الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

عند الحفرة التاسعة بملعب الجولف.. كواليس صفقة ثلاثية بين ترامب ونتنياهو وأردوغان

الرئيس نيوز

كشف كتاب نُشر مؤخرًا يتناول السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاصيل جديدة حول كيفية قيامه بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإطلاق سراح مواطنة تركية كانت محتجزة في إسرائيل، كجزء من صفقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإطلاق سراح القس الإنجيلي الأمريكي المسجون في تركيا.

وجاء إطلاق سراح المواطنة التركية إبرو أوزكان البالغة من العمر 27 عامًا في يوليو 2018 بعد يوم من مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو، تمت خلالها مناقشة الموضوع. 

وفي كتابهم الجديد بعنوان "عبقرية مستقرة للغاية"، وصف مراسلا "واشنطن بوست" كارول ليونيج وفيليب روكر بالضبط كيف تطورت الصفقة مما يلقي المزيد من الضوء على العلاقات بين ترامب ونتنياهو وأردوغان.

ووفقًا للكتاب، تبلورت الصفقة عندما التقى ترامب بأردوغان في قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل في أوائل يوليو 2018. وخلال اجتماعهما، طلب أردوغان من ترامب الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح أوزكان، التي تم اعتقالها قبل عدة أسابيع من هبوطها في إسرائيل واتهامها بتهريب أموال وهاتف خلوي إلى حماس، في المقابل وعد أردوغان ترامب بأنه سيفرج عن أندرو برونسون، القس الأمريكي الذي اعتقل في تركيا.

ويدعي الكتاب أن ترامب وإردوغان أبرما الصفقة وبعد بضعة أيام، نقل ترامب طلب الرئيس التركي إلى نتنياهو. "في 14 يوليو، بينما قضى ترامب عطلة نهاية الأسبوع في منتجعه للجولف في اسكتلندا، وقرر في منتصف لعب جولة الاتصال بنتنياهو"، وكتب المؤلفون: "أحضر مساعدوه هاتفًا آمنًا إلى حيث وقف عند الحفرة التاسعة الأمامية بملعب الجولف. اتصل ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي وطلب منه إطلاق سراح أوزكان. اعترف نتنياهو بأنه لا يعرف شيئًا عن المرأة وأن اسمها لم يسجل لديه".

واتهمت أوزكان بتهريب مبلغ صغير نسبياً من المال - عدة مئات من الدولارات – وواجهت تهمة "غسل الأموال" لصالح حماس ولكن لم تحظَ محاكمتها في محكمة عسكرية سوى تغطية إعلامية قليلة في إسرائيل. قد يكون هذا هو السبب في أن نتنياهو فوجئ بطلب الرئيس الأمريكي. ومع ذلك، اكتب ليونيج وروكر، "وافق على النظر في الأمر والمساعدة في تسريع إطلاق سراحها".

"في اليوم التالي، 15 يوليو، تم إطلاق سراح أوزكان"، وفقًا للكتاب، "لقد سافرت من إسرائيل إلى إسطنبول، حيث قابلها الصحفيون وأعربت عن امتنانها لأردوغان"، ويربط الكتاب بين إطلاق سراحها وبين المحادثات الجارية بشأن القس الأميركي، وفي منتصف أغسطس، خرج ترامب عن صمته وقال علنًا: "لقد أطلقنا سراح شخص ما من مكان ما، وقد حدث ذلك فعلًا"، مطالبا الرئيس التركي بالقيام بالتزامه في إطار الصفقة والإفراج عن القس الأميركي.

استغرق إتمام الصفقة شهرين آخرين، وف يأكتوبر 2018، تم إطلاق سراح برانسو من الإقامة الجبرية التي فرضت عليه في تركيا، وعاد إلى الولايات المتحدة. وكانت محطته الأولى بعد العودة إلى الولايات المتحدة، الاجتماع مع ترامب ونائب الرئيس مايك بنس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بحضور زعماء إنجيليون بارزون يدعمون ترامب.

وكان الإفراج عن القس الأميركي دافعًا قويًا لمكاسب حقيقية أحرزها الحزب الجمهوري في انتخابات الكونجرس النصفية في نفس العام.