الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الصندوق الأسود للقنوات الفضائية "3"

الإخوان وقناة التحرير.. الظهور الأول لصفوت حجازي

الرئيس نيوز

قبل أن نسرد تفاصيل الأشهر الأولى من انطلاق "قناة التحرير"، نود أن نشير إلى رواية مهمة جداً، بخصوص الشخص الذي كان وراء حصول إبراهيم عيسى وشركائه على التردد الخاص بالقناة على القمر الصناعى نور سات، كانت الصدفة كفيلة بمعرفة هذا الشخص، فى جلسة جمعتنى بصديق ممن عملوا لفترة طويلة فى القناة ومع إداراتها المختلفة والمتعاقبة، وفى نفس الجلسة تعرفت على المهندسة التي كانت أول من تولى الإدارة الهندسية للقناة، وهنا نسجل شهادتها كاملة، وبعض ممن كانوا شهود عيان على ما دار فى الكواليس.

المفاجأة الصادمة أنه منذ اللحظة الأولى للتفكير فى إطلاق "قناة التحرير" كان رجل الإخوان صفوت حجازي أحد أطراف الفكرة، بل أنه حصل بنفسه على تردد القناة من الأردن على "قمر نور سات"، كما قام باختيار التردد ضمن حزمة "قنوات الجزيرة" بالتنسيق المباشر، بهدف رفع نسبة مشاهدة القناة فور انطلاقها لوجودها في نفس حيز قنوات الجزيرة، لا يجب أن تنصدم من هذا الأمر على الإطلاق، فالمفاجآت مستمرة مع صفوت حجازي ودوره في"قناة التحرير" فيما بعد، فكان له ظهور قليل جداً على شاشة القناة، إلا أنه كان يظهر فقط فى المواقف الحاسمة على الشاشة، بل ويتواجد مع بداية تغيرات كل مرحلة من مراحل التغير فى ملكية القناة.

فحينما قام إبراهيم عيسى وأحمد أبوهيبة ومحمد مراد بنقل ملكية القناة رسمياً إلى رجل الأعمال سليمان عامر، وتركوها فارغة تماماً بعد رحيل جميع الإعلاميين عنها، حضر صفوت حجازي جلسة نقل الملكية، بل أجبر محمد مراد على التوقيع، بعد أن رفض أكثر من مرة، مطالباً سليمان عامر بإعطائه أسهماً فى القناة كمؤسس، برغم حصوله على كامل مستحقاته فى بيع الأسهم لسليمان عامر، حتى لجأ الرجل إلى صفوت حجازى، والذي طلب من محمد مراد الحضور وطالبه بالتوقيع على الأسهم كاملة، لتنتقل بذلك ملكية القناة كاملة إلى سليمان عامر.

كانت القناة قبل بيعها مباشرة قد تعاقدت مع حنان ترك لتقديم برنامج اجتماعي ديني، كما تم الدمج بينها وبين قناة "الشباب" الإخوانية، حيث نقلت "التحرير" ترددها إلى قناة "الشباب" المملوكة لرجل الأعمال الاخواني سعيد توفيق، صاحب قناة "الناس"، بعد الاندماج الذي تم بين الشركة المالكة لـ"التحرير" والشركة المالكة لـ"الناس" و"الشباب".

الاندماج تم بعد صفقة بيع حصة إبراهيم عيسى فى "التحرير" التى اشتراها مقابل 5 ملايين جنيه د. نبيل حسن كامل، رجل الأعمال الاخواني، نجل أحد مؤسسي جماعة الإخوان، والشيخ سعيد توفيق، الذي سبق له تقديم عدد من البرامج الدينية.

