الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الصندوق الأسود للقنوات الفضائية (7)

قصة 900 مليون كانت تخسرها "CBC" في سنواتها الأولى

الرئيس نيوز

 خلال الحلقات السابقة، كشفنا أدق تفاصيل ما جرى في قناة "التحرير" منذ انطلاقها إلى ما وصلت إليه حالياً وتحولها إلى قناة "ten"، وفي الحلقات الجديدة من سلسلة "الصندوق الأسود للقنوات الفضائية"، نفتح ملف أهم شبكتين من القنوات الفضائية انطلقتا في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وهما شبكتا "cbc" و"النهار"، وسنروي الكثير من الكواليس والأسرار الخاصة بتعاقدات اعلامييهم ورؤوس أموال ملاكهم وتفاصيل أخرى كثيرة نكشفها لأول مرة.

لم يكن الاستثمار في الإعلام المصري في أعقاب ما جرى في 25 يناير 2011 أمراً سهلاً، ولم يكن يشجع على إطلاق قنوات جديدة، خاصة أن سوق الإعلانات كان شبه منتهى، بل كانت هناك نماذج ظهرت من قبل ولم تحقق أية مكاسب كما ذكرنا من قبل كتجربة قناة "التحرير"، والتي باعها ملاكها بعد مرور شهور معدودة من انطلاقها، ما يثبت أن الهدف الأول من إطلاق شبكة قنوات "cbc" لم يكن ربحياً على الإطلاق، وما أذكره هنا هو سؤال أحد المتخصصين عندما طلب منه محمد هاني تجهيز براند لشبكة قنوات جديدة، كان الرد عليه أنها شبكة قنوات ملك لرجل أعمال يدعى محمد الأمين، يعمل في مجال العقارات ويعد شريكاً لمنصور عامر في شركات "عامر جروب"، لم يكن الرجل معروفاً في مصر بالقدر الكافي، ما جعل الكثيرين يتشككون في رأس المال.

يأتي ذلك، في وقت كان ملاك "النهار" يسعون لضرب شبكة قنوات "الحياة" التي كان يمتلكها في هذا التوقيت رجل الأعمال السيد البدوي، بعد أن دخلوا في مشكلات وقضايا بعد أن كان علاء الكحكي وكيلاً إعلانياً لـ"الحياة".

أتذكر توقيت انطلاق شبكة قنوات "cbc" عندما حصل رجل الأعمال محمد الأمين على ترددات قنوات "مودرن" وبدأ في ضخ ملايين الجنيهات للسيطرة على السوق بالكامل، بإيعاز من وليد العيسوي الذي كان يسعى للتحكم في سوق الإعلانات في هذا التوقيت، ما جعلهم يقومون بالتعاقد مع عدد من الإعلاميين الذين خرجوا من ماسبيرو في أعقاب ثورة يناير وعلى رأسهم لميس الحديدي، التي كانت تقدم برنامج على شاشة قناة "نايل لايف" بدأوا في التهديد والوعيد خشية جلوسهم في البيت، إلا أن لميس ـ التي كانت الأعلى صوتاً ـ فوجئت بمكالمة من محمد الأمين الذي كان يجهز لإطلاق شبكة قنواته الجديدة، كما تعاقد أيضاً مع الإعلامي خيري رمضان، الذي كان يشارك في تقديم برنامج "مصر النهاردة"، والذي توقف أيضاً.

ساعتها لم يكن محمد الأمين اسماً معروفاً لدى الجميع، فكان الرجل يعيش في الكويت لأكثر من 14 عاماً، ولا علاقة له بالإعلام من قريب أو بعيد، وفجأة عاد إلى مصر وظهر في الصورة وحصل على لقب "امبراطور الإعلام".

ما أكدته المصادر أن محمد الأمين قام بضخ ما يقرب من 4 مليار جنيه في العام الأول لإطلاق شبكة قنوات "cbc"، وبرغم هذا كانت القناة تحقق خسائر بقيمة 900 مليون إلى مليار جنيه سنوياً، فما السبب الذي يجعل رجل أعمال يخسر كل هذه الخسائر..؟ بالطبع هناك أسباب خفية من أجل وضع أجندة خاصة تخدم مصالح من يقفون خلفه ويدعمون سيطرته على الإعلام بالكامل.

في هذه القناة تمت الاستعانة بعدد من العاملين في مجال الإعلام برواتب ضخمة، لا تتناسب مع حجم العمل الذي يقومون به.

كان وليد العيسوي بعد أن اتفق مع علاء الكحكي على أن يكون شريكا في شبكة قنوات "النهار" قد تراجع فجأة وانضم للأمين ليتولى مسئولية التسويق فى شبكة "CBC"ووكالة "فيوتشر ميديا" التى أسسها الأمين كوكيل إعلانى للشبكة، إضافة إلى إنشاء وكالة "aua" الإخبارية

ما قام به العيسوي حينها لا يقل خطورة عما قام به إبراهيم عيسى ومحمود سعد من قبل، ما زاد في إضعاف "ماسبيرو" عن طريق سحب المعلنين والرعاة ما أثر على ماسبيرو لصالح "CBC".

بدأت القناة بخريطة برامجية تضم لميس الحديدي وخيرى رمضان الذى كان يمتلك أسهما بها ومجدى الجلاد وغيرهم من الإعلاميين، وحملت برامجهم بعض الرسائل التي لا تخدم التوجه العام للدولة

كان من الغريب مهاجمة نظام مبارك على الرغم من أنهم كانوا من أشد المدافعين عنه، ومثال على ذلك ما قامت لميس في بداية حلقاتها بالسفر لكشف ممتلكات جمال مبارك خارج مصر، متناسية أنها كانت أحد داعمي فكرة التوريث، كذلك خيرى رمضان الذي بدأ يهاجم النظام السابق ويدافع عن الثورة باستماتة، بعد أن كان من أول المعادين لها أثناء عمله فى برنامج "مصر النهاردة"، وظهرت الصورة الشهيرة لخيري أثناء تقبيله يد الإرهابي الهارب يوسف القرضاوي، بل أن خيري كان وسيطاً لتعاقد "CBC" مع نجله عبدالرحمن القرضاوي لينضم لشلة مقدمي برامج القناة بعقد يزيد قيمته عن 4 ملايين جنيه.

السؤال الذي كان يحير الجميع هل كانت الأموال التي يستثمرها الأمين في الإعلام هي أمواله الخاصة أم بأموال الآخرين، البعض رجح أنها أموال خليجية يقوم بإدارة استثمارها في الإعلام.