الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الضاهر: لبنان يفتقد "عروبة عبدالناصر" وخطاب عون اليوم "مفصلي"

الرئيس نيوز

 قال خالد الضاهر، عضو مجلس النواب اللبناني الأسبق، إن المشكلة في لبنان هي وجود فريقين سياسيين، أحدهما مؤيد من ايران والنظام السوري، والآخر مؤيد من "الفريق العربي"، مشيراً إلى أن الصراع السياسي في لبنان احتدم منذ فترة طويلة، وصولاً إلى تفاهمات "الدوحة" 2008.

أضاف "الضاهر" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" إنه بعد اتفاق الدوحة بدأ لبنان مرحلة الحكومات المشتركة، إلا أن السياسات القائمة أدت إلى وقوع لبنان في عجز مالي يقارب الـ "90 مليار دولار"، وهي ديون أوصلت البلد إلى مأزق اقتصادي جعل الحكومة عاجزة عن القيام بواجباتها.

وتابع "الضاهر": "الشعب اللبناني نزل إلى الشارع مطالباً بإسقاط الحكومة ونهج السلطة القائم على الهدر والصفقات، ومطالباً بإنهاء التراجع الاقتصادي والانهيار الذي يعيشه لبنان"، مؤكداً توحد الشارع اللبناني ولم يعد هناك فريقان سياسيان مثل "8 آذار" المؤيد لسوريا و"14 آذار" المعارض لسوريا والنظام الإيراني والمؤيد للعرب".

أشار "الضاهر" إلى استجابة رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري إلى مطالب المتظاهرين بعد نحو "13 يوماً" من اندلاع الاحتجاجات الشعبية بتقديمه استقالته في ظل رفض كبير لهذه الخطوة من قبل رئيس الجمهورية، ميشال عون، ووزير الخارجية، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إضافة إلى حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتابع "الضاهر": "استقالة الحريري أوقعت السلطة في عجز عندما حاول ممثلوها من رئيس الجمهورية والأمين العام لحزب الله، ووزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر، ورئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل، في ايجاد حل للأزمة الراهنة بالتمسك برئيس الحكومة المستقيلة، سعد الحريري لما يتمتع به من ثقة داخلية وخارجية لتشكيل الحكومة الجديدة".

وأردف "الضاهر": "الرئيس سعد الحريري يدرك طبيعة الشارع اللبناني الرافض للحكومة السياسية ما جعله يتمسك مع الشارع بضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصيين والأكفاء لوقف الانحدار وتلبية لمطالب الحراك الشعبي داخلياً، والدول العربية والعالمية خارجياً التي ترغب في أن يسير لبنان على نهج سياسي سوي يوقف الهدر والانهيار في لبنان".

عضو مجلس النواب اللبناني الأسبق أوضح أن المأزق الآن هو تمسك رئيس الجمهورية و"حزب الله" ورئيس المجلس النيابي وحركة أمل والتيار الوطني الحر بحكومة تكنوسياسية مختلطة من السياسيين والتقنيين وهو ما يرفضه الرئيس سعد الحريري ويعتبره استنساخاً للحكومة التي أسقطها الشارع بحكومة أخرى ستسقط ولن تستطيع وقف الانهيار ولن تحظى بثقة الشعب اللبناني والدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

أضاف "الضاهر" إلى أن الحريري يرى ضرورة تشكيل حكومة مصغرة انقاذية من تكنوقراط تحظى برضى الشارع فينسحب الثائرون من الأرض من جهة ويكسب الدعم العربي والدولي للحصول على مساعدات لوقف الانحدار من جهة أخرى.

 

أضاف "الضاهر": "اليوم يلقي رئيس الجمهورية خطاباً بمناسبة عيد الاستقلال، وسيكون مفصلاً، فإما أن يكون جامعاً في حال استجاب "عون" وحزب الله إلى مطالب الثائرين ومرضياً للدول العربية والدولية وإما سبباً في اشتعال الشارع أكثر، كما حدث في الخطاب الماضي للرئيس "عون" عندما أطل في مقابلة متلفزة وأدت إلى نتائج سلبية".

بشأن تناول تقارير دولية تتعلق بتدخل ايراني روسي بهدف اجهاض الحراك اللبناني، أشار "الضاهر" إلى ما نقلته الصحفية "راغدة ضرغام" من باريس عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن ايران والحرس الثوري الايراني سيتدخلون في لبنان لضرب الثورة والانتفاضة اللبنانية وإخضاع البلد وعدم تحقيق المطالب التي يسعى إليها اللبنانيون بتشكيل حكومة تكنوقراط.

أكمل "الضاهر": "هناك ضغط معلوم في لبنان على الجيش اللبناني من قبل "حزب الله" ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وحركة أمل  لضرب المتظاهرين وإخراجهم من الساحات بالقوة والعنف، إلا أن قائد الجيش متمسك بالقيام بدور ايجابي دون ضرب أو قمع للتظاهرات".

شدد "الضاهر" على أن الوضع ليس بالهين في لبنان الذي ينتظر من أشقائه العرب الوقوف إلى جانبه ووقف الانهيار فيه، ودعمه حتى لا يسقط الهيكل على الجميع، مؤكداً أن المسؤولية الآن تقع على رئيس الجمهورية بصفته حاكم البلد وحامي الدستور والحكم بين الأفرقاء السياسيين وعليه الاستجابة لمطالب الشعب".

وحذر "الضاهر" من انفلات أمني واضطرابات نتيجة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة، التي قد تصل إلى  أزمة فقر ومجاعة حادة جداً خلال أسابيع مالم تتضافر الجهود اللبنانية في الداخل وممارسة الأشقاء مصر والسعودية و العرب جميعاً الضغوط لحماية لبنان واللبنانيون من الفوضى والحرب".

واختتم "الضاهر" أن اللبنانيين يفتقدون للدور العربي المصري والسعودي الفاعل لحماية لبنان والدفاع عنه، وعن عروبته أمام دور ايراني واضح في لبنان والمنطقة، قائلاً: "كان للرئيس جمال عبدالناصر دوراً فاعلاَ وأساسياَ في لبنان، بينما الآن أصبح الدور العربي ضعيفاً وتاركاً لإيران وغيرها ممارسة أدوار غير مقبولة في لبنان والمنطقة".