الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم التأكيد الأمريكي.. كيف يشكك الدواعش في قتل "الخليفة الإرهابي"؟

الرئيس نيوز



لا تزال المواقع التابعة لتنظيم "الدولة" لا تعلق من قريب أو بعيد على ما أعلنته أمريكا، أمس الاثنين، من أنها تمكَّنت من قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، فيما تشكك وزارة الدفاع الروسية في نجاح العملية، وتصف تفاصيلها بالمتناقضة، الأمر الذي يتطابق هو الآخر مع روايات لشهود عيان، نقلت شهادتهم عبر قنوات على موقع التواصل "تليجرام"، زعمت أن تلك المنطقة يسيطر عليها قائد تنظيم "حراس الدين" فاروق السوري.

 

البداية كانت مع روسيا، إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، بعد ساعات من بيان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: "ليس لدى وزارة الدفاع الروسية معلومات موثوقة عن سلوك الجيش الأمريكي في الجزء الخاضع لسيطرة تركيا في إدلب، خاصة فيما يتعلق بعملية القضاء على الزعيم السابق لتنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي".

أكد كوناشينكوف أن الزيادة في عدد المشاركين المباشرين والبلدان التي يُزعم أنها شاركت في هذه "العملية"، مع كل تلك التفاصيل المتناقضة تمامًا، تثير تساؤلات وشكوكاً مشروعة حول صحة نجاحها". وطالب واشنطن بتقديم أدلة مباشرة على إقامة قائد  تنظيم "داعش" الإرهابي  البغدادي في المنطقة، التي تخضع لسيطرة مسلحي جبهة النصرة.

وحول جدوى العملية، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الإعلان الجديد عن مقتل أبو بكر البغدادي ليس له أي أهمية عملية على الإطلاق على الوضع في سوريا أو على تصرفات الإرهابيين الباقين في إدلب.

كما أشارت الدفاع الروسية في البيان إلى أنه في الأيام الأخيرة لم تسجل أي غارات جوية من الولايات المتحدة أو التحالف الدولي في محافظة إدلب شمالي سوريا.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية في محافظة إدلب، موجها الشكر لكل من روسيا وسوريا وتركيا والعراق على دعمهم لنجاح العملية.

فيما نقلت قنوات على "تليجرام" نفي مصادر محلية في ريف إدلب نبأ مقتل البغدادي على يد قوات أمريكية في بلدة باريشا بريف إدلب الشمالي السبت الماضي. وأكدت تلك المصادر، أن قائد التنظيم الإرهابي لم يكن موجوداً في باريشا، وان تلك المنطقة يقيم فيها زعيم تنظيم "حراس الدين" الإرهابي، فاروق السوري.

وفاروق كان عضواً في جماعة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) سابقًا، لكنه قرر الانفصال عنها؛ بعدما حدث شقاق بينه وبين زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني.

حكت المصادر تفاصيل العملية التي استغرقت نحو 3 ساعات، مؤكدين أنهم شاهدوا قوات خاصة أمريكية وهي تقوم بعمليات إنزال جوي، على أحد بيوت قرية "باريشا"، وبسبب ضخامة القوات أيقنوا أن هناك شخصية مهمة، وهنا تبادر إلى الأذهان زعيم "حراس الدين"؛ إذ تتمركز قواته هناك.

أوضح شهود العيان أن قوات من الجيش الأمريكي يرافقها مترجمون قاموا بالدخول باتجاه أحد المنازل والخيم في المنطقة بعد قصف المنطقة من قبل الطيران المروحي الأمريكي بتمام الساعة 10:55 من مساء السبت.

أضافت المصادر أن "إطلاق نار كثيف شهدته المنطقة لمدة تقارب ٣٠ دقيقة مع استمرار الطيران المروحي في التحليق بأجواء بلدة باريشا شمالي إدلب، وتلى ذلك قيام القوات الأمريكية بتفخيخ المنزل الهدف وتفجيره بشكل كامل بعد انتهاء العملية.

اللافت أن ترامب لم يبث صورًا للعملية أو لجثة البغدادي، ونقلت المصادر عن أشخاص مقربين من عناصر تنظيم الخوذ البيضاء الذين عاينوا الجثث تأكيدهم أن "القتلى تمت تصفيتهم بإطلاق نار مباشر وأن سبب موتهم هو تعرضهم لطلقات متفرقة في الجسد".

يقول الباحث في الحركات الأصولية، مصطفى أمين: "لابد أن يعرض ترامب صور العملية حتى يقطع الشك باليقين، وأنه بعد مقتل الإرهابي الأهم ابو بكر البغدادي نستطيع استشراف العديد من الإرهاصات، بينها أن عملية اختيار خليفة جديد سوف تستغرق بعض الوقت نظراً لتعقيد الحالة التنظيمية لداعش مقارنة بالتنظيمات الجهادية الأخرى، الأمر الذي ربما يعطل إعلان مقتله حتى الآن".

تابع أمين في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "أهمية البغدادي لا تكمن فقط فى شخصه وإنما فى الهالة الروحية الدينية التى اوجدها بإعلان نفسه خليفه للمسلمين وهو ماخلق زعامة دينية تمثل طموح مجنون لكل مهوس بالحالة الجهادية التى تمثل إحياء جديد لما يعتبرونه خلافة راشدة".

أضاف الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية: "تنظيم داعش لديه واقعيآ ١٠ولايات قائمة وعشرات المجموعات الناشطة والنائمة المنتشرة حول العالم وهو يشكل تهديد قائم بالفعل ربما يتطور او ينهار على حسب حال كل ولاية ومدى جدارة القيادة الجديدة، كما أن مقتل البغدادى العراقي داخل سوريا يضعف كلا الولاتين وينقل زعامة وقيادة التنظيم خارج معقله المؤسس العراق والحاضن سوريا إلى معقل جديد غالبا سيكون فى إفريقيا أو آسيا".