الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مدحت الزاهد لـ"الرئيس نيوز": تظاهرات 20 سبتمبر كشفت عن ضعف الحكومة والمعارضة (حوار)

الرئيس نيوز


على السلطة التخلي عن سياسة الصوت الواحد و"أن المعارضة تساوي صفر"
كل الإشارات الإيجابية بخصوص فتح المجال العام لم ترتق إلى مستوى التغيير المنشود


قال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مدحت الزاهد إن تظاهرات 20 سبتمبر التي دعا إليها الممثل المغمور والمقاول محمد علي، كشفت عن وجود بعض طاقات الغضب عند قطاع من الجماهير، وعن انصراف كثير من المتابعين للشاشات عن أجهزة الإعلام، وتوجههم إلى الإعلام الخارجي، كما كشفت عن ضعف المعارضة السياسية في مصر.

أكد الزاهد أن القبض على المتهمين في "خلية الأمل" إشارة صريحة إلى أن مؤسسات الحكم لن تسمح ببناء قوة معارضة مستقلة.

وإلى نص الحوار: 

كيف رأيت التظاهرات المحدودة التي انطلقت في 20 سبتمبر في بعض المحافظات؟

ـ هذه التظاهرات التي كانت محدودة كشفت عن أمور عدة، أولاً عن مشاعر احتجاج عند قطاع من الجمهور، في ظل أن هناك أصوات أنين لم تكن مسموعة أو منتبه إليها، كما كشفت ثانياً عن أزمة "إعلام الصوت الواحد"، بانصراف قطاعات واسعة عن متابعة وسائل الإعلام المصرية وتوجهها إلى الإعلام الخارجي، وهو ما نبهنا إليه دوماً من أن تجريف المجال السياسي يخلق فراغاً تشغله جماعات الإثارة والفوضى والإرهاب بقدر ما يتم حصار المعارضة المدنية وقدرتها على جذب طاقات الاحتجاج إلى مسارات سلمية آمنة، كما كشفت ثالثاً عن ضعف المعارضة، فهي كانت علامة على ضعف الحكومة والمعارضة معا. 

ما الرسائل الإيجابية من الدعوات التي أطلقت من أجل فتح المجال العام عقب دعوات تظاهرات 20سبتمبر؟

ـ بعد ٢٠ سبتمبر ظهرت أصوات تدعو إلى إصلاح سياسي وتخفيف القيود على الحريات، وانعكس ذلك في بعض المقالات والبرامج التلفزيونية، وكذلك في تغيير النغمة من الحكومة داخل مجلس النواب وتوعد المجلس القيام بدوره الرقابي، وظهور الدعوة إلى الحوار مع المعارضة وغيرها من الإشارات الإيجابية، لكنها لم ترتق بعد إلى مستوى التغيير، وما يبدو حتى الآن هو أن التركيز على محاولة احتواء الكتلة الغاضبة.

هل تعتقد أن السلطة جادة في عمل إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية؟

ـ نحن لم نصل بعد إلى مرحلة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الواسعة، نحن في مرحلة الإشارات وإعلانات النوايا، ومن جانبنا نرحب بكل إشارة أو نوايا في اتجاه انفراجة، ونرى أن مصر تحتاجها وتستحقها، وأن كل الأطراف منهكة ومستنزفة في دائرة مفرغة لن تحل مشاكل أي طرف، بل تتركنا للمجهول ولهذا دعونا منذ فترة إلى حوار مجتمعي وطني شامل، صريح وواسع وشفاف، لبلورة حلول يشارك فيها أصحاب المصلحة لما تواجهه مصر من أزمات، هذا الحوار يشمل النقابات والأحزاب والروابط والجمعيات ومراكز البحث العلمي وممثلو الوزارات المعنية بالقضايا التي يدور حولها الحوار.

ما الذي يجب على السلطة القيام به لتحسين الوضع العام وتحريك المياه الراكدة في السياسة المصرية؟

ـ الموضوع يتعلق بالرؤية قبل الإجراءات والخطوات، ولذلك أعتقد أن الأمر الجوهري بالنسبة لمؤسسات الحكم هو التخلي عن سياسة الصوت الواحد، وأن المعارضة تساوي صفر، كما لابد من الاعتراف بالحق في التنوع، والانتباه إلى أن التعددية والتنوع والحق في الاختلاف مصدر قوة وثراء للدولة والمجتمع.

واذا ما تبلورت الرؤية على هذه البوصلة، ستقود إلى خطوات جوهرها إطلاق بعض المحبوسين ورفع القيود عن الحريات وفى المجال الاقتصادي رفع الأجور وصرف علاوات المعاش المستحقة وتطوير خدمات التعليم والصحة، والالتزام بما نص عليه الدستور من مخصصات وتوسيع ودعم شبكة الأمان الاجتماعي وإطلاق الطاقات الإنتاجية للاقتصاد وعدالة النظام الضريبي.

كيف ترى أداء مجلس النواب خاصة عقب التصريحات التي خرجت من قيادته لتنتقد أداء الحكومة؟

ـ لا يزال ضعيفاً بحكم تشكله بنظام "القائمة المطلقة المغلقة"، وهو نظام يُقصي ويُهدر كل الأصوات التي ذهبت لقوائم الاقليات ويهديها لقائمة واحدة، وبالتالي يبعد القوى الجديدة وجماعات التغيير ويحكم بركود المجال السياسي، ويضعف المعركة ضد الفساد، عكس نظام "التمثيل النسبي المفتوح" الذي يمنح كل طرف حصته ويوفر فرص تشكيل مجالس تمثيلية تعكس التنوع المجتمعي وتتيح للقوى المجتمعية جميع فرص المشاركة.

