الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«إسرائيل في 2019».. شلل سياسي يعطل آلة القتل.. وخبراء: الاحتلال فشل في تمرير صفقة القرن

الرئيس نيوز

عانت إسرائيل خلال العام الحالي 2019 من عدد من الانكسارات والخيبات على المستوى السياسي الداخلي كان أبرزها الفشل في تشكيل حكومة جديدة عقب إجراء انتخابات الكنيست مرتين الأولى في الـ 9 من أبريل والثانية في الـ 17 من سبتمبر في نفس العام 2019، الأمر الذي انتهى بحل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة في مارس المقبل 2020، وبدت إسرائيل مشلولة الحركة ومقسمة بين طرفين متعارضين.

وتظل إسرائيل عالقة في حكومة انتقالية منذ ديسمبر 2018، الأمر الذي سيطيل أمد المأزق إلى حد كبير، وخلال هذا الوقت من الجمود، تجنبت الحكومة الإسرائيلية القيام بعمليات عسكرية كبرى ولم تتمكن من الموافقة على الميزانية العسكرية من بين القضايا المالية الأخرى ذات الأولوية العالية.

ورغم أن الفاصل بين الجولتين لا يزيد عن 5 أشهر، إلا أن مراقبين يرون أن الأمر كان كافياً لإحداث تغييرات نسبية في المشهد السياسي الإسرائيلي بصفة عامة ولعرب 48 بصفة خاصة.

ويرى آخرون أنه لا جديد وأن كل من "تحالف اليمين المتطرف" بزعامة بنيامين نتنياهو، وتحالف "أزرق أبيض" بزعامة بيني جانتس وجهان لعملة واحدة.

الدكتورة منال مرسي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر، قالت لـ"الرئيس نيوز": "إسرائيل شهدت في عام 2019 أزمات متتالية سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، بدأت بموجة من الصراعات السياسية بين الأحزاب الإسرائيلية، أدت إلى الفشل المتواصل لنتنياهو ومنافسه جانتس في تشكيل حكومة إسرائيلية بعد جولتين من الانتحابات البرلمانية، وما زال الفشل يسيطر على الأحزاب الإسرائيلية، وتنتظر إسرائيل في عام 2020 إعادة الانتخابات في الثاني من مارس المقبل للمرة الثالثة في أقل من عام، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يخرج نتنياهو، من المشهد السياسي تمامًا، بعد أن تولية رئاسة الوزراء لأربع  فترات، عانى فيها المجتمع الإسرائيلي من الفساد والعنصرية أدت لخروج الإسرائيليين في مظاهرات حاشدة، تطالبه بالاستقالة، بعد إدانته بقضايا فساد.

وأضافت مرسي، "تأزم الوضع داخلياً في عام 2019 حيث شهدت إسرائيل مظاهرات "الحريديم" رفضًا للتجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وانفجرت مظاهرات يهود الفلاشا، احتجاجًا على عنصرية الشرطة الإسرائيلية بعد مقتل يهودي من أصل إثيوبي على يد شرطى إسرائيلى، مشددة على أن تفاقم العنصرية أدى إلى زيادة الصراع الداخلي بين طوائف المجتمع.

وتابعت مرسي، على صعيد الصراع الإسرائيلي العربي، فشلت إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية، رغم الدعم الأمريكي المستمر، وكشف عام 2019 عن وهم صفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قوبلت برفض عربي وفشلت قبل أن تولد. كما فشلت إسرائيل في التخلص من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حيث جددت الجمعية العامة للأمم المتحدة التفويض لها لمدة ثلاث سنوات أخرى، رغم المعارضة الأمريكية والإسرائيلية لذلك. كما فشلت إسرائيل في قمع الفلسطينين في غزة التي ظلت قنبلة موقوتة، تمثل تحديًا للاحتلال. فضلاً عن ذلك فشلت إسرائيل  في التعتيم على جرائم الحرب التي ترتكبها في حق الفلسطينيين،  حيث قررت المحكمة الجنائية الدولية في 2019 فتح تحقيق في الجرائم الحرب الإسرائيلية في الآراضي الفلسطينية المحتلة.

بدوره قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عمرو زكريا، لـ"الرئيس نيوز" 2019 عام مليئ بالخيبة على المستوى السياسي لجميع القوى السياسية الإسرائيلية على السواء، مشيراً إلى أن الفشل في اختيار رئيس حكومة بعد إعادة الانتخابات مرتين، فضلاً عن فشل نتنياهو في تشكيل حكومة تساعده على التخلص من شبح السجن الذي يطارده. وخيبة الأحزاب اليمينية المتشددة لعدم نجاحهم في تشكيل حائط صد منيع في وجه الأحزاب العربية واليسارية. وخيبة يسارية في عدم النجاح في تشكيل حكومة. ناهيك عن ملف قطاع غزة وعدم نجاح الحكومة في تحقيق الأمن المنشود لسكان المستوطنات المحيطة بالقطاع.

ويؤكد المفكر الفلسطيني، عبدالقادر ياسين أن الانتخابات الأخيرة أظهرت أن الشارع الإسرائيلي بدأ يميل للتغيير وباتت لديه الرغبة برؤية قيادة جديدة، حيث أسفرت الانتخابات الأخيرة عن حدوث تجاوب نسبي من الشارع الإسرائيلي لصالح تكتل "أزرق - أبيض" واتساع رقعة الخلاف والافتراق بين نتنياهو كزعيم كارزماتي والشارع اليميني بصفة عامة بسبب أكاذيبه وألاعيبه الشخصية.

وأضاف ياسين، "الانتخابات الأخيرة شدت الانتباه وأحدثت تغيرا في رؤية الكتل السياسية الإسرائيلية بمختلف اتجاهاتها لأهمية الصوت العربي في المشهد السياسي والبرلماني الإسرائيلي، كما ارتفعت نسبة الناخبين اليهود الذين صوتوا للقائمة العربية المشتركة، وحدوث مشاركة واسعة في الانتخابات من قبل عرب 48 وخاصة في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، وزاد عدد مقاعد القائمة المشتركة الأمر الذي عزز من مكانتها كقطب أساسي في المعادلة الإسرائيلية لا يمكن لأي جهة تجاوزها.

في المقابل ترى الباحثة في الشؤون الإسرائيلية، ناريمان ناجي، أن إسرائيل واجهت فشلاً داخلياً فقط تمثل في عدم المقدرة على تشكيل الحكومة إلا أنها استطاعت تحقيق إنجازات سياسية غير مسبوقة على المستوى الإقليمي والدولي.

وأضافت قائلة: الإنجازات الإقليمية تمثلت في الخطوات، مؤتمر العاصمة البولندية وارسو نظمته الولايات المتحدة الأميركية وحضرته إسرائيل لمواجهة إيران وجاء الحديث في المؤتمر أن التهديد الحقيقي في المنطقة من جانب إيران وليس إسرائيل وهذا إنجاز كبير لتل أبيب.

وأكدت ناجي، أن إسرائيل على المستوى الدولي حصلت على قرارين أميركيين غير مسبوقين الأول فرض السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، والثاني الذي ضربت به جميع المواقف الأميركية الثابتة تجاه المستوطنات الإسرائيلية وهو تأكيد شرعية المستوطنات وسياسة الاستيطان وأن الحل القانون لن يقدم أي نتيجة لأن هذه مستوطنات مدنية.

وتابعت ناجي: "على المستوى الـفريقي وأميركا اللاتينية وبعض الدول الآسيوية الكبرى مثل الهند والصين واليابان قامت إسرائيل بتنمية وتقوية علاقاتها بشكل غير مسبوق على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي والدفاع والأمن".