الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الأمم المتحدة "تستعد للأسوأ" بعد الإعلان التركي قرب اجتياح شرق الفرات

الرئيس نيوز


ـ المرصد السوري: التحضير لعملية "أردوغان" العسكرية بدأ بالترويج لأكاذيب

بينما قالت الأمم المتحدة إنها "تستعد للأسوأ" إثر الإعلان عن عملية تركية وشيكة في سوريا، داعيةً جميع الأطراف إلى منع نزوح كبير للمدنيين إذا شنت تركيا هجوماً، بدأت تركيا في قرع طبول الحرب؛ تمهيدًا لتنفيذ اجتياح عسكري لمنطقة شمال شرق الفرات السورية، التي تبسط قواتٍ كردية مدعومة أمريكيًا يدها عليه، لتكريس احتلالها للشمال السوري، أعلنت تلك القوات جاهزية نحو 80 ألف مقاتل لصد العدوان التركي.

وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أعلن الخميس الماضي فشل المناقشات مع الجانب الأمريكي، حول ما تسميه تركيا بـ"المنطقة الآمنة". وقال وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو: "لا نعتقد أن الجهود مع الولايات المتحدة؛ لإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سورية تحقق النتائج المرجوة. نحن مستعدون لشن عملية عسكرية".

ومنذ الأسبوع الأخير في يوليو الماضي، وتركيا وأمريكا، تخوضان مناقشات تفصيلية، حول ما تزعم أنه "منطقة آمنة"، وبينما تصر أنقرة على أن تكون مساحة تلك المنطقة، 30 كيلومترًا في عمق الأراضي السورية، على أن تقوم منفردة بإدارتها، يتمسك الأكراد "وحدات حماية الشعب" الزراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، المُسيطر على تلك المنطقة، أن تكون مساحتها 5 كيلومترات في العمق السوري ما ترفضه أنقرة.

ترى أنقرة أن إقامة تلك المنطقة، سيكرِّس احتلالها للشمال السوري، التي تبسط سيطرتها علية منذ أن قررت اجتياح الشمال؛ بعدما أطلقت عملية "غصن الزيتون" فبراير 2018. ومنذ أن احتلت مدينة عفرين السورية، وهي تمارس جرائم قتل عنصرية، فضلًا عن كونها تعمل على إحداث تغيير ديموغرافي، عبر تهجير أهالي المنطقة الأصليين، واستبدالهم بأسر جماعات إرهابية تستخدمهم في تمرير مخططها الشيطاني في الشمال السوري العربي.

تريد أنقرة قطع الطريق أيضًا على الأكراد الحالمين هم أيضًا بإقامة دولة لهم في الشمال السوري، ضمن مشروعهم القومي المعروف بـ"إقليم روج آفا" الذي يتألف من ثلاث مناطق رئيسية هي: (عفرين وعين العرب "كوباني" والجزيرة السورية)، حيث تسكن هذه المنطقة مكونات من العرب والكرد والسريان والآشوريين والأرمن والتركمان.

واتهمت تركيا الولايات المتحدة، بالتلكؤ في إقامة المنطقة الآمنة. كما يختلف البلدان بشأن عمق المنطقة ومن يديرها، وقالت وزارة الدفاع التركية إن وزير الدفاع خلوصي أكار أبلغ نظيره الأميركي مارك إسبر هاتفيا الخميس بأن أنقرة مصممة على إنهاء العمل مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإقامة "المنطقة الآمنة" في شمال شرق سورية إذا تلكأت واشنطن في هذا الأمر.

كان إردوغان قال الثلاثاء إن تركيا ليس أمامها خيار سوى العمل منفردة نظراً لعدم إحراز تقدم مع الولايات المتحدة في أكثر تصريحاته وضوحا حتى الآن بشأن اعتزام تركيا بدء توغل عسكري. وقال وزير خارجيته، جاويش أوغلو لقناة خبر التركية، إن بلاده لم تر جدية من جانب الولايات المتحدة. ونقلت القناة عنه قوله "نحن نعتقد أن هذه العملية الجارية مع الولايات المتحدة لن تأخذنا إلى النقطة التي نريد الوصول إليها. المعلومات الواردة من الميدان تثبت ذلك".

أكد جاويش أوغلو مجدداً تحذير تركيا من أنها مستعدة لشن هجوم، وقال "يتعين علينا اتخاذ خطوات لطرد المنظمات الإرهابية من على حدودنا وإعادة النازحين إلى هناك".

