الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

الدكتور طارق فهمي يكتب: مقترح إنشاء "جامعة دولية" لشباب العالم في مصر

الرئيس نيوز


نجحت الدولة المصرية في نقل رسالة إلى العالم باهتمامها بقضايا الشباب، وأولوياته وحساباته وتقديراته، وقد تم إعداد جيل جديد من الشباب المصري الواعد، عبر البرنامج الرئاسي، إضافة إلى قيام أكاديمية الشباب بتدريب العديد من الشباب والدعاة وشرائح أخرى متعددة، ونجحت مؤتمرات الشباب في تحقيق معادلة إيجابية مهمة بالنسبة لاهتمام الدولة بالشباب، والذين تم تعيينهم في بعض المحافظات استمراراً لترجمة فلسفة التعامل مع الشباب على جميع المستويات.

الحقيقة أن النخبة التي تمثل الشباب في هذه المجالات وغيرها باتت واقعاً متميزاً ومتفرداً يمكن البناء عليه في الفترة المقبلة، اعتماداً على جهود متنامية خلاقة وجهد مخطط يُحسب للبعض بالأساس، خاصة أنه انتقل من المحلية إلى العالمية عبر التعامل مع الشباب في افريقيا وآسيا ودول العالم، بما يؤكد أن الفكرة المصرية انتقلت إلى العالم رؤية أكثر واقعية واهتماماً حقيقياً بالشباب المصري والدولي باعتباره من يقود العالم ويؤثر في سياساته، ويتطلب تبني مواقف محددة ومباشرة خاصة أن المنتديات الدولية المتخصصة باتت تراقب وتتابع وترصد الإنجاز المصري الكبير في الاهتمام بقضايا الشباب، خاصة مع الإقبال الكبير من الشباب على السعي للانضمام إلى البرنامج الرئاسي، وبأعداد كبيرة، وهو ما تطلب تطوير وتنمية الإنجازات والطموحات التي تحققت وأشاد بها الجميع بصرف النظر عن بعض التحفظات التي تساق في إطار الالتحاق بهذه الأنشطة والانخراط في مجالاتها.

 لهذا فقد آن الأوان لانتقال من الداخل إلى الخارج، ومن المحلية إلى العالمية، ليس من خلال دعوة الشباب العالمي للمشاركة في المؤتمرات الشبابية فقط، والتي أنجزت الكثير للدولة المصرية، ووضعت مصر في خريطة المنتديات الدولية المتخصصة إلى العمل على إنشاء وتأسيس جامعة دولية للشباب، تكون معنية بالدراسات المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتنمية وريادة الأعمال والابتكار والمشروعات المتخصصة، إضافة لتناول العلوم الاجتماعية والتطبيقية، ويكون تمويلها مصرياً وعالمياً من خلال ربط الجامعة المصرية للشباب بأكاديميات الشباب في العالم، والهدف الرئيسي سيكون تخريج شباب مؤمن ببلاده على أن يضع نصب عينيه كيفية مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الدولة الوطنية، وعلى أن تكون مجالات الاهتمام للجامعة المصرية للشباب كل العلوم العصرية غير الموجودة في الحقل العلمي واتباع أساليب وأنماط معاصرة، يمكن لدول صديقة وشقيقة المساهمة مع مصر خاصة مع التركيز على الجانبين الروسي والفرنسي  خاصة أن هناك انفتاحاً مصرياً لافتاً على المدرسة الفرنسية، ما برز عند انشاء الأكاديمية للشباب، والتي باتت صرحاً جيداً للتعليم والتدريب .

إن إنشاء جامعة دولية للشباب في مصر، خطوة مهمة في ظل تأكيدات القيادة السياسية على ضرورة تحصين الشباب المصري والعالمي من خطورة الاختراق الفكري والتغلغل الخارجي، ما يتطلب مواقف مسئولة وإجراءات وتدابير محددة، ومن خلال أسس علمية وأكاديمية تشمل الشباب المصري والعالمي معاً، وبحيث يكون للدولة المصرية السبق في طرح وتنفيذ هذه الخطوة بعد أن قطعت مصر شوطاً كبيراً في الاهتمام بقضايا وأولويات الشباب في مصر والعالم، ومن ثم فإن إنشاء جامعة دولية لشباب العالم خطوة رئيسة ومهمة لإدخال كل المقترحات والأطروحات الواردة من قطاعات عدة مع تنفيذ التوصيات المهمة والمتميزة التي تخرج بها مؤتمرات الشباب تباعاً والتي نفذ من خلالها الكثير من الأفكار.

الحقيقة أن هذه الجامعة الدولية المقترحة بعلومها ومجالات اهتمامها ستكون منطلقة من أرضية مصرية عالمية ومن خلال جدول أعمال ومهام حديثة غير مسبوقة، وبالتالي ستكون قبلة لشباب العالم بأكمله للدراسة والبحث وهو ما يعطي مصداقية دولية لما تقوم به مصر وأصبح واقعاً نفتخر به ونقدمه للعالم على أنه ترجمة حقيقية لرؤية القيادة السياسية وقراءاتها الواعية للمتطلبات التي يحتاجها قطاع الشباب، ليس فقط في مصر وإنما في العالم بأجمعه.