السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

على هامش سوتشي.. تاريخ قوي من العلاقات بين القياصرة والفراعنة

الرئيس نيوز

في 23 و24 أكتوبر، اجتمع القادة الأفارقة في مدينة سوتشي الروسية، حيث يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة الروسية - الإفريقية الأولى، والتي وصفها الكرملين كمنتدى استراتيجي يجسد جهود بوتين لضمان ألا تظل إفريقيا ثالثًا - طرف مراقب في الجولة القادمة من منافسات القوى الكبرى، على حد تعبير موقع "المجلس الأطلنطي" المعني بالشؤون السياسية.

ويشارك بوتين في رئاسة القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما يعبر عن خيار استراتيجي من جانب بوتين ينبغي أن يهتم به المحللون والمراقبون، ففي حين أن علاقة روسيا مع مصر تعود إلى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المبكرة، والسنوات التي تلت الإصلاح البروتستانتي، إلا أن العلاقات الأكثر حداثة بين القاهرة وموسكو تزعج الغرب.

ومنذ آلاف السنين يلقب المصريون بالفراعنة الكبار، وتقف قمة سوتشي كدليل دامغ على أن الفراعنة والقياصرة أصبحوا في خندق واحد.

وتاريخيًا، أدى اعتماد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الدعم السوفيتي وتدريب الجيش المصري مع الجيش السوفيتي إلى خلق تحالفات طبيعية بين القادة المصريين والسوفييت ـ والروس فيما بعد ـ. إيماءة بوتين بمشاركة رئاسة القمة مع السيسي هي محاولته لإعادة هذا التوافق وإظهار الدعم لأسلوب قيادة الرئيس السيسي وسياساته.

وبعد أن فشلت الديمقراطيات الغربية في الوقوف إلى جانب مصر على مدار السنوات العشر الماضية، كانت فرصة أن تكون مصر عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عامي 2016 و 2017 فرصة ممتازة لدعم مصر كلاعب رئيسي على الساحة الدولية. ومع ذلك، فشلت الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب في اغتنام هذه الفرصة لدعم مصر.

في حين أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقيادة السيسي الرجل القوي، وحاول بناء علاقة إيجابية في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2016، فإن بعض القرارات الأمريكية لم تقدر مصر حق تقديرها، ففي مناسبات معينة، جمدت الإدارة الأمريكية المساعدات إلى مصر كما حدث في أغسطس 2017. وبعد أقل من عام - في يوليو 2018 - أعادت الإدارة تقديم المساعدات العسكرية، مما خلق مساحة اقتنصتها روسيا لتقديم الدعم والتأثير، وتعزيز العلاقات بين موسكو والقاهرة.