الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"جيروزاليم بوست": الأزمة السياسية في إسرائيل لا تقارن بما بعد حرب أكتوبر

الرئيس نيوز

في فبراير عام 1974، وقف موشي أشكنازي، جندي الاحتياط آنذاك العائد للتو من هزيمة نكراء لجيش الاحتلال الإسرائيلي، خارج مكتب رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير في القدس ورفع لافتة كتب عليها "أيتها الجدة، دفاعك فشل و3 آلاف من أطفالك قد ماتوا".

احتج موشي بطريقته على الإخفاقات التي سبقت الحرب وتلك التي وقعت خلالها مع الآلاف في حركة جماهيرية، تسببت في استقالة الحكومة بعد بضعة أشهر وأدت في عام 1977 إلى نهاية قبضة حزب العمال التاريخية على السلطة.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تحليل للأزمة الراهنة في إسرائيل إن اليوم ليس عام 1974، والأزمة السياسية التي أصابت الدولة اليهودية بالشلل منذ العام الماضي لا يمكن بأي حال من الأحوال في العالم مقارنتها بالظروف السياسية التي أعقبت حرب أكتوبر. ففي حرب أكتوبر كان الفشل عسكريًا أدى إلى مقتل الآلاف وكانت الهزيمة من نصيب إسرائيل، لكن ما يحدث الآن هو أزمة سياسية تسببت في عدم الاستقرار السياسي.

ولا يزال الشيء الوحيد المذهل في الأزمة السياسية الحالية "بحسب الصحفية"، هو أنه لم تثر أي حركة عامة جماهيرية كانت هناك مسيرات متقطعة لصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وضده، أو ضده وضد النائب العام والمؤسسة القانونية، لكن أكثر ما اجتذب التظاهرات كان بضعة آلاف من الأشخاص بأجندة حزبية.

لم يبذل أي جهد لحشد عشرات الآلاف من الناس في ميدان رابين في تل أبيب لمطالبة الأطراف بإنهاء المأزق واستكشاف طريق عملي، من أجل الصالح الجماعي، لفعل الشيء الأساسي الذي يجب على الحكومة القيام به من أجل شعبها: الحكم.

هل سيحدث فرقًا، فقد سُئلت زعيمة اليمين الجديد أيليت شاكيد في مؤتمر "جيروزاليم بوست" الدبلوماسي الشهر الماضي، ما إذا كانت الجماهير ستنزل إلى الشوارع رافعةً اللافتات التي تدعو قادتها إلى فعل شيء، معلنة أن الشعب لا يمكن أن يتسامح مع كونه بدون وجود كامل لحكومة عاملة؟، أجابت شاكيد: "أعتقد أن ذلك سيحدث، وسوف يخلق ضغطًا على السياسيين".

وتابعت: أن تلك التجمعات لم تتحقق أبدًا، ولم يتراكم هذا الضغط أبدًا. وهناك العديد من الأسباب المحتملة لعدم ظهور مثل هذه الحركة الجماهيرية. أولاً وقبل كل شيء، كما تتنبأ شاكيد نفسها، فإن الأمر يتعلق بجمهور من يؤمنون حتى النهاية بأن السياسيين سيجدون الحل وأن هذا المأزق سيصل إلى نهاية، لكن الأمر كان مجرد مسألة حافة الهاوية، وفي دقيقة واحدة حتى منتصف الليل قد يستسلم شخص ما وسيتم تشكيل حكومة. وأضافت الصحيفة أن هذا، في الواقع، هو ما حدث دائمًا في الماضي، ويعتقد معظمهم أن هذا سيكون هو ما سيحدث في عام 2019 أيضًا.

سبب آخر أدلت به شاكيد لعدم خروج الناس إلى الشوارع هو شعور أنه في عصر وسائل الإعلام الاجتماعي إذا كنت تريد الاحتجاج، فأنت تكتب منشورًا سريعًا على فيسبوك أو انستجرام أو تغريدة عبر "تويتر"، لكن هذا لا يفسر الاحتجاجات الكبيرة التي نظمها الإثيوبيون الإسرائيليون بعد إطلاق النار على سليمان تيكا في الصيف، أو من قبل المجتمع العربي في أكتوبر للاحتجاج على العنف المتفشي في الشارع العربي الواقع تحت سيطرة إسرائيل.

تظهر هذه الاحتجاجات الكبيرة هذا العام وحده أن الناس يخرجون إلى الشوارع، لكنهم يخرجون إلى الشوارع عندما يؤثر شيء ما عليهم ويؤثر عليهم بشكل مباشر. احتج كل من المجتمعين الإثيوبي والعربى بشكل جماعي ضد القضايا التي تمس حياتهم مباشرة.

وتوقعت الصحيفة أن هناك طريقة أخرى يمكن أن يشعر بها المواطنون العاديون بعدم وجود حكومة تعمل بكامل طاقتها إذا نظر أحد أعداء إسرائيل إلى الدولة على أنها ضعيفةوالسبب الثالث لعدم وجود حركة احتجاج كبيرة حول هذه المسألة هو اللامبالاة بكل بساطة، بمعنى أن المظاهرات لن تحدث فرقًا. إذا كان التصويت لا يدفع السياسيين إلى تشكيل حكومة، فلماذا يفترض أن تؤدي الاحتجاجات إلى انفراجة؟.

وتابعت أن هذا هو واحد من أكبر الأخطار التي تواجه النظام السياسي المستمر، وما يعكسه عدم وجود أي حركة احتجاج كبيرة في الشارع، شعور متزايد في البلاد بأن النظام ببساطة أخفق وأصبح لا يعمل.