الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رئيس حزب النور: قوة الأنظمة تقاس بقدرتها على استيعاب المعارضة.. وفيديوهات محمد علي مؤامرة

الرئيس نيوز

 

إثيوبيا استغلت ثورة يناير لبناء سد النهضة.. والإخوان يكفروننا

المشهد مرتبك.. وقوة الداخل تبدأ بفتح العمل العام

القائمة المغلقة أسوأ نظام انتخابي والمنتفعين أكبر المُسيئين للقيادة السياسية

وصف رئيس حزب "النور" السلفي، يونس مخيون، المشهد الحالي بالمرتبك؛ نتيجة تصاعد نبرة التخوين، مؤكدًا خلال مقابلة أجراها مع "الرئيس نيوز" أن القائمة المغلقة أسوأ نظام انتخابي في العالم، ولم يعد معمول بها حالياً.

تابع مخيون: "الوزراء مجهولون بالنسبة لنا، وأن الحكومة لا تتقشف، رغم أنها دأبت على دعوته إلى الصبر على الدواء المر المتعلق بالإصلاحات الاقتصادية". وفيما يلي نص الحوار.

*كيف ترى تطورات المشهد السياسي حاليًا؟

-أقل ما يُقال فيه أنه ملتبس ومرتبك للغاية، وأنا ممتنع عن الكلام منذ فترة طويلة؛ لكوني لا أريد الدخول في حوارات أو متاهات في ظل ارتفاع نبرة التخوين، فالكلام لم يعد له فائدة.

وما يحدث حاليًا من حلحلة تتلخص في فتح المجال للرأي والرأي الأخر، نود أن يترجم بشكل عملي وهذا لن يظهر إلا في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، من حيث مدى قبول الدولة بفتح المجال أمام الأحزاب السياسية للمشاركة والتواجد في الشارع، أم أنها مصرة على إجرائها بذات النظام الذي أجريت عليه انتخابات البرلمان الماضية، حيث القائمة المغلقة المطلقة، التي تعد أكبر هادر لأصوات الناخبين، فضلًا عن كونها تشجع على استعمال المال السياسي، وتعيد فكرة الحزب الواحد.

فالأمر ليس مجرد كلام وفقط، ففتح المجال؛ للعمل العام يصب في صالح النظام ويعزز من قوته، وليس كما يتصور البعض بأنها تضعفه، ونحن لطالما طالبنا بضرورة وجود مساحة للرأي والتنفيس على الشعب. وكل ما نتمناه أن تقف الدولة بمسافة واحدة من جميع الأحزاب، ولا تنحاز لأحزاب بعينها، لأن ذلك الانحياز يستغله بعض المنتفعين وأصحاب المصالح لتحقيق مكاسب شخصية، وأفعالها تسيء للقيادة السياسية.

*ماذا تقصد بأن فتح العمل العام يعزز من قوة النظام؟

-من الطبيعي أن قوة الأنظمة تقاس بمدى بقدرتها على استيعاب المعارضة السلمية الملتزمة بالدستور والقانون، وبفتح العمل العام والاستماع للأراء كافة، والأحداث التي مرت بها الدولة خلال الفترة الأخيرة تثبت ذلك.

فكيف يعقل أن عددًا من الفديوهات التي بثها المدعو محمد علي من الخارج تحدث كل هذا الجدل، فلو أن هناك مجال لتناول القضايا التي تطرق لها بشكل موضوعي ما كنا تعرضنا لكل هذا الارتباك.

*كيف تقييم أداء الحكومة؟

-ضعيف جدًا، وأنا شخصيًا لا أعرف أسماء الوزراء، وغالبية أفراد الشعب لا يعلمونهم، وهذا دليل على ضعف أداءهم، وعدم حضورهم بما يناسب تطورات الموقف. فنحن نريد حكومة قوية ووزراء يطبقون رؤية واضحة ومستقرة لا تتغير بتغير الوزراء.

ونواب حزب "النور" استشكلوا على بيان الحكومة، وسألوهم عن استراتيجية (2030)، فالحكومة لم تنفذ أي من بنودها. وللأسف كل وزارة لها رؤيتها المنفصلة عن الأخرى، فلا يوجد برنامج يتوافقون عليه.

