الخميس 09 مايو 2024 الموافق 01 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خبراء لبنانيون: السلطة تريد إعادة إنتاج نفسها بـ "الصفدي" ومحاولاتها ستبوء بالفشل

الرئيس نيوز



 

التصريحات التلفزيونية التي أدلى بها وزير خارجية لبنان، في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، لم ترض طموحات الحراك الشعبي بعدما أعلن موافقة وزير المالية السابق، محمد الصفدي، البالغ من العمر "٧٥ عاماً"، على تولي الحكومة الجديدة على أن تبدأ المشاورات بشأن تسميته خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري الاثنين المقبل.

الموقف الشعبي من تسمية "الصفدي" لم يكن مفاجئاً في ظل مطالبه الواضحة بتشكيل حكومة مستقلة من أكفاء منذ اندلاع الانتفاضة في ١٧ أكتوبر الماضي، ولكن ما أهداف السلطة الحاكمة من تعيين الصفدي.. وما وراء مخاوف الحراك من الوزير السابق؟

أسعد بشارة، محلل سياسي لبناني قال إن رفض الشارع للصفدي يعود إلى أنه جزء من الطبقة السياسة التي لا يرغب اللبنانيون في عودتها مرة أخرى وتشكيل الحكومة الجديدة، ولكن يريدون حكومة من مستقلين أكفاء لإدارة الوضع الاقتصادي ومنع لبنان من الوصول إلى الانهيار، والتحضير إلى انتخابات نيابية مبكرة لاستفتاء الشعب اللبناني، باعتبار أن هذا المجلس فقد شرعيته الشعبية.

أضاف "بشارة" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز" أن من أسباب رفض الشارع للصفدي هو الوزير السابق بشكل أو بآخر حليف للرئيس "ميشال عون"، وقد بدا ذلك خلال حديث وزير الخارجية، جبران باسيل الذي حدد موعد الاستشارات وسمي الصفدي رئيساً للحكومة متجاوزاً بذلك مجلس النواب ورئاسة الحكومة وموقع رئاسة الحكومة وخارقاً للدستور.

أوضح "بشارة": "هذه التركيبة السياسية تريد تجديد نفسها، وفرض حكومة على اللبنانيين تشبه التي أسقطوها برئاسة سعد الحريري، ولذلك فالانتفاضة مستمرة والسلطة باتت مكشوفة بإدارتها للأزمة حيث أن تريد شيطنة الانتفاضة السلمية الرائعة التي عبر فيها اللبنانيون عن رفضهم للوقاع القائم وتجاوزوا كل الحساسيات الطائفية والمذهبية والمناطقية وقدموا أنفسهم للعالم أنهم مواطنون وليسوا مجرد رعايا في طوائف وهو ما يخيف السلطة".

وتابع: "السلطة  تهدف إلى ضرب هذه الانتفاضة بطريقتين، الأولى إعادة أجواء الحرب الأهلية والتخويف من أن التحرك السلمي في الشارع سيؤدي إلى الفوضى، في حين أن هذه السلطة هي من تصنع الفوضى، أما الطريقة الثانية فتشمل التهديد بالعنف والاعتقالات والتعذيب، وهو ما شهدناه في اليومين الماضيين، حيث تم خطف مواطنين وناشطين وتعذيبهم دون أي مساءلة في غياب القضاء".

اختتم "بشارة" أن جميع ممارسات النظام باتت مكشوفة، وستزيد من عزيمة الانتفاضة في لبنان للاستمرار نحو تحقيق أهدافها كاملة.

من جانبه، قال علي الأمين، محلل سياسي لبناني، إنه من الواضح من ردة فعل الشارع اللبناني عموماً وعلى مستوى الانتفاضة تحديداً إنه ضد تسمية محمد الصفدي رئيساً للحكومة الجديدة، انطلاقاً من الموقف المعلن والمطالب الواضحة للانتفاضة أنها لا تريد شخصية ولا حكومة من السلطة أو الفئة الحاكمة، مضيفاً: "الصفدي كما هو معلوم كان أحد الوزراء السابقين إلى جانب اتهامه في قضايا فساد، وبالتالي فإن الموقف الطبيعي أن يكون موقف الشارع هو الرفض، فضلاً عن أن المشكلة الآن في تسمية الصفدي داخل السلطة وليست بين السطلة والانتفاضة".

وأضاف "الأمين" في تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "السلطة لازالت تحاول بأسلوب مكرر وبطريقة مملة بها الكثير من المهازل لأنها مازالت تعتقد أن ثمة إمكانية  لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق، أي قبل 17 أكتوبر الماضي، وهذا واضح في أسلوب تعامل السلطة التي ترفض حتى الآن القيام بأي خطة تعكس أن هناك تغييراً حقيقياً في سلوكها، بما يساعد على ترميم الثقة مع الجمهور، ولكن الواضح من سلوك السلطة في التعامل مع الانتفاضة هو المراهنة على تعب المنتفضين، وعلى أن الساحات ستفرغ إضافة إلى الأساليب القمعية التي تتم في أكثر من منطقة من الجهات العسكرية و الأمنية ضد المنتفضين".

وأوضح "الأمين" أن محاولات السلطة تعكس اعتقادها بإمكانية عودة عقارب الساعة إلى الوراء، مشيراً إلى أن هذا ما يفهمه الشارع، ويجعله أكثر صموداً واستمراراً في انتفاضته، التي تأخذ أشكالاً مختلفة فضلاً عن شعوره بأن المواجهة ستكون طويلة.

واختتم "الأمين": "مادام الهدف السلمي هو الأساس، فإن هناك تسليماً من المنتفضين بأن عملية التغيير لن تكون سريعة، وستمتد إلى فترات طويلة نسبياً لتحقيق هذا التغيير، رغم الصدمة التي أحدثتها الانتفاضة منذ ١٧ أكتوبر الماضي، في المناخ اللبناني العام والذي أربك السلطة وجعلها في وضع غير مستقر وغير قادرة على مواجهة الحراك إلا بسلوك يبدو فيه محاولة، إلا أنه سيبوء بالفشل".