الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مؤتمر برلين يتوعد منتهكي وقف إطلاق النار في ليبيا

صورة جماعية للمشاركين
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر برلين

ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن مؤتمر برلين فيما يتعلق بالشأن الليبي عقد العزم على تقييد تحركات الفصائل المتحاربة في البلاد، وكذلك مؤيديهم الأجانب، ويتجه المؤتمر إلى فرض عقوبات على الأطراف التي يكتشف انتهاكها لوقف إطلاق النار، وهو ما تنص عليه مسودة بيان القمة.

وتمت الدعوة إلى القمة المنعقدة في برلين بهدف الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه روسيا وتركيا قبل أسبوع، واستئناف المحادثات حول حل سياسي لما أصبح حربًا بالوكالة.

وتصاعد العنف في أبريل من العام الماضي عندما اعتزم الجيش الوطني الليبي تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات المتطرفة التي تسيطر على حكومة فايز السراج، وقد أدى الاقتتال إلى وفاة المئات وتشريد 150 ألف شخص، معظمهم من الأطفال، داخلياً منذ ذلك الحين، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة.

يبدو أن وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا قد استمر لعدة أيام، لكن الجيش الوطني الليبي انسحب من محادثات وقف إطلاق النار في موسكو بهدف دراسة شروط المقترح في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي وتم إطلاق نار كثيف بعد أيام. 

وقال مصدر مطلع على مؤتمر برلين لشبكة سي إن المشير خليفة حفتر والسراج كانا في القمة لكنهما لن يلتقيا وجهاً لوجه. بدلاً من ذلك، سيكون وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بمثابة وسيط بينهما في قلب الصراع.

وجاء في مسودة البيان "ندعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى فرض عقوبات مناسبة على أولئك الذين يتبين أنهم ينتهكون ترتيبات وقف إطلاق النار وعلى الدول الأعضاء تطبيق ذلك".  ةوصل المشير حفتر إلى فندقه في برلين مساء السبت قبل القمة.

ويعبر البيان عن التزام "بالامتناع عن التدخل في النزاع المسلح أو في الشؤون الداخلية لليبيا" ويحث جميع الجهات الدولية الفاعلة على أن تحذو حذوها. كما تدعو المسودة جميع الأطراف إلى الامتناع عن مهاجمة المنشآت والبنية التحتية النفطية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يمكن نشر القوات البريطانية في ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار، إذا تم الاتفاق عليه رسمياً.

‏وشددت المسودة على ضرورة نزع سلاح الجماعات المسلحة والميليشيات في ‎ليبيا وإدماج الأفراد المناسبين في مؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية، إضافة  اتخاذ خطوات موثوقة لتفكيك الجماعات المسلحة والميليشيات من قبل جميع الأطراف.

وتحدث جونسون عند مدرج المطار عند وصوله لحضور القمة، فقال "هناك حجة لنا لفعل ما نقوم به بشكل جيد للغاية، وهو إرسال الخبراء لمراقبة وقف إطلاق النار"، لكنه حذر من أنه لا يرى وقفًا لإطلاق النار في الوقت الراهن. واضاف: "هذا ما نناقشه اليوم". 

ودعا جونسون إلى إنهاء العنف في ليبيا، وأظهر الدعم للعملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة في البلاد، ودعا إلى وحدة الصف للمضي قدماً وجمع شتات ليبيا معًا تحت إشراف الأمم المتحدة. وأضاف: "نريد أن تكون لدينا عملية سلام تقودها الأمم المتحدة لوقف هذا التناحر".

واجتذب الصراع في ليبيا عدة جهات أجنبية. قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اللذين أبدت بلدانهما دعمهما للجيش الوطني الليبي  وكان من المتوقع أن يحضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساندًا للسراج.

ويحضر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو المحادثات، رغم أن السياسة الأمريكية تجاه ليبيا غير واضحة. وصرح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية للصحفيين بأن الولايات المتحدة تعتقد أن "جميع القوات الأجنبية يجب أن تكون خارج ليبيا".

وقال المسؤول "هذا صراع على مستوى المنطقة يتوسع ويظهر بشكل متزايد مثل سوريا ولهذا السبب يجتمع المجتمع الدولي بأسره في ألمانيا."

وأضاف: "لكنني أعتقد أن الأمر معقد للغاية بحيث تكون لدي توقعات معتدلة ونحن نمضي في هذا المسار". 

وفي مقابلة مع بيكي أندرسون من سي إن إن، قال ممثل الأمم المتحدة غسان سلامة إن الولايات المتحدة "لم تختار بعد موقفها بشأن ليبيا، لكن الملف الليبي لا يبدو أولوية عليا لدى صناع القرار في العاصمة واشنطن". 

وردد فحوى مسودة البيان، واشتكى من العدد المتزايد من الجهات الفاعلة الأجنبية في الصراع. وقال سلامة: "الكثير من الناس يتدخلون في ليبيا، وشعوري هو أنك إذا تدخلت، إذا انخرطت، من أجل دعم خطة عمل الأمم المتحدة ... فأنت مرحب بك. إذا كان الأمر ينطوي على تعطيل خطة الأمم المتحدة، فأنت غير مرحب به".