الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

لولا دي سيلفا.. بطل الفقراء الذي عاد لـ"يحرر البرازيل من الجنون"

الرئيس نيوز



محمولاً على الأعناق - كما كان قبل سنوات - خرج الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دي سيلفا من محسبه الجمعة الماضية، بعد قضاء سنة ونصف في السجن على خلفية اتهامات بالفساد وتلقي الرشوة، لتستقبله الجماهير التي لقبته بـ"بطل الفقراء" عندما تولى الرئاسة عام 2002.

"سيلفا" الذي اعتقل في أبريل 2018، اعتبر الاتهامات الموجهة له حرباً من "النظام الديكتاتوري"، لتخرجه المحكمة العليا قبل استكمال مدة السجن التي كانت 9 سنوات، ليعود إلى الأضواء مرة أخرى واحداً من قادة أمريكا الجنوبية واعتبر ضمن أكثر الزعماء شعبية في بدايات القرن الحالي.

وُلد لولا دي سيلفا في 27 أكتوبر 1945 لأسرة فقيرة في جنوب البرازيل، ولم يكمل مشواره التعليمي، إذ اضطر بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للعائلة أن يعمل.

في شوارع ساو باولو أصبح "سيلفا" ماسحاً للأحذية، ثم عاملاً في محطة وقود، ثم حرفياً في ورشة، ثم ميكانيكي سيارات وبعدها عمل في بيع الخضروات، قبل أن يدخل مجال التعدين.

في سن الـ19، بينما كان يعمل في مصنع لقطع غيار السيارات، تعرض "لولا" لحادث فقد فيه إصبع الخنصر في يده اليسرى، نتيجة الأوضاع المتردية للعمال، فأوقد ذلك في نفسه الوعي بحقوق العمال والحقوق الاجتماعية للفقراء، فالتحق باتحاد نقابة العمال في البرازيل.

أصبح لولا دي سيلفا نقابياً، وفي أوائل العشرينيات من عمره أصبح نائباً لرئيس نقابة عمال الحديد، ثم انتخب رئيساً للنقابة عام 1978، ليصبح قائداً لنحو 100 ألف عامل برازيلي يعملون في ذلك المجال.

بدأ احتكاك "سيلفا" بالعمل السياسي في عام 1980، إذ أسس حزب "العمل" اليساري في 10 فبراير من ذلك العام، ثم ألقى خطبة في عمال الصناعة في تلك الفترة التي شهدت إضرابًا للمصانع، فاحتجزته الحكومة لمدة شهر، وفي العام التالي أودع السجن لثلاث سنوات بتهمة التحريض قبل أن يُطلق سراحه بعد سنة.

في العام 1986، دخل "سيلفا" عالم السياسة من البوابة النيابية، إذ أصبح نائباً عن مدينة ساو باولو، وبعد ثلاث سنوات، أي عام 1989، ترشح لانتخابات الرئاسة للمرة الأولى وخسر في الجولة الثانية، لكنه أصبح سياسياً بارزاً معبراً عن حزبه الاشتراكي "العمل".

مرة ثانية قرر لولا دي سيلفا الترشح للرئاسة عام 1994 لكنه خسر من الجولة الأولى هذه المرة، ثم أعاد ترشيح نفسه للمرة الثالثة في انتخابات 1998 وخسر من الجولة الأولى، لكن اسمه أصبح معروفاً كقيادي معارض.

في أكتوبر 2002، استطاع "سيلفا" هذه المرة أن يكسب انتخابات الرئاسة بنسبة 62% من أصوات الناخبين، وبذلك كان أول رئيس يساري لجمهورية البرازيل، ثم أعيد انتخابه في دورة 2006، إلى أن خرج من منصبه بحكم الدستور بعد انتهاء ولايته الثانية في الأول من يناير 2011.

خلال وجوده في الرئاسة، عمل "سيلفا" على تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية، أدت إلى انخفاض معدلات التضخم في البرازيل، وتخفيض أعداد الفقراء، إذ تبنى برنامجاً لمساعدة الطبقات الفقيرة، أخرج بها الملايين من تحت خط الفقر، وتبنى سياسة الضرائب التصاعدية، ودعم النظام التعليمي. وبسبب كل هذه السياسات بات لولا دي سيلفا صاحب شعبية جارفة بين المواطنين، ولقبوه بـ"بطل الفقراء".

بعد 7 سنوات من خروجه من السلطة، وفي أبريل 2018، اعتقلت السلطات الرئيس الأسبق لتنفيذ عقوبة السجن 8 سنوات بتهم الفساد وغسيل الأموال، على خلفية مزاعم بتلقيه 3.7 مليون ريال برازيلي وشقة سكنية من شركة هندسية مقابل تسهيل عقود نفط لها.

نفى "سيلفا" ومحاموه الأمر برمته، متهمين النظام الحكام بتشويه صورة "لولا"، لكنه بدأ تنفيذ العقوبة، حتى أُخلي سبيله أول أمس الجمعة، بعد اعتبار المحكمة العليا أنه لم يعد هناك أساس لتنفيذ العقوبة، وخرج "لولا" من السجن بعد عام ونصف ليكون في استقباله حشود من المواطنين وأنصاره اليساريين.

وبعد ساعات من خروجه، قال "لولا" إنه "سيعمل على المساعدة في تحرير البرازيل من الجنون الذي يحدث"، الأمر الذي رد عليه الرئيس الحالي جايير بولسونارو، بسب الرئيس الأسبق قائلا إنه "وغد"، داعيا الشعب إلى دعم السياسات اليمينية للحكومة.