في 21 مارس 2011، كان أحمد أبوهيبة حرر بصفته المدير العام لقناة التحرير تعاقداً مع شركة "اد لاين" التي كان يرأسها عمرو الفقي، على أن تتولى الشركة حقوق الرعاية الحصرية للقناة لمدة ثلاث سنوات بقيمة 25 مليون جنيه في السنة الأولى و27 مليون ونصف في السنة الثانية و3 مليون في السنة الثالثة، على أن يتم سداد ما يقرب من  مليوني جنيه شهرياً للقناة من قبل الشركة الراعية، ونص التعاقد على أن تحصل القناة خلال 3 سنوات على مبلغ 82 مليون و750 ألف جنيه من الوكيل الإعلاني الحصري لها، بشرط أن تقوم القناة بعمل دعاية إعلانية بقيمة 5 ملايين جنيه في السنة الأولى وتزيد 10% في السنة الثانية، كما تم وضع شرط آخر لم تتمكن القناة من تحقيقه، وهو أن تظل من العشر قنوات الأولى خلال مراكز أبحاث نسب المشاهدة المعتمدة مثل "ابسوس"، كما تم وضع شرط جزائي قيمته 15 مليون جنيه على من يريد فسخ التعاقد.

ثم طلب محمد مراد تغيير بند واحد فقط في التعاقد وهو مدة التعاقد لتصبح سنة واحدة فقط، وبتاريخ 27 سبتمبر من نفس العام تم تحرير ملحق للعقد يتضمن عدة بنود تضمن أن تتحمل الشركة الراعية تكاليف شراء بعض المسلسلات وانتاج بعض البرامج للعرض على شاشة القناة، وهو العقد الذي تم فسخه بتاريخ 4 مارس 2012، بسبب عدم وجود القناة ضمن الـ10 الأوائل في نسب المشاهدة.

هذا التغير في مليكة القناة انعكس هو الآخر على الشاشة، حيث البداية كانت من خلال محمود سعد الذي ظهر في أولى حلقاته يوم 2 مايو 2011، عشية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وخرج سعد يؤكد أن ما جرى لأسامة بن لادن عملية اغتيال واعتبره شهيداً، وكان ضيوف الحلقة إبراهيم عيسى وبلال فضل الذي ظل يجامل عيسى على الهواء على طريقة "التطبيل الواضح"، قبل أن ينقلب بلال فيما بعد على إبراهيم عيسى ويسبه فى أكثر من مناسبة، وادعى الثلاثي أنهم جاءوا لتغيير صورة الإعلام وتحرير العقول، ثم بدأوا يتحدثون عن غياب الجماهير عن الملاعب ورفض الدولة حضورهم للمباريات، والترويج لفكرة أن الدولة هي سبب الأزمات، في حين بدأ عيسى فى إعطاء دروسه "البايخة" في محاولة لتجميل جماعة الإخوان والدفاع عن منظرهم سيد قطب، حينها كان المجلس العسكري يعقد اجتماعات دورية مع بعض شباب الثورة، وهو ما كان يزعج عيسى الذي اعتبر نفسه وصياً على الثورة وحقه أن يكون طرفاً فى هذه الاجتماعات، فبدأ يهيل التراب على المجلس العسكرى ويشكك في شباب الميدان، ويروِّج لنفسه عن طريق عرض تقارير تظهر حصوله على جائزة من الجارديان البريطانية بسبب تمهيده للثورة من خلال عمله كصحفي، ويشير إلى أن من حيثيات حصوله على الجائزة أنه كان مناضلاً ضد نظام مبارك، واستمر الحال على ما هو عليه لفترة طويلة دامت حوالي 6 أشهر متواصلة من السب والإهانة لجميع مؤسسات الدولة دون أي سند قانوني.

فيما كان أول ظهور للإعلامي الراحل حمدي قنديل، والذي لم يستمر طويلاً يوم شهادة المشير حسين طنطاوي في محاكمة مبارك في قضية قتل المتظاهرين، حينها كان هناك قرار بحظر النشر في القضية، إلا أن قنديل كسر القانون واتهم جهات بالتلاعب في الأدلة، وبدأ يتحدث عن فكرة أن هذه الأجهزة أصابت الشعب بخيبة أمل، وروج أنهم أتلفوا الأدلة والشرائط التى تحتوي على قتل المتظاهرين، واستمرت حلقات حمدي قنديل إلى أن جاءت الحلقة التي تسببت في رحيله يوم 24 يناير 2012، عندما تم حذف مشاهد من برومو الحلقة، ليخرج قنديل ويقرر الاعتذار عن الاستمرار.

 


لقراءة الجزء الأول:


لقراءة الجزء الثاني: