الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الانسحاب الأمريكي من سوريا يدفع الأكراد للتنسيق مع "الأسد"

الرئيس نيوز

تصاعدت وتيرة الأحداث في سوريا، بعدما أعلنت الإدارة الأمريكية، الاثنين، سحب عدد من جنودها في البلاد، وأن الانسحاب سيقتصر في بادئ الأمر على جزء من الأرض قرب الحدود التركية، وهي المنطقة التي كانت أنقرة وواشنطن، تدرسان سبل إقامتها تحت مسمى "المنطقة الآمنة".

وبحسب مصدر أمريكي مسؤول، تحدث إلى "رويترز"، فإن الانسحاب من المنطقة لن يشمل الكثير من القوات بل ربما العشرات فقط. ولم يوضح ما إذا كانت القوات سترحل عن سوريا أم ستنتقل إلى مكان آخر في البلاد التي يوجد بها نحو ألف جندي أمريكي.

وبينما هاجم الأكراد الولايات المتحدة، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين عن قرار إدارته سحب القوات الأمريكية من شمال سورية، وقال إن مواصلة دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة مكلف للغاية.

وقال في سلسلة تغريدات على تويتر "الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود"، وأضاف "سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع".

كان ترامب أعلن نهاية العام 2018 أنه يدرس سحب القوات الأمريكية من سوريا، الأمر الذي شجع أنقرة على إعلان نيتها اجتياح منطقة شرق الفرات التي تسيطر عليها القوات الكردية؛ تمهيدًا لضمنها إلى منطقة الشمال السوري الذي تحتله تركيا منذ فبراير 2018.

وحصل الأكراد على تعهدات أمريكية بعدم السماح لتركيا باجتياح شرق الفرات، وأعلنت أنقرة وواشنطن أنهما توصلتا لاتفاق يسمح للأولى بمقتضاه، إنشاء منطقة تزعم أنها "آمنة". لكن حتى أمس الأحد كانت تركيا تقول إن مشاوراتها مع أمريكا بشأن تلك المنطقة لم تفض إلى شيء.

وتتمركز نقطة الخلاف بين تركيا وأمريكا، في أن الأولى ترى أن العمق المناسب لتلك المنطقة (30 كيلومتر)، ترى واشنطن والأكراد أن عمق (5 كيلومترات) مناسب جدًا، وأعلنت أنقرة أن المشاورات مع واشنطن متعثرة، وأنها باتت تدرس فعليًا شن هجمات في شمال شرق الفرات، لمنع الأكراد من إقامة أي نفوذ لهم في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا.

وربما يلجأ الأكراد إلى روسيا، والحكومة في دمشق، للحيلولة دون السماح لأنقرة تنفيذ تهديداتها في شمال شرق الفرات. وإذا ما فعلت ذلك، لن يكون أمامها إلا السيناريو الذي عرضه الأسد وموسكو، بتسليم الأماكن التي تحت سيطرتهم إلى الحكومة في دمشق، والعودة إلى أماكن تواجدهم قبل العام 2011، أما إذا ما رفضت ذلك العرض لن يكون أمامها إلا محاولات صد العدوان التركي.