الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خبراء: انتخابات فلسطينية من دون توافق ستعُمّق الانقسام

الرئيس نيوز


أثار إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نية السلطة إجراء الانتخابات الفلسطينية التشريعية، وتكليفه رئيس لجنة الانتخابات المركزية بالاتصال وبشكل فوري مع الفصائل والجهات المعنيّة، من أجل التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية، على أن تتبعها الانتخابات الرئاسية بعد بضعة أشهر، تساؤلات مشروعة عن مغزى إجراء الانتخابات في هذا التوقيت، على الرغم من حالة الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني؟ وهل ستسمح إسرائيل بإجراء الانتخابات في هذا التوقيت الدقيق الذي يشهد أزمة سياسية عنيفة في الداخل الاسرائيلي على وقع اجراء الانتخابات التشريعية الثالثة في أقل من عام؟ 

الخبير في الشؤون الفلسطينية والاسرائيلية، نائب مدير تحرير الاهرام، خالد الأصمعي، قال لـ"الرئيس نيوز" في البداية يجب ايجاد بيئة سياسية ومؤسساتية حقيقية على الساحة الفلسطينية، حتى يتمكن من خلالها الفلسطينيون من التعبير عن رأيهم فيمن يمثله. مضيفاً: "من الغريب الاستغراق في دوامة الخلافات على أمور إجرائية وبديهية، خاصة ما يتعلق بالأسس التي يفترض أن تجري بموجبها هذه الانتخابات، حيث يتمحور الخلاف بشأن إجراء الانتخابات حول أمور لا صلة لها بالعملية الانتخابية نفسها، بل هي في صلب الخلاف القائم في الساحة الفلسطينية".

بدوره، قال رئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والاسرائيلية في مركز "دراسات الشرق الأوسط"، الدكتور طارق فهمي لـ"الرئيس نيوز" سيخسر الفلسطينيون في فتح وحماس إن راهنوا على تأجيل الانتخابات لحين موافقة الحكومة الاسرائيلية المنتهية ولايتها على هذا الإجراء الخاص بالفلسطينيين أنفسهم، وكذلك موافقة الأطراف الإقليمية العابثة بالوطن الفلسطيني بأكمله وليس بغزة فقط، وهي أطراف تسعى للدخول على الخط، بل وربما تطالب بالتصويت في الانتخابات بديلاً عن الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع.

أما الخبير في الشؤون الاسرائيلية، أيمن فرج فقال لـ"الرئيس نيوز" هناك احتمال كبير أن لا تجرى انتخابات، فالسلطة الفلسطينية في رام الله واسرائيل لا يريدون انتخابات لأنهم يخشون فوز معارضي أوسلو، وكذلك حركة حماس والتي من السهل عليها افتعال مشكلة أو أزمة لتكون ذريعة للتأجيل أو الإلغاء وهي عطلت الانتخابات لفترة طويلة من الزمن لحسابات تخصها.

وأضاف فرج، البيئة التي يمكن أن تجري فيها الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة ليست مناسبة لإجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وتتميز بالشفافية وفق المبادئ الديمقراطية المتعارف عليها دولياً، فقد عانى الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة على مدى سنوات من قمع الفصائل واضطهادها وملاحقات أجهزتها الأمنية.

وتابع فرج، البيئة الداخلية الفلسطينية بحاجة إلى تأهيل من أجل أن تكون حاضنة جيدة لانتخابات نزيهة وشفافة، وعلى الفصائل أن ترفع كل أساليب القمع والاضطهاد والملاحقة للناس والإعلاميين والمحاضرات والندوات واللقاءات التلفزيونية والإذاعية.

ويرى المؤرخ الفلسطيني، عبدالقادر ياسين، أن إجراء الانتخابات يجب أن يأتي عقب إنهاء الانقسام السياسي وليس قبله، قائلاً: "نجاح الانتخابات يجب أن يراعي الظروف الاستثنائية التي تمر بها فلسطين، كوجود الاحتلال الإسرائيلي، وتأثيره على الانتخابات بكل مراحلها بداية من الدعاية والترشيح والنتائج وإمكانية منعها كلية". مضيفاً: "انتخابات دون توافق وانهاء للانقسام ستعُمّق الانقسام، وستخلف نتائج سلبية لن تكون في صالح القضية الفلسطينية، مثل فوز حماس وعدم قبول إسرائيل وفتح بالنتائج، أو فوز فتح وعدم قبول حماس بالنتائج، أو تقارب في النتائج وإبقاء الأمر على ما هو عليه".

كانت آخر انتخابات رئاسية في فلسطين أجريت عام 2005 وفاز فيها الرئيس الحالي محمود عباس، بينما أجريت آخر انتخابات تشريعية سنة 2006، وفازت فيها حركة حماس، وكان من المفروض أن تجرى انتخابات رئاسية عام 2009 وأخرى تشريعية عام 2010 ولكنها تأجلت إلى أجل غير مسمى.

كان مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس قال في تصريح لوكالة "آكى" الإيطالية قبل أيام، إنه "سيكون مستعدًا  للتواصل مع الأطراف ذات العلاقة بشأن الانتخابات في القدس، حال إصدار مرسوم رئاسي فلسطيني بالدعوة لانتخابات".

وأضاف أنه: "في حال إصدار مرسوم رئاسي يحدد الإطار الزمني للانتخابات، سيكون الاتحاد الأوروبي على استعداد للتواصل مع الجهات ذات الصلة لدعم العملية الانتخابية".