الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صحيفة أمريكية تجيب.. لماذا يسارع السيسي لاحتضان الشباب؟

الرئيس نيوز

أثارت صحيفة "كريستشن ساينس مونيتور" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الخميس، سؤالاً حول أسباب مسارعة الرئيس السيسي لاحتضان الشباب.

 وأوضحت الصحيفة في بداية تناولها أن دافعها الرئيسي لتقديم إجابة هو أن شباب أي أمة هو مستقبلها وجزء من رأس مالها خاصة في بلد كمصر لا يزال ناميًا وبه عدد كبير من الشباب، ما يجعل من توفير احتياجات الشباب فرصة لخلق حصن وحصانة ضد عدم الاستقرار.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يترأس الاقتصاد الأسرع نمواً في الشرق الأوسط، وأن السياحة تزدهر، والإرهاب ينحسر بمعدلات ملحوظة، كما أن البناء أصبح في كل مكان وثقة المستثمرين تعود باضطراد. وهناك طاقة واضحة وثقة تشع من شوارع القاهرة. ثم لا يكل الزعيم المصري ولا يمل ولا يهدأ في ملف الشباب.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن سبب ذلك هو أن أكثر من نصف سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون - حوالي 52٪ - تقل أعمارهم عن 25 سنة، في حين أن ثلثيهم تحت سن الثلاثين ويبحثون عن وظائف ومنازل في وقت ما زال الاقتصاد المصري يتعافى.

وأمام حقيقة أن مليون شاب يحاولون دخول سوق العمل كل عام، صرح الرئيس السيسي مؤخراً أمام مجموعة من المراسلين الأجانب قائلاً: "إنهم يريدون منزلاً، يريدون الزواج، يريدون تربية الأطفال.. فكم ستكون التكلفة في البلدان المتقدمة للغاية؟ كم عدد الوظائف التي تحتاجها لتوفير كل ذلك؟ هل يمكن أن تفعل ذلك، لمليون شخص؟ وهنا يكمن التحدي الذي تواجهه مصر.

وأضاف تقرير الصحيفة: "مع أخذ هذا الماضي القريب في الاعتبار واندلاع ثورات الربيع العربي، فإن السيسي، الذي تميزت فترة ولايته بالاستقرار، لوحظ أنه يسارع إلى تقديم احتضان حار للشباب المصري لتفادي أي اضطرابات محتملة وأي ظروف قد تضر بالاستقرار".

الانتعاش الاقتصادي

توج الشهر الماضي بانتعاش ملحوظ لمصر، التي واجهت قبل ثلاث سنوات فقط تضخمًا بنسبة 30٪، وبطالة 20٪ ، وأزمة ديون وهجمات إرهابية مدمرة عبر سيناء وحتى في القاهرة نفسها. وارتفع  إجمالي الناتج المحلي في مصر بنسبة 5.8٪ في عام 2019، من 3٪ عندما أدى السيد السيسي اليمين الدستورية في عام 2014. وانخفض التضخم إلى 2.7٪ في نوفمبر، وهو أدنى مستوى منذ ثورة 2011. ولكن هذه الأرقام لا تحكي القصة بأكملها.

في حين ارتفع الناتج المحلي الإجمالي، لا يزال الفقر ولا تزال البطالة على رأس التحديات وفقًا لعمرو عدلي، الخبير اقتصادي وأستاذ مساعد بالجامعة الأمريكية في القاهرة: "في مصر، لا يزال عدد السكان ينمو، والأغلبية لا يزالون يحصلون على التعليم العالي، ولكن الاقتصاد لا ينمو بوتيرة سريعة بما يكفي لخلق فرص عمل للشباب وهذه مهمة ليست بالسهلة."

تقوم الحكومة الآن بطرح سلسلة من الحوارات الشبابية والمنتديات والبرامج الاجتماعية والاقتصادية التكنوقراطية لمعالجة تلك التحديات وإبراز نواياها الطيبة.

مؤتمر الشباب

من بين مظاهر احتضان الرئيس السيسي للشباب جاء "منتدى شباب العالم" كظاهرة صحية ومستمرة، وهو تجمع سنوي لمناقشة التحديات والشواغل التي يواجهها الشباب في مصر والعالم العربي وإفريقيا وما وراء ذلك من بنات أفكار الرئيس المصري نفسه.

في المنتدى، الذي عقد في مدينة شرم الشيخ على البحر الأحمر، رأس اللجان والمحادثات مع الشباب الذين تتم دعوتهم من مختلف أنحاء العالم. من بين القضايا التي نوقشت: الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، العملة المشفرة ، والأمن الغذائي. 

ولكن أكثر من مجرد فكرة، فإن السيسي مشارك نشط. وفي منتدى 2019 في الشهر الماضي، كان الرئيس المصري يجلس في الصف الأول، يدون الملاحظات ويطرح أسئلة استكشافية للمتحدثين والجمهور الشاب. كما أنه لم يضيع أبدًا فرصة للتأكيد على أهمية الاستقرار.

وعلى هامش المؤتمر استعرض وزراء الحكومة مشاريع تتراوح من مصانع الوقود الحيوي بمشاركة الخريجين وطلاب الجامعة ورواد الأعمال المصريون الشباب.

ويقول خالد السيد، مؤسس شركة ناشئة تم تسليط الضوء عليها في منتدى الشباب: "الحكومة تشجع وتفتح الأبواب أمام رواد الأعمال الشباب". وأضاف: "إنها بيئة مختلفة تمامًا عما كانت عليه قبل بضع سنوات".

الدور الأبوي

أحد هذه البرامج هو مبادرة "مودة" التي تعزز أهمية الزواج بين الشباب المصري. لخفض معدلات الطلاق المتزايدة، تهدف إلى تعليم الشباب كيفية "اختيار الشريك المناسب". مشروع آخر، هو برنامج فريق القيادة الرئاسية (PLP) ، الذي يديره مكتب السيسي، يدرب القادة الشباب المحتملين في العلوم الاجتماعية والحكم لإعداد كوادر شابة للمناصب التنفيذية.