الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

"علّقت خبر موتي على الحائط".. قصة رحيل كاتب شاب في معرض الكتاب

الكاتب الراحل ومجموعته
الكاتب الراحل ومجموعته القصصية الجديدة

الشاعر أحمد عايد: خليفة كان يعاني من مشكلات في القلب

في حوالي الثامنة إلا الربع، مساء أمس، نشر الكاتب محمد حسن خليفة، فقرة من مجموعته القصصية الجديدة "إعلان عن قلب وحيد" التي يشارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ حيث بدت كأنها نبوءة بما سيحدث له بعد ساعات.

كانت الفقرة من قصة بعنوان "روحي مقبرة" يقول فيها: "علَّقت خبر موتي أمامي على الحائط، كل صباح ومساء كنت ألقي نظرة عليه، لأطمئن أن ورقة الجرنال التي كُتب فيها الخبر بخط كبير، وصفحة أولى، بعيداً عن الوفيات، ما زالت سليمة، وتستطيع أن تقاوم معي الأيام القادمة".

بعد ساعتين، في العاشرة مساءً، شارك الشاب العشريني صورة لغلاف المجموعة وكتب: "تصبحوا على خير". وفي الصباح، عندما استيقظ اليوم، أعاد نشر واحدة من "الميموريز" الخاصة به ليوم 23 يناير 2019، وكانت صورة ظهر فيها مع مجموعة من رواد معرض العام الماضي، وكتب عليها: "صباح النور".

بعد ذلك، ذهب "خليفة" إلى المعرض في مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وهناك التقى أصدقاءه مُمنِّين أنفسهم بالجولة المنتظرة كل عام بين الكتب الجديدة.

يقول صديقه الشاعر أحمد عايد: "شاف مجموعته القصصية واطمأن عليها، ثم ذهب ليشتري بعض الكتب من جناح هيئة قصور الثقافة".

هناك فوجئ من كانوا معه بسقوطه مغشيًا عليه. يستكمل "عايد" لـ"الرئيس نيوز": "فجأة أُغمى عليه. بسرعة أجروا له إسعافات أولية، لكنها لم تأت بفائدة".

سريعاً نقله أصدقاؤه إلى المستشفى الجوي التخصصي بالقاهرة الجديدة. وفي الطريق سارع هؤلاء لنشر الخبر على "فيسبوك"، مطالبين من يعرف أحدا من أهله أن يتواصل معهم. لم يكن

يتابع أحمد عايد: "بمجرد ما وصلوا اتأكدوا إنه مات". ويؤكد ما خمّنه كثيرون من وحي كتابات الشاب المتأثرة بالموت و"القلب الوحيد": "خليفة كان عنده مشاكل في القلب من الأساس".

بعد تأكد خبر وفاته، سيطر الحزن على جميع أصدقائه ومن كانوا يعرفونه عبر "فيسبوك". وانتشرت سريعاً فقرته التي نشرها بالأمس، واعتبرها الجميع دليلاً على أنه "كان حاسس" بنهايته.

كان "خليفة" أيضاً ينتظر مشاركته في ندوة الأحد المقبل، لمناقشة رواية "المدينة الخاوية"، الصادرة عن دار العربي، للكاتب جاري ريموند، بترجمة سيد عمر.

لكنه لن يستطيع الحضور، ولن ينفذ ما اتفق عليه مع أحد أصدقائه الذي كتب ينعيه "كنا ناويين نخربها في المعرض يا محمد. الله يرحمك".

يشار إلى أن محمد حسن خليفة هو كاتب وقاص ومؤلف مسرحي، من مواليد الجيزة، 6 أبريل 1997، تخرج في كلية الزراعة جامعة عين شمس، ويكتب في أكثر من موقع إلكتروني، ومجلة وجريدة ورقية.