ماذا عن أداء الحكومة؟
ـ الحكومة في الحقيقة تلعب دور سكرتارية وهى لا تستطيع أن تبادر وتعمل بدون تعليمات، ولا تمتلك رؤية صحيحة للمشاكل والأولويات ومصادر القوة والضعف والوزراء يتباهون بأنهم ليس لهم في السياسة وأي حكومة في ظروف مصر الراهنة لا يمكن أن تنجح إلا برؤية تضع في أولوياتها تحقيق الاحتياجات المادية لأغلبية الشعب وإتاحة فرص التعليم والصحة والعمل والحياة الكريمة لأغلبية المواطنين، ورؤية تعمل على توسيع المشاركة وإدراك لقوة وأصالة المدرسة العلمية الوطنية المصرية ولقيمة الديمقراطية ولضرورة إطلاق الطاقات الإنتاجية للاقتصاد ومحاربة الفساد، والحكومة ورغم بعض هذه الانجازات المحدودة متخلفة في معظم هذه المجالات.

ما الرسالة التي تلقيتموها في التيار المدني بعد القبض على أعضاء اللجنة التنسيقية؟ (المهندس يحيى حسين وزياد العليمي وحسام مؤنس.. وغيرهم) 

ـ الرسالة كانت واضحة وهي عدم السماح ببناء قوة معارضة مستقلة لها وزن، مهما تكن قوتها محدودة.
الجديد أن حملات طالت نواب رؤساء أحزاب، وأن الاتهامات الموجهة في حالة عبد الناصر إسماعيل وعبد العزيز الحسيني لم تعد مشاركة أهداف جماعة إرهابية، بل الانتماء إليها، أي أن عبد الناصر إسماعيل وعبد العزيز الحسيني أعضاء في الجماعة الإرهابية وإرهابيين.
برأيك ما الذي يجب أن يتضمنه قانونا المحليات ومجلس الشيوخ؟
ـ الأمر الجوهري في نظم الانتخابات هو إجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي وامتناع أجهزة الأمن عن التدخل لصالح المولاة وإجراء الانتخابات في أجواء انفتاح سياسي مع أولوية لانتخابات المحليات فمصر بلا مجالس محلية منذ أكثر من ١٠ سنوات!
ماذا كنتم تستهدفون من "تحالف الأمل"؟ 
ـ بشكل عام إن التوجه لبناء تحالفات أوسع في إطار برامج مشتركة يعزز فرص التحالف وكل طرف فيه.
ظهر مسعى "تحالف الأمل" في إطار استراتيجية الحركة في العمل في إطار الدستور والقانون وبالطرق الديمقراطية وبالمشاركة في انتخابات النواب والمحليات وغيرها من المؤسسات التمثيلية.
كيف ترد على اتهامات الموالاة للمعارضة بأنها تعارض من أجل المعارضة فقط بدون رؤية سياسية أو بدائل اقتصادية؟
ـ عندما لفقوا لنا هذا الافتراء أعدنا نشر برنامج النقاط العشر، الذي طرحناه في أغسطس الماضي لمعالجة الأزمة التي تفجرت في ٢٠ سبتمبر، وأعدنا نشر البرنامج العام لحزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" الذي بلور رؤيته العامة وبرنامجه الانتخابي الذى طرح رؤيتنا وحلولنا للقضايا الملحة، وسوف نعيد نشر توصيات المؤتمر الاقتصادي الذى عقدناه على مدار ٣ أيام مع أحزاب "التيار الديمقراطي" وعالجنا فيه قضايا الفقر والبطالة والديون والمياه والإسكان والطاقة وتعمير سيناء، وإطلاق طاقات الاقتصاد ونشرنا دراساته وتوصياته وسلمها الزميل على سليمان عضو المكتب السياسي لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي لرئاسة الجمهورية وأخطرتنا بعد شهور أنها أحالته لمجلس الوزراء وسوف يتواصل معنا، ونحن في انتظار هذا التواصل، حيث نعد لثلاثة مؤتمرات عن الحرية وقضايا الاقتصاد وسد النهضة.
"الانتفاضات لا تصنعها المؤامرات وإنما تتدخل أطراف لتوظيفها أو تخريبها، لكنها تبقى علامة أزمة جعلت شعارات التغيير تنتشر كالنار فى الهشيم".. ما الذي تقصده بتصريحك هذا؟
ـ أقصد الاعتراض على من نسبوا الانتفاضة اللبنانية إلى مؤامرة أجنبية تستهدف "حزب الله" أو "حسن نصر الله"، فليس هكذا تفسر ثورات الشعوب، وليس هكذا يمكن قراءة الخبرة واستخلاص الدروس، وضمنياً أقصد كل من يعتبر ثورة يناير نتاج مؤامرة، فعندما يتفجر غضب جماهيري عارم يلزم أن نلمح فيه الأنين والغضب ونجتهد في فهم أسبابه ونجعله رافعة لتغيير يحقق المطالب، ولا نشوش المشهد ونشوش رؤيتنا برد الغضب ومصادره إلى أطراف تتدخل للتخريب أو التوظيف.