*كيف ترون تداعيات الإصلاح الاقتصادي على المواطن؟

-من أول يوم لتطبيق تلك الإصلاحات، طالبنا بتوفير برامج حمائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة، وعلى الرغم من أن الحكومة طبقت بعض هذه البرامج، لكن لم تكن كافية.

وأنا لا أرى أن الحكومة تقوم بأي إجراءت تقشف، حتى تكون قدوة للمواطن، وتصله رسالة أن الجميع مشترك في سداد فتورة الإصلاحات. والمصريون واعون تمامًا لما يدور حولهم، ويعرفون من يشاركهم مشاكلهم.

*كيف نظر حزب "النور" إلى المقاطع المصورة التي بثها محمد على من الخارج؟

-هذه المقاطع جزء من مؤامرة كانت تستهدف نشر الفوضى قبل أن تستهدف شخص الرئيس، ونحن رفضنا تلك الفيديوهات، ولابد أن نستفيد مما حدث، بفتح المجال لتبادل الأراء بشفافية، ونفعل دور الأجهزة الرقابية، وأن تعمل الحكومة على التخفيف عن المواطن حتى لا نعرضه لضغوط متواصلة، ثم نطالبه بالصبر والتعامل بحكمة في ظل موجة تشكيك في مؤسسات الدولة.

*ماذا عن شكل قانون الانتخابات المتعلق باستحقاق مجلس الشيوخ والمحليات؟

-نحن لطالما نطالب بأن تكون القوائم الانتخابية نسبية وليست مغلقة مطلقة، وللعلم لم يعد معمول بها في العالم، وهي من أسوأ أشكال القوائم، وهي أهدرت لحزب "النور" في انتخابات البرلمان الماضية، نحو 700 ألف صوت.

أما القوائم النسبية فهي تحفظ لكل حزب نسبته، وتعتبر خير وسيلة للتعبير عن الوزن النسبي لجميع الكيانات والجماعات السياسية المشاركة في الانتخابات. ولا يوجد أي مؤشرات عن شكل القانون المنظم لانتخابات الشيوخ.

*ماذا عن أخبار "الدعوة السلفية" بصفتكم ذراعها السياسية؟

-لا أعلم، فبإمكانك التواصل معهم لمعرفة ذلك فهناك فصل تام بين الحزب والدعوة، فالحزب، له هيكله الإداري المستقل، وعلى الرغم من أننا نعلن مرارًا بأننا حزب ذات مرجعية دينية، إلا أن هناك فصل تام بيننا وبين الدعوة السلفية، وقراراتنا تتخذ عن طريق المجلس الرئاسي والهيئة العليا ثم الجمعية العمومية.

*كيف نواجه الفكر الإرهابي الذي مازال موجودا ففي سيناء؟

-سيناء تتعرض لمؤامرة دولية، فهناك دول تمد "داعش" بالمال والسلاح؛ لاستقطاع ذلك المكان الاستراتيجي من خاصرة مصر الشرقية، ونحن في الحزب لنا رؤيتنا تجاه سيناء فلابد من استيعاب أهلها واستعمالهم في تعميرها، وعلى الرغم من أن التعامل الأمني في ذلك الملف مهم للغاية، إلا أننا نرى أنه وحده لا يكفي لفعل ذلك. فلابد من مناقشة هذا الفكر الشاذ بالحجة الشرعية التي لن تتأتى إلا بإفساح المجال أمام الدعاة الواعين والمخلصين؛ لتفنيد الشبهات التي يثيرها التنظيم.

*هل تتواصلون مع أي من قيادات تنظيم الإخوان؟

-لم يحدث، والإخوان تتبنى خطابًا تكفيريًا ضدنا، فضلا عن اتهامات التخوين، فالإخوان تعتبرنا حاليًا ألد أعدائها.

*إلى أي وضع ترى أن ملف سد النهضة سيصل إليه في ظل التعنت الأثيوبي؟

-قضية خطيرة جدًا، فضلًا كونها شائكة وصعبة، وأثيوبيا تماطل بشكل غير طبيعي، واستغلت ثورة يناير وبدأت في بناء السد لتضعنا أمام الأمر الواقع. وبشكل عام هناك العديد من المعطيات التي لا علم لنا بها، وأن الملف أصبحت مناقشاته بيد الرؤساء، لذلك لا نملك إلا الدعاء بالتوفيق للرئيس خلال جولات المناقشة التي سيجريها في هذا الملف.