الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الشيخ بيعلم الناس إزاي يقتلوا رؤساءهم!".. هل تنبأ الشعراوي باغتيال السادات؟

الرئيس نيوز


لا يكاد يهدأ الجدل حول آراء الداعية الراحل محمد متولي الشعراوي إلا ويشتعل من جديد بمجرد موقف أو تعليق لأحد المشاهير، الذي يتعرض لحملة هجوم مضادة للدفاع عن الشيخ الذي توفي قبل أكثر من 20 سنة.
كان "الشعراوي" ولا يزال أحد أشهر الدعاة في مصر والوطن العربي، إذ أنه كوّن شعبية جارفة طوال سنوات كان يظهر فيها على التلفزيون الدولة الرسمي لتفسير القرآن، بجانب الاحتفاء به في البرامج الأخرى والمناسبات الاجتماعية والثقافية.
وبجانب دوره الديني المثير للجدل كما نرى حتى هذه اللحظة، فإن الداعية الراحل كانت له قصص متصلة بعالم السياسة، لعل أشهرها سجوده لله بعد نكسة يونيو 1967، لكننا سنسرد هنا قصة له مع الرئيس الراحل أنور السادات، يعتبرها البعض نبوءة من "الشعراوي" باغتيال الرئيس، قبل أسبوع واحد من حادث المنصة الشهير في أكتوبر 1981.
القصة نجدها في كتاب "الشعراوي الذي لا نعرفه"، للكاتب سعيد أبو العينين، الصادر عن "دار أخبار اليوم"، الطبعة الرابعة، نوفمبر 1995، أي في حياة الداعية الراحل الذي توفي في يونيو 1998.
يحكي الشيخ في حوار مع مؤلف الكتاب: "قبل حادث الاغتيال بأسبوع كنت أقدم حديثًا في التليفزيون أشرح فيه الآية التي تقول: "تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير". وأذكر أنني قلت يومها: لا أحد يملك أن يحكم من وراء ربنا، ودون إرادة منه. إن كان عادلا وخيرا فهو جزاء على طاعة عباده. وإن كان مستبدا وغير عادل فهو "تأديب" لعباده".
ويضيف: "قلت: "إتيان" الملك خير.. و"نزع" الملك خير.. فالله ذيّل الكلام بقوله "بيدك الملك". ومعنى ذلك أن إتيان الحكم خير له.. للحكام.. أي مكنه من عمل شيء.. وخير للناس، لأنه جعل الرئاسة والحكم لصالح الأمة.. و"نزع الحكم" خير أيضا.. خير للحاكم لأنه أوقع سيف البغي من يده كحاكم.. وخير للناس لأنه تخفيف عن الناس من المتاعب والشر الذي يلقونه على يد هذا الحاكم".
ثم يأتي إلى الرأي الشائك قائلا: "قلت أيضا إن الحكم يبقي بالهيبة من الحاكم.. هيبة حراسة منه.. فإذا أراد الله نزع الحكم من حاكم فإنه ينزع المهابة من قلب حراسه.. فيوجهون له الرصاص بدلا من أن يوجهوه إلى عدوه".
ولأن الرئيس الراحل أنور السادات كان يشاهد أحاديث "العشراوي" في التليفزيون- حسبما يؤكد الشيخ بنفسه - فإن شاهد تفسيره للآية السابقة وأبلغ صهره المهندس عثمان أحمد عثمان برده على ما قاله الشيخ.
يكمل "الشعراوي" ما حدث قائلا: "بعد إذاعة البرنامج.. اتصل بي المهندس عثمان أحمد عثمان وقال:- يا مولانا.. الرئيس شاف الحلقة وضحك كثيرًا وقال "الشيخ الشعراوي بيعلم الناس إزاي يقتلوا رؤساءهم!".
رد "الشعراوي" على عثمان أحمد عثمان قائلا وهما يضحكان: "أنا بشرح الآية"، وبعد أسبوع وقع حادث المنصة في 6 أكتوبر 1981، واغتيل "السادات" أثناء الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، على يد أفراد من الجيش كانوا ينتمون لجماعات دينية متشددة.
ماذا كان رأي الشيخ الشعراوي في حادث اغتيال الرئيس إذن؟
يجيب: "أنا قلت إن السادات مات شهيدا.. والذين فرحوا في قتله أغبياء". ثم يطرح رأيا قد يختلف معه البعض، فحسب ما قاله، أن "السادات" أقرّ بنفسه أنه شارك في عمليات اغتيال سياسي قبل ثورة 1952، وهو ما يسميه الشيخ "جرائم سياسية"، وبالتالي يكمل قائلا: "فما الذي يمنع أن يكون الله قد قدّر حسناته وأراد أن يذهب بها سيئاته فقُتل ليأذخ أصل الشهادة فتمحوا سيئات ما تقدم".