الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

قبيل الاجتياح التركي لشرق الفرات.. "الأكراد" يبدأون في التواصل مع الأسد

الرئيس نيوز


بدا أن تركيا تعكف حاليًا على وضع المسات النهائية للعمليات العسكرية التي تجهز لها؛ لاجتياح شمال شرق الفرات، طمعًا في ضمها إلى الشمال السوري الذي تحتله منذ فبراير 2018، إذ قال مدير الاتصالات بمكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح اليوم الأربعاء، إن القوات التركية ستعبر الحدود السورية مع من يسميهم "مقاتلي الجيش السوري الحر"، قريبا.
وفتح الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من شرق الفرات، شهية أردوغان في اجتياح تلك المنطقة الاستراتيجية، وضمها إلى الشمال المحتل، تمهيدًا لإقامة ما تسميه أنقرة "المنطقة الآمنة"، التي تخطط تركيا أن تضم موالين لها، بعد طرد اهالي اللمنطقة الأصليين (الأكراد).
كان "الرئيس نيوز" نشر تقريرًا منذ أيام رجح فيه احتمالية تنسيق "الأكراد" مع الرئيس السوري، بشار الأسد. على أن يتضمن الاتفاق بينهم، تسليم قوات "سورية الديموقراطية" الأماكن التي تقع تحت سيطرتهم إلى القوات التابعة للأسد، مما يعرقل مساعي أردوغان الرامية إلى اجتياح شرق الفرات.  
وقال الموقع الرسمي لحزب "الاتحاد الديموقراطي"، اليوم الأربعاء، إن القائد العام لقوات "سورية الديمقراطية" في شمال وشرقي سورية، مظلوم عبدي، كشف عن خيارات قواته تجاه العملية العسكرية التركية المحتملة في المنطقة، موضحًا أن من ضمنها شراكة مع الرئيس السوري.
أوضح عبدي أنهم بصدد دراسة "شراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف محاربة القوات التركية". مضيفًا: "هذا أحد الخيارات التي لدينا على الطاولة". داعياً في الوقت ذاته الشعب الأمريكي، للضغط على الرئيس دونالد ترامب، بهدف المساعدة، لمنع الانسحاب وتعريض الأكراد للخطر.
كما أبدى خيبة أمله من الموقف الأمريكي، حيال العملية العسكرية، التي تهدّد أنقرة بشنّها في المنطقة التي تديرها الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، معتبراً أنّ القرار يضر بمصداقية الولايات المتحدة الأمريكية وبالثقة السورية بها.
كانت دمشق طالبت في وقت سابق الأكراد، تسليم المناطق التي تبسط سيطرتها عليها، إلا أنهم رفضوا ظنًا منهم أن أمريكا ستظل إلى جانبهم، لكنهم مضطرين إلى فعل ذلك حاليًا بدلًا من الخسارة الكلية لجميع مناطق نفوذهم.    
وتركيا متأهبة لدخول شمال شرق سورية منذ بدأت القوات الأمريكية إخلاء المنطقة في تحول مفاجئ في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوبل بانتقاد واسع في واشنطن ووُصف بأنه غدر بالأكراد، حلفاء الولايات المتحدة.
وأمس الثلاثاء، قال مسؤولون أتراك لـ"رويترز" إن الجيش قصف الحدود السورية العراقية لمنع القوات الكردية من استخدام الطريق لتعزيز المنطقة، إلا أن تفاصيل الضربات غير واضحة.
وقال فخر الدين ألتون مساعد أردوغان إن على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سورية أن يحولوا ولاءاتهم وإلا اضطرت تركيا لمنعهم من تعطيل مساعيها في التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
من جانبها، ناشدت قيادة "قوات سورية الديمقراطية"، الأربعاء، المجتمع الدولي، للقيام بمسؤولياتهم، وتجنيب منطقة شرق الفرات، كارثة إنسانية جراء الاجتياح التركي المحتمل، مؤكدة في بيان أصدرته اليوم، أن المعطيات الميدانية تشير إلى هجوم تركي بالتعاون مع جماعات مسلحة أخرى تأتمر بأوامر أردوغان.
وقال البيان إن مناطق شمال شرق سورية الحدودية على حافة كارثة إنسانية وشيكة ومحتملة، وجميع المؤشرات والمعطيات الميدانية والحشود العسكرية على الجانب التركي من الحدود تشير إلى أن مناطقنا الحدودية ستتعرض لهجوم تركي.
واعتبرت قيادة قوات "سورية الديموقراطية" أن الهجوم سيؤدي لسفك دماء آلاف المدنيين الأبرياء بسبب اكتظاظ مناطقنا الحدودية بالسكان.