وترفض دمشق أي اتفاقات بين تركيا وأمريكا والأكراد، وترى أن جميع هذه الإجراءات بمثابة عدوان واحتلال للأراضي السورية. فيما رفض الأكراد في وقت سابق التعاون مع الحكومة السورية، التي طالبتهم بتسليم الأسد شمال شرق الفرات، والعودة إلى أماكن تواجدهم الأولى قبيل اندلاع الحرب الأهلية العام 2011.  

وإذا ما اندلعت الحرب، فستتسع دائرة الصدامات إلى ما هو أبعد من الحديث عن الحدود أو الأرض بالنسبة لكلا الطرفين؛ فلن تكون هناك فائدة من تلك الحرب سوى التدمير المخيف، والفوضى الكبيرة، التي ستنجم عن هذه الصدامات، وبالتالي لن يحقق إردوغان، ولا الأكراد، النصر في تلك الحرب.

كما سيكون الدمار وعدم الاستقرار وضياع أية فرصة محتملة للحل هي النتيجة الحتمية لهذه الخطوة، كما سيؤدي ذلك الأمر إلى تأجيل طويل الأمد لإعادة إعمار سوريا، وإنشاء نظام دستوري، وسيعزز في المقابل، من وجود تنظيم الدولة الإسلامية، وسيطرته على الأرض هناك، فضلاً عن الأعداد الكبيرة من الوفيات، وتدفقات اللاجئين التي ستواكب اندلاع هذه الحرب.

بدوره، يقول أحد الممثلين الرسميين لروج آفا، أحمد شيكو، في حوار أجراه مع صحيفة "يني أوزغور بولوتيكا" نقله موقع "أحوال": "أصبحنا اليوم أكثر قوة وأكثر استعدادًا سياسيًا ومعنويًا وعسكريًا، مقارنة بوضعنا في الماضي. لهذا السبب يخطئ كل من يتصور بأن الهجمات التي سنتعرض لها ستبقى دون رد. نحن بالتأكيد لا نرجح خيار الحرب، ونعلم أن الحرب لن تكون السبيل الوحيد للوصول إلى الحل. ولهذا السبب، ننظر إلى الحرب باعتبارها الخيار الأخير، الذي قد نضطر إلى الخوض فيه".

تابع: "إردوغان يستغل الحديث عن الحرب، وفتح الباب أمام اللاجئين للتدفق صوب أوروبا، لابتزاز أميركا وأوروبا، وطمعاً في الحصول على بعض التنازلات. وأجد أنه من الواجب عليَّ أن أكرر هنا أننا أتممنا كافة استعداداتنا لأية هجمات محتملة. وعلينا أن نُذكِّر كذلك أن  سيناريو عفرين لن يتكرر في شرق الفرات".

أضاف شيكو: "لا شك أن المسؤولين في تركيا يتابعون كذلك هذه التصريحات، ومن ثم يجب على إردوغان، وكل من يؤيدون خيار الحرب، أن يعرفوا جيداً أن الهجوم على شمال شرق الفرات لن يكون مجرد نزهة تقوم بها القوات التركية. عليهم أن يعترفوا أن الحرب، هذه المرة، لن تكون كسابقتها في جرابلس وعفرين، ومن ثم يجب عليهم أن يتخلوا، في أقرب وقت ممكن، عن مخططات الحرب لديهم".

من جانبه، حذّر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، من أنّ التحضير لعملية "أردوغان" العسكرية في مناطق شرق الفرات السورية بدأ بالترويج لأكاذيب اعتداءات قوات سورية الديمقراطية "قسد" على العرب، مُشيراً إلى أنّ مغامرته الجديدة تأتي في ظلّ الصمت الأميركي والتخاذل الدولي. مؤكدًا أنّ تركيا تمارس اليوم أسوأ أنواع الاحتلال ولها أطماع في الأراضي السورية.

تابع مدير المرصد السوري: "دأبت المُخابرات التركية بالتعاون مع الإعلام القطري، على فبركة انتهاكات بحق المدنيين العرب من قبل المُسلحين الأكراد، بهدف نشر الفوضى في منبج ومناطق شرق الفرات، وخلق فتنة عربية- كردية تسهل على أنقرة تنفيذ مخططاتها بالاجتياح العسكري لتلك المناطق".

في السياق، قلل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من التهديدات التركية، وقال إن الإجراءات التركية "ضد أمن الحدود والسيادة السورية لن تحقق أياً من أهدافها"، مؤكداً استعداد بلاده للتعاون مع البلدين لحل المشاكل بينهما.

أوضح ظريف، خلال جلسة للبرلمان الإيراني، أمس الأحد: "طهران جاهزة للتعاون مع دمشق وأنقرة لحل المشاكل العالقة بينهما، وفق القوانين الدولية".