السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

سياسيون وأعضاء بـ”مجلس النواب” يجيبون: هل نجح السيسي في التعامل مع الشباب؟

الرئيس نيوز

عادل الزناتي ورانيا حافظ
منذ اندلاع ثورة 25 يناير، والسؤال مطروح بعنف، كيف تستوعب الدولة شبابها؟، وما بين شد وجذب، تنتقل علاقة الدولة بالشباب من مرحلة احتواء إلى نفور، ثم عودة إلى مشاركة يعقبها خلاف، وهكذا.
وفي السنوات الأربع الأخيرة، يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسي، التعامل مع ملف الشباب، بموازنة ما بين “السياسي” و”الأمني”، في مرات يصيب، وأخرى يفسد الوضع المرتبك تحت وطأة الحرب مع الإرهاب، محاولات السياسة، إلا أن جهود الرجل في احتواء من اندلعت على يدهم ثورتي 25 يناير و30 يونيو، لا ينكرها أحد، وهي مازالت مستمرة.
“موقع الرئيس”، استطلع أراء عدد من العاملين بالعمل العام والسياسي، هل نجح السيسي في التواصل مع الشباب؟، أم أن محاولاته ومجهوده، مراوحة في المكان؟.
النائب شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، أحد الشباب المنتخبين على قوائم دعم مصر، قال: “بالطبع استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يرفع أسهمه بين الشباب وبجدارة”، موضحا أن رؤساء مصر السابقين لم يعقدوا تجمعات حوارية مع الشباب كما يفعل هو كثيرا، “وحده الذي أطلق برنامجا للتواصل مع الشباب عبر مؤتمر الشباب السنوي”.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ فعاليات مؤتمر الشباب السنوي المحلي، منذ فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، بحضور شباب من مختلف الأحزاب والتيارات والانتماءات.
وتتضمن هذه الفعاليات مناقشات حيوية مع وزراء ومسئولين، في مقدمتهم السيسي ذاته، ومن المقرر أن يتم ذلك على مستوى دولي، في منتدى الشباب العالمي، الذي تشهد مدينة شرم الشيخ أعماله حاليا.
الورداني أوضح في تصريحات لـ”موقع الرئيس”، أن السيسي قرأ المشهد جيدا، فهو يعلم أن الشباب يمثلون 60 بالمئة من المجتمع المصري، موضحا أن مؤتمرات الشباب التي يعقدها، ساهمت في كسر حاجز الخوف، وسهلت تفاعل المواطنين مع القضايا الملحة، ومناقشة المسئولين فيها.
النائبة سيلفيا نبيل، عضو مجلس النواب عن حزب “المصريين الأحرار”، تؤكد أن “الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أكثر الرؤساء اتصالا بالشباب، والأكثر اهتمامًا بهم”، غير أنها ترى أن “بقية مؤسسات الدولة لا تسعى للتواصل مع الشباب بذات الدرجة التي يسعى بها الرئيس”.
بالمخالفة للورداني ونبيل، يرى محمد سالم، أحد شباب حزب “المصري الديمقراطي الاجتماعي”، الذي تأسس بعد ثورة ٢٥ يناير، أن الرئيس السيسي بعيد عن طموحات الشباب، التي أعلنوا عنها خلال الثورة، وتمثلت في شعارات الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي.
وأوضح سالم “مبدئيا لا يوجد شيء اسمه شباب في المطلق، فالشباب مختلفون، طبقا لتنوع تصنيفهم الاجتماعي والثقافي والتعليمي، وبالتالي علاقتهم أو رأيهم في السلطة أو الدولة مختلف”.
“العلاقة المتوترة بين الشباب والدولة”، كما يصفها سالم، ترجع في رأيه إلى “الإجراءات الاقتصادية الصعبة، التي أثرت سلبا على الطبقة المتوسطة”.
ولا ينكر القيادي الطلابي عبدالله أنور، محاولات الرئيس السيسي فى التواصل مع الشباب، إلا أنه يرى أنها لم تنجح لأن الرئيس تحيط به مجموعة من الشباب، تدعى أنها صنعت الثورة، وأفعالها تناقض تماما مبادئ الثورة.
وأضاف أنور أن “الأهم من مشاركة الشباب في الحكم هو أن يكون هناك تفاعل حقيقي معهم وتقدير لدورهم”، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الشباب القريبين من السلطة يمثلون فئات وشرائح مختلفة من المجتمع، حتى ينقلون الصورة صحيحة للرئيس، وتكون مشاركتهم في صناعة القرار، على نحو حقيقي.
القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي،  محمد عزت، يقول إن هناك شعورا لدى الشباب بأن السلطة تتجاهلهم، ولا تمنحهم فرصة حقيقية للمشاركة في عملية بناء الدولة، وذلك سيكون له تداعيات سلبية متعددة.
وطالب عزت الدولة بـ”التواصل الإيجابي مع الشباب، والعمل على الاستفادة منهم خلال الفترة المقبلة”.
أما القيادي بحزب الوفد، طارق التهامي، يرى أن الدولة تسعى للتواصل مع الشباب، عبر المؤتمرات التي تنظمها للتحاور معهم، فضلا عن تدشينها الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب.
وأشار إلى أن الأكاديمية ستعوض قصور المنظومة التعليمية في مصر، التي كانت تمنع عددا كبيرا من الشباب، من مواكبة متطلبات سوق العمل، موضحا أنها ستعطي فرصة أكبر لجيل الوسط من الشباب داخل الجهاز الإداري للدولة، لتخطي البيروقراطية في الترقي، وستصنع كوادرا شبابية تتولي القيادة، وهو ما يشكل فرصة كبيرة بالنسبة للشباب.
وأضاف أن “الأكاديمية تمثل نقلة نوعية لسد نقص الصفوف الثاني والثالث والرابع، داخل الجهاز الإداري للدولة، وستقضي على الواسطة والمحسوبية، بوضع معايير واضحة لتولي المناصب القيادية”.
من جهته يرى رئيس برلمان شباب القاهرة ، مؤمن ممدوح، أن “الدولة تسعى جاهدة لتأهيل الشباب لسوق العمل”، متوقعاً نجاح الأكاديمية في تدريب شباب مصر على القيادة وخلق جيل قادر على تحمل المسؤولية، بعد أن تجاوزت القيادات سن الستين.