الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سياسي تونسي: دعم حركة النهضة للرئيس "سعيّد" تصرف انتهازي

الرئيس نيوز

فسّر المحلل السياسي التونسي، محمد الهادي غابري حول التداعيات المحتملة لدعم "حركة النهضة" للرئيس المُنتخب "قيس سعيّد" بعدما حل مرشحها ثالثاً في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية وحصولها على أكثرية برلمانية "52 مقعداً"، قائلاً إن "الرئيس الجديد يبدو ضعيفاً لغياب سند برلماني يقف وراءه لحمايته ويصر على اجراءاته الإصلاحية أمام حزب النهضة ذو الأكثرية البرلمانية والمكلف بتشكيل الحكومة، وهو ما جعل حركة النهضة تنظر إليه كرئيس يمكن احتواؤه والسيطرة عليه واستغلاله أو "ترويضه" على حد تعبيره.

وتوقع "غابري" ثلاثة سيناريوهات لعلاقة حركة النهضة بالرئيس قيس سعيّد، وهي:

أولاً:" أن يحافظ "سعيّد" على استقلاليته ويمضي قدماً في تنفيذ برامجه وفي مقدمتها التعديلات الدستورية العاجلة، مبيناً أن هذه الإصلاحات غير ممكنة حالياً إلا إذا كان رئيس الحكومة الذي بيده الصلاحيات الواسعة لديه نفس توجهات رئيس الجمهورية ووجود أغلبية برلمانية مساندة لهما.

ثانياً:" أن لا يكون لـ"سعيّد" هذا السند والدعم فيلوذ بالنهضة أو تحتويه الحركة ليخدم أحدهما الآخر ولكنه سيفشل في النهاية، حيث أن حركة النهضة لا تعطي إلا بقدر ما تأخذ أضعافاً مضاعفة.

ثالثاً:" أن يصر "سعيّد" على تنفيذ ما جاء من أجله ويستقوي على خصومه وشركاءه في الحكم بالاعتماد المتكرر على آلية الاستفتاء الشعبي، وفي هذه الحالة قد يواجه مآلات مختلفة، أخطرها أن يُطلب اعفاءه دستورياً وبرلمانياً أو حتى طبياً مثلما حدث مع الرئيس الأسبق بورقيبة أو عزله في القصر دون أدوار سياسية مباشرة مثل الرئيسين السابقين "المنصف المرزوقي" و"الباجي قايد السبسي".

وأضاف "غابري" أن المحصلة النهائية في أي علاقة للنهضة بالرئيس الجديد لن تؤسس إلا إلى المزيد من الأزمات وعدم الاستقرار وعدم الإنسجام، خصوصاً بين رأسي السلطة التنفيذية "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة"، وهو أمر تبحث عنه حركة النهضة بخلق أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية متواصلة للحفاظ على استمرار تواجدها في مشهدية السلطة.

وأوضح "غابري" أن الفرق بين خطاب "قيس سعيّد" وحركة النهضة، أن خطاب الرئيس الجديد يساري وتقدمي بامتياز، خاصة في المسائل المتعلقة بالموقف من العدو الصهيوني والقطاع العام ودور الدولة الراعية والحكم المحلي والأمن القومي، وهو خطاب تميّز به عن خصومه والكثير من مؤيديه، ولذلك حظي بمساندة كل الأطراف التي تقاطعت معه في نقاط واختلفت معه في أخرى، بينما خطاب حركة النهضة، متناقض كلياً مع "سعيّد" في مستوى الخطاب والبرامج والتصورات لأنها حركة ليبرالية لا مشكلة لها مع قضية التطبيع، إلا أنها ساندته في الدور الثاني من الانتخابات اعلاناً لبرائتها من دعم الفساد، معتبرا أن هذا الدعم "تصرف انتهازي".