السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"الكابوس".. الغزو التركي يثير مخاوف المسيحيين السوريين

الرئيس نيوز

 بينما يواصل الجيش التركي عملياته ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، تخشى تجمعات المسيحيين في المنطقة من أن الغزو الذي تقوده تركيا يهدد وجودهم في البلد الذي مزقته الحرب.

في اليوم الأول من انطلاق شرارة الغزو التركي، الذي بدأ الأربعاء، قال موقع "صوت أمريكا" إن هجومًا بالمدفعية التركية استهدف حيًا تقطنه أغلبية مسيحية في القامشلي، أكبر مدينة في شمال شرق سوريا. ووفقًا لمصادر محلية، أصيبت عايدة حبسونو وزوجها فادي بجروح بالغة في الهجوم الذي ضرب منزلهما، كما أصيب عدة سكان آخرين.

ذكرت الأخبار المحلية أن كنيسة السيدة العذراء في بلدة القحطانية القريبة من القامشلي قد تعرضت للقصف التركي يوم الجمعة. تم تدمير أجزاء من مبنى الكنيسة ولا يزال الخوف من أوضاع أسوأ مستمرًا.

ونقل موقع "صوت أمريكا" عن هديل عويس، الصحفية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها ويعيش أفراد من عائلتها في شمال شرق سوريا، قولها إن أقاربها المسيحيين يعيشون في خوف دائم.

وأضافت هديل: "عائلتي في سوريا تعيش الآن في حالة من الذعر. بالنسبة لهم، فإن هذا الغزو التركي يمثل كابوسًا بل تهديدًا وجوديًا ".

وتابعت" "الكنائس في القامشلي وأماكن أخرى في شمال شرق سوريا تدق أجراسها، ما يثير قلق السكان المحليين من العمليات العسكرية التركية المستمرة".

وقالت هديل عويس: "قبل أعوام، اختطف الكثير من أصدقائي وزميلاتي المسيحيين من قبل داعش، لكن الناس الآن يخافون أكثر مما سيحدث الآن إذا غزت تركيا مناطقنا".

وخلال العام 2014، اختطف تنظيم داعش الإرهابي الآلاف من النساء والفتيات الصغيرات من الأقليات الدينية مثل المسيحيين واليزيديين في سوريا والعراق. تم استخدام العديد من هؤلاء النساء كإماء وتعرضن للاعتداء الجنسي على نطاق واسع من قبل الدواعش.

من بين حلفاء تركيا الذين يشاركون في الهجوم المستمر في شمال شرق سوريا، هناك العديد من الجماعات التكفيرية التي ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين في أماكن أخرى في سوريا، وفقًا لجماعات حقوقية دولية.

وفي الولايات المتحدة، هناك جماعات مسيحية تنتقد صمت ترامب على الغزو التركي، وأثار قرار ترامب انتقادات من كثيرين في الولايات المتحدة، بمن فيهم شخصيات مسيحية مؤثرة قالت إن هذه الخطوة ستعرض حياة الآلاف من المدنيين للخطر.

اعتبر بعض الزعماء الإنجيليين مثل فرانكلين جراهام، رئيس محفظة السامري وجمعية بيلي جراهام الإنجيلية، قرار ترامب تهديدًا للحرية الدينية في سوريا. وقال بات روبرتسون، وهو خبير إعلامي ومؤسس شبكة الإذاعة المسيحية، إن قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية قد يؤدي لقيام الأتراك بـ"ذبح المسيحيين والأكراد".

وقال روبرتسون في بث مباشر اليوم الاثنين "أعتقد ... رئيس الولايات المتحدة في خطر المكوث في الجحيم وفقدان الجنة إذا سمح لهذا أن يحدث"، على الرغم من أن المسيحيين الإنجيليين كانوا من أقوى مؤيدي الرئيس ترامب في السنوات الأخيرة.

قال بسام إسحاق، رئيس المجلس الوطني السرياني، أحد أكبر المجموعات السياسية المسيحية في سوريا، إنه يضغط على الجماعات الإنجيلية وغيرها من الجماعات المسيحية في الولايات المتحدة من أجل الضغط على الرئيس ترامب لتغيير سياسته في سوريا.

وقال "لقد كنت على اتصال مع القادة الإنجيليين، وشرحت لهم وضعنا على الأرض"، مضيفًا "ليس لدى ترامب خيار سوى الاستماع إلى ما يقوله الناخبون الإنجيليون، لأنه لن يستطيع تحمل استياء الإنجيليين".

وأضاف إسحاق في تصريحات لصوت أمريكا: "إن إدارة ترامب تتحمل مسؤولية أخلاقية عن حماية المسيحيين والأقليات الأخرى في سوريا".