الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

دبلوماسي: إذا لم تنجح الوساطة الأمريكية في"أزمة سد النهضة" سنفوز بدعمها دولياً

الرئيس نيوز


 

 

قال السفير فوزي العشماوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه من المؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، لن يطلب وساطة أمريكية، فيما يخص سد النهضة الأثيوبي، إلا إذا كان واثقاً من سلامة وقوة الموقف المصري، والأسانيد المصرية في طلب تسوية عادلة للأزمة لا تؤثر على أكثر من "100 مليون" مصري وأيضا على الأخوة في السودان، حيث إنه يوجد مشاكل في بناء السد والهيكل، وليس فقط في التشغيل والإدارة وسنوات الملء.

وأضاف "العشماوي" خلال تصريحات لموقع "الرئيس نيوز": "طلب الرئيس السيسي للوساطة الأمريكية، يؤكد ثقته في قوة وصلابة الموقف المصري، وثقته في الموقف الامريكي، من حيث أنه سيكون عادلاً ومنصفاً، كما يؤكد ثقته في تأثير الموقف الأمريكي وقدرته على الضغط والتأثير على اثيوبيا، لأن التوجه لوسيط معين، يكون من منطلق الثقة في قدرته على إحداث اختراق فعّال والتأثير على الطرف الثاني وسد الفجوة الموجودة في وجهتي النظر بين البلدين".

وأشار العشماوي: "هناك بعض الأصوات المتخوفة والتي تعود بالذاكرة إلى فترة الخمسينات والستينات أثناء فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عندما كان للولايات المتحدة مخططات لبناء مشروعات سدود كثيرة على النيل، في إطار أن مصر عبدالناصر كانت علاقتها غير جيدة مع واشنطن، بعكس علاقتها مع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، إلا أن الظروف الدولية والتوجهات السياسية الأمريكية والعلاقات مع مصر وأفريقيا مختلفة كثيراً الآن، وكذلك علاقة الرئيس السيسي بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جيدة وأتمنى أن يصب ذلك في تناول عادل ومنصف للموقف المصري".

السفير فوزي العشماوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق رفض الدخول في ما إذا كان الموقف الأمريكي سيكون أكثر انحيازاً لمصر أم إلى إثيوبيا، قائلاً إن "الولايات المتحدة كقوة عظمى عادة ما تكون سياستها متوازنة باتجاه المناطق الإقليمية، ولذلك لن تكون علاقتها بمصر على حساب إثيوبيا أو العكس".

وأضاف: "الوسيط الأمريكي سيكون مستنداً على أبحاث ودراسات موجودة بشأن السد، كما أن مصر أوضحت في وقت سابق أن الأطراف المحايدة التي كانت تدرس السد في اللجنة الفنية، حذرت في تقرير من عدة أمور تتعلق ببناء السد، وهو ما قبلته مصر بينما رفضته إثيوبيا، ما يعني أن المنطق المصري يتفق مع المحاذير التي كشفت عنها الأطراف المحايدة، سواء كان البنك الدولي أو الشركات المختصة والمتخصصة في بناء السدود وتنظيم الأنهار".

وأكمل: "إذا لم نستفد بموقف أمريكي واضح لصالحنا، سنكون قد مُنحنا فرصة كبيرة لعرض وجهة النظر المصرية خلال الاجتماع، والتي نأمل أن تكون قوية وأن يكون لدى الجانب المصري عرضاً قوياً بطريقة علمية مقنعة وباترة وحاسمة أمام الولايات المتحدة يتضمن الحجج والبراهين والأسانيد الهندسية والبيئية والزراعية وتأثر المحاصيل في المستقبل وتأثير السد على مصر و السودان، وإبراز خبرة مصر في إدارة السدود كونها تمتلك أكبر مدرسة ري في أفريقيا ومن أكبرها في العالم، تمهيداً للمستقبل في حال لم تنجح الوساطة الأمريكية، لأننا سنكون قد فزنا بالموقف الأمريكي في حال تم التصعيد إلى مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو التحكيم الدولي في محكمة العدل".

واختتم العشماوي: "نأمل خيراً في أن تكون الوساطة الأمريكية نزيهة وعادلة ودقيقة، وتستشرف مخاطر بناء السد بهذه المواصفات، وتأثير سنوات الملء والتشغيل المقترحة من الجانب الاثيوبي على حياة أكثر من "100 مليون" مصري، خصوصاً أن اثيوبيا لن تستفيد من ملء بحيرة السد في 7 سنوات ولن يؤثر بالسلب كثيراً على السد.