الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

فشل وعودة إلى المربع صفر.. قمة ترامب – أردوغان لم تحل أي مشكلات

الرئيس نيوز

قال محللون أتراك إن الاجتماع الأخير بين الرئيسين التركي والأميركي في البيت الأبيض لم يساهم في إزالة التوتر في العلاقات الثنائية، بل ساهم في تلطيف مؤقت سرعان ما سيزول دون تسوية أي من المشكلات الرئيسية بين حليفي الناتو.

وقال هالدون سولمازتورك، الذي يرأس ملف مناقشات إنسيك في معهد تركيا للقرن الحادي والعشرين ومقره أنقرة في تصريحات لمجلة "تشاينا داي": "لا أعتقد أن هذا الاجتماع سيكون له أي تأثير كبير، سواء إيجابي أو سلبي على العلاقات الثنائية".

وصرح سولمازتورك لوكالة الأنباء الصينية ((شينخوا)) "ان المشاكل لا تزال كما كانت من قبل".
في محاولة لحل المشاكل المتزايدة في العلاقات الثنائية، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء.

وقال فاروق لوجوغلو، دبلوماسي سابق: "انتهى اللقاء دون إحراز تقدم كبير، لكن القيادتين نجحتا في ترك انطباع مؤقت بالتوافق".

وتوترت العلاقات في السنوات الأخيرة بين تركيا والولايات المتحدة بسبب شراء أنقرة لنظام الدفاع الجوي الروسي؛ طراز S-400، والتقارب بين أنقرة وموسكو ودعم واشنطن العسكري للميليشيات الكردية في سوريا.

وشنت تركيا الشهر الماضي عملية عسكرية عبر الحدود ضد الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا، والتي تعتبرها أنقرة إرهابية، ما زاد من حدة التوتر في العلاقات.

وقال لوجوغلو لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد أعطت الزيارة الزعيمين فترة راحة مؤقتة ومفيدة في الداخل لكنها ببساطة تؤجل اليوم النهائي للحساب الختامي"، مضيفًا أنه لا يوجد أي شيء ملموس يعتبر من مخرجات تلك القمة.

وقال ترامب في كلمته أمام مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة، إن استحواذ تركيا على نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 "يخلق بعض التحديات الخطيرة للغاية" لواشنطن، في حين أن أردوغان لم يتطرق إلى هذه القضية.

وقال بيان للبيت الأبيض في وقت لاحق من اليوم إن العلاقات الثنائية لا تعود لسابق عهدها ما لم تتم تسوية قضية نظام الدفاع الجوي الروسي S-400.

وصرح سولمازتورك، وهو جنرال سابق، أن الطريقة الوحيدة لتركيا لتجنب العقوبات الأمريكية هي عدم تفعيل الأسلحة الروسية S-400.
في رأيه، قد يغير أردوغان الآن موقفه تجاه الصواريخ الروسية. من جانبها، أشارت الولايات المتحدة في وقت سابق إلى أنه قد يكون من المقبول بالنسبة لواشنطن أن يظل نظام الدفاع الجوي S-400 خارج الخدمة.
ومع ذلك، أشار المتحدث باسم أردوغان إبراهيم كالين يوم الجمعة إلى أن موقف أنقرة لن يتغير.
وقال لقناة تي آر تي الاخبارية التي تديرها الدولة "لا يوجد تراجع. ستنشط تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي S-400" مشددا على أن الصواريخ لن تدمج في نظام حلف شمال الاطلسي.
وعلق لوجوغلو قائلاً: "لا يمكن استبعاد إمكانية التوصل إلى حل وسط بشأن قضية النظام الروسي S-400 في اجتماع فردي لاحق بين ترامب وأردوغان".
قال جيم ريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى أنه سيكون من الأفضل لمجلس الشيوخ ألا يقر مشروع قانون العقوبات على أنقرة فى الوقت الراهن وسط محادثات حول الصواريخ الروسية بين الجانبين.
وقال "نعتقد أنه ستكون هناك إجراءات أخرى في وقت قريب نسبيا حول منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400".

وردًا على وصول نظام S-400 إلى الأراضي التركية في يوليو، طردت واشنطن أنقرة من مشروع المقاتلات F-35 الشبح والتي كانت تركيا شريكًا فيه.

كما أوقفت التسليم المقرر لأربع طائرات من طراز F-35 إلى أنقرة، بينما أقر الكونجرس الأمريكي مشاريع قوانين ضد أنقرة منذ يوليو.
وأعلنت أنقرة في أوائل نوفمبر أن تسليم الدفعة الثانية من نظام S-400 قد يتأخر وسط محادثات حول الإنتاج المشترك وتقاسم التكنولوجيا.

وقال سولمازتورك: يبدو أن تركيا قد تتخلى عن شراء الدفعة الثانية من خلال التذرع بمسائل تقنية سوف تدعي أن موسكو لا تفي بها.
خلال المؤتمر الصحفي، حاول أردوغان مرة أخرى إقناع نظيره الأمريكي بالتخلي عن الدعم العسكري للميليشيا الكردية السورية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب (YPG).
ومع ذلك، قال ترامب إن الولايات المتحدة تربطها علاقات قوية مع الأكراد في سوريا وتحدث كما لو أن العملية العسكرية لأنقرة استهدفت الأكراد ككل.

وقال سولمازتورك إن واشنطن تواصل النظر إلى وحدات حماية الشعب كحليف وممثل شرعي في سوريا وليس كمجموعة إرهابية. وقال إن "الولايات المتحدة حصلت على ما تريد"، مجادلاً أن هدف واشنطن الرئيسي هو إثناء أنقرة عن مواصلة العملية العسكرية حتى تتمكن وحدات حماية الشعب من الظهور ككيان سياسي كردي في سوريا.
قبل أيام فقط من مغادرته إلى واشنطن العاصمة، أشار أردوغان إلى أن أنقرة يمكنها المضي قدماً في العملية العسكرية حيث لم تلتزم وحدات حماية الشعب باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته تركيا والولايات المتحدة في 17 أكتوبر. وخلال المؤتمر الصحفي، قال أردوغان إن أنقرة ستواصل احترام الاتفاق مع واشنطن.
ومع ذلك، قد تعيد أنقرة إطلاق الهجوم العسكري إذا ظن أردوغان أنه سيعزز يده سياسياً في الداخل، وفقًا لوجوغلو.

لمعاقبة أنقرة على العملية عبر الحدود، أصدر مجلس النواب الأمريكي قرارات شديدة ضد أنقرة في نهاية الشهر الماضي أحدها الاعتراف بتورط تركيا في الإبادة الجماعية للأرمن في عهد العثمانيين.