الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أكاذيب أردوغان وأجداده مع ليبيا (2): سلب ونهب وتهجير.. وثورات مستمرة ضد الأتراك

أردوغان
أردوغان

"إن نصرة أحفاد أجدادنا في شمال إفريقيا تأتي على رأس مهامنا".. هكذا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أمام برلمان بلاده، أول أمس، مطلقا أكاذيب جديدة اعتاد عليها هو وأجداده العثمانيون.

واللافت أن "وهم السلطنة" يختلط عند أردوغان بالحقائق، فيريد لي عنق التاريخ وما قاسته الشعوب بسبب أجداده ليخدم أطماعه الجديدة حاليا.

في السطور التالية، سنتعرض لمزاعم أردوغان عن تاريخ ليبيا، لنكشف أن ما حدث لم يكن "فتحا إسلاميا" كما يدعي، وإنما احتلال عثماني عسكري لـ"طرابلس" كما كانت ليبيا تسمى في ذلك العصر.

سنعتمد هنا على كتاب "تاريخ ليبيا.. من منتصف القرن السادس عشر حتى مطلع القرن العشرين"، للمؤرخ الروسي نيكولاي ايليتش بروشين، وترجمة الدكتور عماد حاتم.

بعد أن تحدثنا في الحلقة الأولى عن قصة دخول الأتراك ليبيا أو "طرابلس الغرب"، سننتقل هنا إلى أفعال هؤلاء الغزاة. مع سكان البلد الأصليين.

لم يستغرق الوقت الكثير حتى واجه الأتراك الثورات والتمردات على وجودهم، ومنها ثورة أحد المرابطين ويدعى يحيى بن يحيى، الذي حاول إخراج الأتراك بالتعاون مع مالطة لكن خطته فشلت.

كان الغزاة يعيثون في ليبيا فسادا من خلالهم جنودهم المعروفين باسم الإنكشارية. يقول المؤلف: "كانت التشكيلات المكونة من 20 إلى 30 شخصا تتجه بدعوى حفظ الأمن إلى القرى والقبائل وتسلب السكان، أما القبائل التي ترفض دفع الضرائب فكانت تتعرض للنهب العلني فتنزع منها الماشية والممتلكات المنقولة ليُعاد بيع ذلك كله لأصحابها بأسعار مضاعفة".

ويضيف كاشفا عن الوجه القبيح لهم: "أظهر الإنكشارية تفننا منقطع النظير في قضايا استنزاف النقود والماشية من السكان. وهذا الاضطهاد الذي بلغ أشد ذراه حدة في نهاية القرن السادس عشر أوصل السكان إلى ترك مواطنهم والهجرة إلى مناطق أخرى".

ويشير مؤلف الكتاب إلى أن أعداد كبيرة من العرائض والتظلمات التي تحمل الشكاوى من استبداد الإنكشارية وصلت إلى السلطان العثماني في إسطنبول، لكن الضطهاد والجور لم يتوقفان.

ويلفت إلى أن الرحالة المغربي حاجي خليفة الذي زار طرابلس بين 1589- 1590، صوّر كراهية الطرابلسيين الحارقة للأتراك الذين كانوا يجردون الأهالي من الأرض والمسكن.

بسبب كل هذا، كان الأهالي على استعداد للالتفاف حول كل إنسان – مرابطا كان أم قائدا محليا أم حتى مغامرا – يرفع راية النضال ضد الأتراك، مشيرا إلى أن "الثورات كانت تتلو بعضها".

ويسجل أنه "بين 1600- 1606 قاد الثورة من يُسمى بعبد الصمد وبعد ثلاث سنوات اشتعلت ثورة النبال، وكان مثل يحيى بن يحيى، مرابطا، ولكن تم القبض عليه مع أفراد جماعته برشوة من الأتراك ثم أعدم".

ويختم في هذا الشاأن بأنه "في فترات الثورات كانت طرابلس تتحول إلى "جزيرة" بالنسبة لبقية مناطق البلاد، فتقطع عن بقية المناطق التي يرفض أهلها دفع الضرائب".