الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«ضبّاط مفصولون ودواعش».. كل شيء عن «سادات» ميليشيا أردوغان في ليبيا

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة "أحوال" التركية تقريرًا صباح اليوم، كشفت عن وجود ميليشيا لأردوغان شبه العسكرية تدعى SADAT في ليبيا منذ سنوات، وقالت الصحيفة إن اتفاق التعاون العسكري بين تركيا وحكومة السراج الموقع في 27 نوفمبر يتضمن أحكامًا بشأن "الضيوف"، الأمر الذي أدى إلى تساؤل أحزاب المعارضة التركية عما إذا كانت شركة المقاولات الدفاعية الخاصة " SADAT"، وهي عبارة عن ميليشيا وتتستر خلف شعار شركة استشارات من ضمن الجماعات المدنية التركية التي يتم نشرها في ليبيا التي مزقتها الحرب.

قدمت الرئاسة التركية اقتراحًا إلى البرلمان للموافقة على نشر القوات في ليبيا، مع أمل حزب العدالة والتنمية الحاكم في التوصل إلى مشروع قانون قبل نهاية عطلة البرلمان في 7 يناير.

وذكر أوتكو ساكسروزار، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية: "لا توجد اتفاقيات أخرى وقعتها تركيا مع دول أخرى، تتضمن مثل هذا التعريف الضمني المفتوح". وتساءل السياسي التركي: "من هي منظمات الدفاع والأمن المذكورة في مذكرة التفاهم، ومن الذي يسيطر عليها؟".

ومع ذلك، فإن شركة الاستشارات الدفاعية التركية "س ا د ا ت"، التي أسسها العميد التركي السابق عدنان تانريفردي، شوهد في ليبيا منذ أكثر من مرة. وذكرت الشركة التي تشرف على إدارة الميليشيا شبه العسكرية التابعة للرئيس التركي على موقعها عبر الإنترنت قيام الشركة بتنفيذ مشاريع دفاعية في ليبيا منذ في مايو 2013، عندما قام تانريفردي بزيارة طرابلس "لتحديد احتياجات القوات المسلحة الليبية الجديدة"، والمقصود بالطبع القوات التي يستعين بها السراج في طرابلس.

كانت شركة "س ا د ا ت" تقدم التدريب والمعدات للجماعات المسلحة في سوريا منذ 2011، لذا اهتمت دمشق اهتمامًا كبيرًا بأنشطة ميليشيا أردوغان على الأرض وعدتها أحد مظاهر التدخل التركي السافر في الشأن السوري.

وكانت التقارير قد ذكرت أيضًا أن ضباط الجيش التركي السابقين في "س ا د ا ت" كانوا يتألفون أساسًا من خبراء حرب خاصين تم فصلهم من الجيش بسبب ميولهم المتشددة.

وقضى تانريفردي، وهو أيضًا كبير المستشارين الأمنين للرئيس أردوغان، معظم حياته المهنية في إدارة الحرب الخاصة بالجيش التركي. ثم شغل لاحقًا منصب رئيس رابطة المدافعين عن العدالة  (ASDER)، التي شكلت أساس ميليشا "س ا د ا ت".

واحتل تانريفردي عناوين الصحف الأسبوع الماضي خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي عندما قال إن شركته تمهد الطريق لظهور المهدي المنتظر. وقال كبير المستشارين العسكريين لإردوغان إن العالم الإسلامي سيتحد تحت قيادة المهدي.

وكتب مايكل روبن، المسؤول السابق في البنتاجون، في عام 2017: "من الواضح أن ميليشا "س ا د ا ت" تتبع وتنفذ أجندة أردوغان دون قيود كأنها كيان حكومي". وأضاف روبن، وكذلك الآخرون في وسائل الإعلام الدولية، إن "س ا د ا ت" لعبت دورًا نشطًا في قمع محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو 2016 في تركيا. وقال روبن أيضًا إن ميليشيا أردوغان تلقت تمويلًا من الحكومة التركية لتدريب حوالي 3000 مقاتل أجنبي سيتم نشرهم في سوريا وليبيا.

كان تنظيما داعش والنصرة من بين الجماعات التي قدمها “ س ا د ا ت” لها التدريبات العسكرية، بحسب روبن. وقال زعيم حزب المعارضة - يمين الوسط ووزير الداخلية السابق ميرال أكزينر في يناير 2018 إن ميليشا “س ا د ا ت” أدارت معسكرات تدريب في وسط الأناضول، "ويشاع أنها مسؤولة عن خلق الفوضى في تركيا خلال الانتخابات في يونيو من نفس العام.

وردت “ س ا د ا ت”، بصفتها شركة تركية مسجلة قانونًا على اتهامات مسؤول البنتاجون السابق روبن قائلة إن تصريحاته جاءت بسبب صلته بحركة فتح الله جولن، مستشهدة برفض محكمة أنقرة التحقيق في المعسكرات التي ذكرها أكسينر.

كما ذكرت الشركة أن أياً من موظفيها لم ينسق مع بعضهم البعض على الرغم من أنهم كانوا في الشوارع ضد محاولة الانقلاب "مثل كل شخص تركي وطني"، وأنه "لم تكن هناك أعمال تم تنفيذها من قبل “ س ا د ا ت” في تركيا أو في بلد آخر خلال أي عملية انتخابية ".

نقطة خلاف رئيسية أخرى هي تورط "س ا د ا ت" في فرق "أسد الله"، وهي قوة عمليات خاصة كانت ناشطة خلال النزاع الحضري في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية في عام 2015 وتم الاستشهاد بها في تقرير للاتحاد الأوروبي حول تركيا باعتبارها مسؤولة عن "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" بما في ذلك القتل العمد للمدنيين".

وأنشأت "س ا د ا ت" سلسلة من القواعد في منطقة مرمرة شمال غرب تركيا لتدريب قوات المعارضة السورية المناهضة لبشار الأسد، وكانت واحدة من هذه القواعد على الأقل في محافظة كوجيلي تابعة سابقًا للبحرية التركية، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة أيدينليك التركية عام 2012. وتنفى "س ا د ا ت" هذا الادعاء.

لم ينكر تانريفردي دعمه للجيش السوري الحر المناهض للأسد ودعا في عام 2012 تركيا إلى السماح بفتح سفارة وبعثة دبلوماسية لقيادة الجيش السوري الحر وإصدار جوازات سفر دبلوماسية للأفراد العسكريين والمدنيين التابعين للجيش السوري الحر.

ومع ذلك، هناك مزاعم بأن العلاقة تمتد إلى ما وراء الجيش الحر وتشكل دعما لتنظيم القاعدة المرتبط بجبهة النصرة. وتحدث تانريفردي في فبراير بالتفصيل عن حلمه بإقامة دولة إسلامية كونفدرالية تضم 61 دولة ذات أغلبية مسلمة، وضعت في ثماني مجموعات حسب العرق والموقع، خلال مؤتمر الاتحاد الإسلامي الدولي الثاني، بدعم من مركز أبحاثه الاستراتيجي للمدافعين عن العدالة (ASSAM)، وقال: "يجب على الدول الإسلامية أن تنشئ وزارات للوحدة الإسلامية تجتمع بانتظام لمناقشة كيفية قيام اتحاد فيما بينها".