الحصول على المعلومات، ولكن في برنامجي فطبيعته تميل بشكل أكبر إلى طبيعة البرامج الخدمية، واهتمامي الأول هو المواطن والتواصل معه والوصول إليه، ولا نهتم بالحكومة بقدر اهتمامنا بالمواطن، ولذلك لا أعاني كثيراً من هذه الأزمة.

لماذا دائماً تبرر انتقاداتك للحكومة وتبرر إشاداتك للمواطنين؟

ـ من يشاهد برنامجي إما مواطن عادي أو مسؤل، المواطن العادي أصبح لديه رفض تام لكل ما يقدمه الإعلام ويعتبر أن الإشادة بقرار أو حدث ما يصبح صاحبها إعلامي موالي للسلطة، ولذلك يجب أن أذكره أنني أقف معه دائماً وأنتقد الأخطاء، وعندما أشيد فعليه أن يتقبلني، أما السلطة للأسف فتعتبر من ينتقد بعض أخطائها معارضاً لها ويسعى إلى هدمها، ولذلك الإعلام أصبح بين شقي رحى، وكإعلامي فتنا مطالب بأن اقنع المشاهد بما أقدمه من دعم او نقد، سواء كان مواطن أو مسؤل، ولذلك اتبع مبدأ مهماً جداً وهو أنني لا أبيع الوهم للمشاهد ولا أتحدث عن أفكار هلامية ليست موجودة على أرض الواقع.

ماذا عن أجور الإعلاميين المبالغ فيها؟

ـ هذا كلام من التاريخ، ولم تعد الأرقام الخزعبلية موجودة في سوق الإعلام حالياً، وهناك توجه وفلسفة جديدة في الدولة المصرية بعد ٣٠ يونيه، بمنع هذه الأمور في عدد كبير من القطاعات منها الإعلام والفن، خاصة أننا في مجتمع فقير ولا ينبغي أن تتواجد هذه الأرقام، ومن يروج حالياً أن أجره يصل للأرقام التي كان يحصل عليها قبل ٣٠ يونيه فهو يسعى للشو فقط وغير حقيقي، فالدولة لن تسمح بهذه الأرقام في قنواتها مطلقاً.

كيف يتحدد أجر الإعلامي؟

ـ الأجر يحدده الخبرة والمهنية والتاريخ وثقة المشاهدين، خاصة أننا نعمل في مهنة بلا ضمانات، ومن الممكن أن تحد نفسك فى منزلك فجأة دون عمل وهذا حدث مع عدد من الزملاء، لذلك عليك أن تؤمن مستقبلك في المدخرات، وأعتبر نفسي وغيري في الإعلام "أوجري على باب الله".

هل تقبل المقدمات الطويلة للمذيعين على الشاشة والتي تستمر أكثر من نصف ساعة دون وجود ضيف؟

ـ الإعلام ابن بيئته، ونحن في مجتمع لا يقرأ وبه نسبة أمية كبيرة وهناك اعلاميين يريدون شرح وتوضيح الأمور بالتفصيل، ولكن في الحقيقة هم لا يقومون بتقديم صورة نموذجية ولا مهنية في الشرح والتوضيح، بل اعتمدوا على الصوت العالي.

ماذا عن فكرة صناعة نجوم وتصديرهم للمشاهد فجأة ؟

ـ غلط .. لأن الإعلام مهنة تراكم ولا يصح أن يحدث ذلك، (مينفعش تجيب شخص من لا شئ وتطلعه على الناس فجأة وتفرضه على الشاشة)، خاصة أن الإعلامي يجب أن يكون مثقفاً وواعياً ولديه خبرة وتدريب طويل إضافة إلى أنني أرى وجوب كون المذيع عمل صحفياً من قبل وهذا بصراحة شديدة، حتى يتمكن من التعرض للشأن العام والحديث بمعرفة وتجارب.

متى يصبح الإعلام عبئاً على الدولة ومتى تصبح الدولة عبئاً على الإعلام؟

ـ يصبح الإعلام عبئاً على الدولة عندما لا يعرف أين تقف الدولة الآن وما يدور في محيطها الإقليمي، وحجم التهديدات وحجم ما تنجزه للمواطن، أما الدولة فتصبح عبئاً على الإعلام عندما تزداد محظوراتها وتفرض سيطرتها وينكمش الإعلام وتنقص الحريات، (الإعلام حرية).

في حال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ماذا ستطلب منه وماذا ستقول له عن الإعلام؟

ـ سأطلب منه عمل حوار صحفي على أرضية "المصري أفندي"، وأطلب منه الحريات للإعلام وتوسيع هامش الحرية داخل جميع المؤسسات الإعلامية، لأن من صميم الحفاظ على الأمن القومي المصري ودواعي استقراره وجود إعلام حر مسؤل.