الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

محمد عبدالعزيز يكتب: 2020 عشرية جديدة في دراما القرن! (1-2)

الرئيس نيوز


من مفارقات تاريخ هذا القرن، أنه في كل عشرية يخبئ لنا تغيرات درامية كبرى، بل يمكن القول إن دراما التاريخ دارت دورتها منذ النصف الثاني للقرن السابق، وإذا أعدنا عجلة الزمن للوراء سنرى من العبر ما يكفي لأن يتعظ الجميع، ولكن خلق الإنسان نسّاياً وجهولاً!

العشرية الأولى (٢٠٠٠م – ٢٠١٠)

بدأت دراما القرن بحادث ١١ سبتمبر الإرهابي، وهو الحادث الذي زلزل المنطقة ولا تزال تبعات الزلزال المدمر حتى الآن، صاحبت موجة التدخل الأمريكي العنيف في أفغانستان والعراق، وسقوط بغداد ٢٠٠٣ ، ونظرية الفوضى الخلاقة، انطلاق زواحف الأرض من تيار الإرهاب المتأسلم، فلا يمكن أن تربي وحشاً في بيتك دون أن يمسسك سوء، فمن الاعتماد على "المجاهدين" الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي في آواخر القرن العشرين، وبرعاية كاملة من أجهزة المخابرات الأمريكية، وبدعاية وتبرعات من كل فج عميق، وبدعاء على منابر الكذب والنفاق لولي النعمة الأمريكاني، "اللهم أنصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان والشيشان"، ولم يكن الدعاء إلا في حقيقته: "اللهم انصر حلفاء أمريكا ضد الاتحاد السوفيتي في كل مكان"!، ولأن الذئب كان قد توحَّش، ولاقى ذلك رغبة لدى الأمريكان لدخول المنطقة بالقوة العسكرية، كانت سقوط بغداد، وفوضتها غير الخلاقة، والوهم الأمريكاني في نشر الديمقراطية بأسلحة المارينز!، فلا ديمقراطية انتشرت، ولا دماء توقفت، ولم تشهد المنطقة العربية منذ ذلك التاريخ إلا فوضى لا تخلق إلا دماراً، ولم تنه إلا استقراراً!.

ووسط إقليم ملتهب، كانت مصر في عز أزماتها الداخلية، نظام شاخ على مقاعده، وتصلبت شرايينه السياسية، وقفز إلى السطح رجال السيد جمال مبارك الوريث المنتظر، وتصاعد الحديث عن صراع الحرس الجديد والحرس القديم، وتيار إخواني كامن تحت السطح، يتلقى أمنياً بعضاً من الضربات، ويعقد سياسياً بعضاً من الصفقات، فدانت له القرى والنجوع، بمشايخ الزوايا والجوامع الصغيرة، تمكن بصفقات مع رجال الحكم من الحصول على مقاعد برلمانية ملموسة، في برلمان ٢٠٠٠، وصلت لـ ١٧ مقعداً، ثم بصفقة كبرى وفي سياق سيناريوهات الفوضى غير الخلاقة حصل الإخوان على ٨٨ مقعداً في برلمان ٢٠٠٥، ومع صعود رجال الوريث المنتظر للساحة، وإقصاء وتهميش الحرس القديم أصحاب الخبرات السياسية، جرى العبث بالدستور، وتعديله تفصيلاً لإتمام عملية التوريث، وبرنامج غير مدروس للخصخصة شرد آلاف العمال، وأنهك الصناعة المصرية التي كانت في أضعف حالاتها، لمصلحة توكيلات تجارية ينعم بثرواتها رجال الوريث، وأديرت انتخابات ٢٠١٠ بأسواء طريقة ممكنة، وبطريقة صفقات البزنس الذي عُرفت به هذه المجموعة، جرى التخطيط لانتخابات برلمانية ليفوز بها الحزب الحاكم بكل المقاعد إن أمكن، وبعمليات تزوير فجة فاضحة، وهكذا كانت نهاية العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، غليان داخلي وسط إقليم ملتهب، ولم يدرك أحد خطورة الموقف، وقوبل الغضب الشعبي باستهزاء رسمي على طريقة "خليهم يتسلوا!"، فكان الانفجار في وجه الجميع!

وللحديث بقية